من اروع ماكتب ملهمي بعد الله ((برق))

[اوراق الخريف]

(برق) هو اللقب الذي أخترته لزوجي كي أنشر له هنا وهو كاتب رائع (ماشاء الله تبارك الله) وتستهويه كتابة الروايات الحزينة وهذه إحدى روائعة ليس والله لأنه زوجي ولكن أريد قرأة هذه الرواية وإعطائي رأيكم بصراحة لأني احاول أن أقنعه بأن ينشر رواياته ولكنه لم يتحمس للفكره فقترحت أن انشر له هنا وأن يسمع الرأي المحايد



((وداعاً بني ............. لن أستطيع مداعبتك بعد اليوم))

وداعاً بني فلن أستطيع مداعبتك بعد اليوم


* أحداث هذه القصة واقعية

* مكانها مدينة الرياض

* زمانها وقعت في يوم الثلاثاء الموافق 14 / 11 / 1424


هذه القصة وقعت لشخص أعرفه شخصيا وأترككم مع صاحب القصة ليرويها لكم ........................
يقول صاحبي (( .... كنت أحلم كما يحلم كل شاب وشابة بذلك المستقبل الذي طالما تعمقت العقول بالتفكير فيه .... كنت بالأمس أحلم واليوم أصبحت أتمنى أن يرزقني الله بتلك الزوجة الطاهرة التي طالما دعوت الله ان يجعلها معينه لي على الخير والفلاح في الدنيا والآخره .... وما أن فتحت عيناي لأصحو من تلك الأمنيات حتى رزقني الله بتلك الزوجة التي طالما أعانتني على الخير وطاعة الله .... وبعدها رزقني الله بطفل أسميته "محمد" وقد كان نور عيني .... ونبض قلبي .... وبعدها رزقني الله بمولوده كأنها القمر في تمامه .... والنهر في صفائه ... وقد أسميتها "غلا" ومع مرور الأيام أنتقلت من منزلي القديم الى منزل آخر قمت بأستئجاره لقربه من مقر عملي ....كنت أنظر الى أبنائي وكأني أنظر الى الحياة بأسرها وكنت ألبي كل أحتياجاتهم بلا تردد خاصة عندما أيقنت أنني لن أستطيع رفض رغباتهم مهما كانت .... ومع مرور السنين كنت أرى أبني "محمد" ينتظرني مع اخته "غلا" كل يوم عند قدومي من العمل عند مدخل كراج السيارة ويرحبون بي .... يا الله مأروع تلك اللحظات وأنا أرى "محمد" قد أبتهج بربيعه الرابع وأبنتي ألغالية "غلا" كانت في ذلك الوقت قد رسمت خريفها الثاني وقد أمتزجت برآئتها مع حبها لأخيها "محمد".... وأنا الآن أسطر لكم هذه الأحرف ومازلت أذكر أنني في تلك الأيام ألماضية كنت أمنع أبني "محمد" من أن يلامس أحرف جهازي الشخصي (الكيبورد) لكي لايصيبها بأي ضرر وقد كان يهمس في أذني (أبي أكتب لي ((((( أحبك بابا ))))) على الشاشة وقد كنت البي طلبه بلا تردد )
وكان أبني "محمد" يلاعب أخته "غلا" في كل وقت ويضحي بالكثير لأجلها وكان يعطيها كل مايملك حتى لو كان ثمينا على قلبه........... كنت أداعبهم كل يوم .... بل كل ساعة .... بل كل لحظة .... كنت أتلقى أتصال شبه يومي من هاتف زوجتي المحمول وإذا به أبني "محمد" وإذا به يقول( بابا أشتري لنا ألحلوى ) .... ولا أنسى أنني كنت يوماً من الأيام قادماً إلى البيت ورأيت أبني "محمد" ومعه قلم وقد لطخ جدار المنزل برسومات غير مفهومه وقد فهمت منها أنه يقصد بتلك ألرسومات عبارة ( هذا بيتنا ) ونظرا لصغر سنه لم يستطيع إيصال تلك الرسومات للعالم بأسره !!! فقمت بضربه ضرباً مبرحاً لقيامه بذلك واخذ يبكي ... ويبكي .... حتى نام ............. وبعدها ندمت على ضربي له وخاصة بعد أن رأيت أخته ألصغيره "غلا" تبكي معه لمحبتها له .... وبعد أن افاق من نومه أتاني وقبلني مع أخته بتلك ألقبلات البريئة وكأن شيئاً لم يحدث وأخذ يضم أخته غلا ويقبلها ويعطيها ( لعبة سيارة الجيب المفضله لديه) التي لاأستطيع أن أنساها .... يا الله.... يا الله.... يا الله مااروع تلك أللحظات وكم تمنيت أن زمانها قد توقف ولو لبعض الوقت .... وفي يوم من الأيام كنت في عملي وعند الساعة العاشرة صباحا تلقيت أتصالا من هاتف زوجتي المحمول وإذا بها تصرخ وتقول (منزلنا يحترق وابني "محمد" بداخل إحدى غرفه) فإذا بي افقد توازني من هول ماسمعت وما ان أستعدت بعض توازني حتى ذهبت مسرعاً للسيارة وما ان قمت بتشغيل السيارة حتى رأيت إحدى ألعاب إبني محمد على المقعد الأمامي .... يا الله .... يا الله .... كان بالأمس بجانبي في مقعد السيارة هو وأخته "غلا" وكنا نتبادل الضحكات .... والآن .... وماذا بعد الآن ؟ ؟ ؟ هو في وسط الحريق .... هاهي دموع عيناي تسابق كل ماأستطيع أسترجاعة من مواقف ماضية .... وما أن وصلت المنزل حتى رأيت فرقه من الدفاع المدني امام منزلي والدخان يتصاعد من نوافذ المنزل .... كم كنت أتمنى أن يكون هذا كابوساً وان لايكون حقيقة وما ان نزلت من السيارة وانا ادفع نفسي بما تبقى لي من قواي وإذا بي أرى زوجتي وأبنتي "غلا" يبكون وبعدها بلحظات رأيت احد رجال الإطفاء وهو يحمل قلبي الصغير وهو مغطى بغطاء أبيض لا أستطيع نسيانه ما حييت .... ولم أرى سوى يد أبني الصغير خارجة من تحت الغطاء وكأنها تقول (( وداعا ياأبي فلن أراك بعد اليوم .... وداعاً ياأمي فلن أراك بعد اليوم .... وداعاً أختي الغاليه فلن أستطيع أن ألاعبك بعد اليوم )) رحماك يارب .... رحماك يارب .... أحقاً رحل "محمد" أحقاً رحل قلبي النابض ... أحقاً لن أستطيع مداعبتك بعد اليوم .... أحقاً سأفتقد ذلك الصوت .... وبعدها أيقنت وآمنت بقضاء الله وقدره .... وداعاً "محمد" وكما عودتك دائماً ان أفي بوعدي لك وأن أكتب على هذه الشاشة ((أحبك بابا)) .... وهاهو جدار المنزل برسوماته يذكرني بما أردت ان توصله لي ولكني لم أفهم حينها وها أنا أفهم الآن .... وهاهي سيارة الجيب الصغيرة يا "محمد" وحيدة وقد أفتقدت صاحبها .... وهاهي أختك الصغيرة "غلا" تفتقد قبلتك وحظنك .... وهاهي أمك تتسابق دمعاتها مع كل زاوية من زوايا غرفتك .... وها أنا ذا أفتقد "محمد" الذي رحل وبقي حبه الذي لم ولن يرحل ))

وأختم هذه القصة بأن أدعو الله بأن يجمعنا بمحمد في مستقر رحمته ونعيم جناته


وووووووووووووووووووووداعاً محمد وداعاً (أحبك بابا)





في إنتظار ردودكم


اوراق الخريف

[rose]

قصة بجد حزيييييييييينة يا اوراق
ومؤثرة هي اقرب ماتكون للقصة المسرودة سرد تسلسلي
يعني زوجك يباله يعرف ان للقصة تركيب يعني احداثها لما اتسلسلت كان تسلسلها منطقي مافيها نوع من التسلسل اللي يحوي عنصر التشويق القصة مهما كانت احداثها واقعية لابد للكاتب ان يضيف اليها لمساته من عناصر التشويق والاثارة
لا اقصد يا اوراق اثارة مبالغة ولكن الاثارة تجي بالتلاعب اللفظي
واستخراج مكنون الالفاظ يعني استحداث كلمات طازة تعبر عن مدلول القصة
يعني انا قرات القصة وكان صديقة او احد ينقلها حرفيا لي
اين ابداعات الكاتب؟؟؟
لا اقصد مطلقا ان زوجك مو مبدع لا والله كون ان رجل تستهويه الكتابة
هذه امر جدا جدا جميل
بس النشر ع طول اتمنى تنتظروا ليييييييييين يتعمق بالقراءة
لاصحاب القصص المؤثرة
امثال فرانز كافكا
والروسي المبدع انطوان تشيكوف
جدا كنا بنقرا عنه ايام الجامعة
كون زوجك اعتقد تستهويه كتابة القصص القصيرة
اوراق
القرااااااااااااءة الدااااااااائمة مع الموهبة تخليه باذن الله بيكتشف اسرار الكتابة القصصية
وسبر اغوارها
تقبلي مروري انت قلتي نقد محاااااااااااايد
ودمتي وزوجك بحفظ الله

[اوراق الخريف]

نقد اكثر من رائع ولهذا أريد رأيك في قصته الثانية


(((ياسر : افعليها ولا تجزعي !!! )))

قصة واقعية عاصرتها

* مكانها (المنطقةالشرقية ـ كورنيش الخبر)

* زمانها (قبل بضعة ايام الساعة الخامسة مساء)
... وبعد ان كتبت بسم الله الرحمن الرحيم ... اكملت ... والصلاة والسلام على الهادي الأمين
... وبعدها ترددت ... كثيرا ترددت ... هل انثر مافي خاطري مما رأيت وسمعت من انين ... واحترت ...
وبعدها توقفت ... هل اكتب ماتقرؤنه من كلمات ام اكتمها واكتم معها الدموع والعبرات ... وعزمت وبعدها جزمت بل قررت ان لا اكتب تلك الواقعة الأليمة ولا انقل تلك المشاهدالحزينة ... لكن بعض من حولي اجبروني على نقل تلك الواقعة وقال البعض منهم (امسك بمجدافك وابحر) ولا تهاب الموج وعندما ايقنت بل تجهزت لأستقبال عبراتي فهي الموج الذي لم يعلمه صاحبه نعم علمت انني والبعض الآخر ستتحرر دموعهم ولكن اقف هنا قليلا واسترجع ماكان من تلك الأيام واسطر لكم القصة .............
كنت في رحلة مع احد اصحابي الى المنطقة الشرقية وبالتحديد كورنيش الخبر جلسنا على ذلك البساط الأخضر الذي ارتوى بالماء وتقابلنا مع ذلك الشاطئ الذي ارتوى بهموم الناس فكل من اتاه رمى همومه على عاتق ذلك الشاطئ وسرى .... وهاهي السماء ملبده بالسحاب الذي يهديك اشواق الأهل والأحباب .... وهاهي طيور النورس ترحب بك كل ترحاب ......
وفجأه وبلا مقدمات سمعنا صرخة ... واي صرخة ... نعم صرخة لانعلم حتى الآن اسبابها ولانعلم حتى الآن اهدافها ولكن الذي نعلمه من تلك الصرخة مصدرها ... مصدرها تلك العائلة التي كانت في ذلك المسطح الأخضر والمكونه من الأبن الأكبر "بدر" مايقارب 22 عاما والأبن الأصغر "ياسر" ما يقارب 18 عاما والطفلة الصغيرة مايقارب السبع سنوات والأم المكلومه
فأذا ابصارنا تتجه الى العائله فما ان سمعنا كلمة (فارقيني) حتى لم نعد نعلم انحن في حقيقة ام خيال ....
يا الله .............. يا الله ............ يا الله ياحليم يارحمن يارحيم ... لطفك ... لطفك ... لطفك ورحمتك يارب وما ان هدات عاصفة تلك الكلمة الا وجائت العاصفة الأقوى والأمر والأدهى والأقسى ... واذا بالأبن الأكبر بدر يقوم بشتم امه بكلمات لا اريد ذكرها في هذا السرد واذا بالأم المكلومه المسكينه المطعونه تمسك برأسها وكأن شيئ ماء سيحدث وكان حالة اغماء لها ستحدث وما ان قامت تلك الطاهره حتى سقطت على الأرض مغشيا عليها
يا الله...... يا الله....... يا الله.......واذا ابنها الأكبر بدر يحدث نفسه بكلمات لانفهمها وذهب بضعة امتار واخرج السيجارة واخذ يدخن "وامه ملقاة على الأرض" وحال الأبن الأصغر ياسر والطفلة الصغيرة يبكون ... ويبكون واي بكاء على حال والدتهم وقد قمنا بمهاتفة الأسعاف وبعد فترة حضرت سيارة الأسعاف وبدأت الأم تستفيق بعد اعطائها الأسعافات الأولية بمشيئة الله واذا بي اسمع الابن الاصغر يقول "ادعي عليه يا امي ادعي عليه افعليها ولا تجزعي" وماذا كان جواب الأم ؟ وهي ملقاة على الأرض لا لا لا هذا ابني وانت ابني وانا احبكم جميعا ......................
وبعد ان هدئت الأمور وهدأت العاصفة ذهب الابن الاكبر بدر الى السيارة وقام يصرخ في اهله هل سترافقونني ام اترككم ؟!!!
فبدئت الأم تستجمع قواها وتجمع بعض مستلزمات الرحلة على عجل وتقول في داخلها عفى الله عنك ياولدي
وهاهي طيور النورس وقفت شاهده على ماحدث وهي تردد مع الأمواج افعليها امي ولا تجزعي ... افعليها امي ولا تجزعي
وهاهي اكواب متناثرة على البساط الأخضر وبقايا طعام شواهد على آلام تلك الرحلة وآلام الأم المكلومة التي قابلها ابنها بالجحد والنكران ولم يلقي بالا لحبها له وتضحيتها بأغلى ماتملك لأجله
وهي التي يوما ما ذرفت دمعة لأجله ...... جعلها تذرف دمعة بسببه
ولم يتبقى من تلك الحادثة الا اكواب متناثرة...........
وطيور نورس باكية..................
وامواج بحر ثائرة................
وتلك السحابة راحلة...............
فهنيئا لها بأنها لم تفهم تلك اللغة القاسية
وهاهي الشمس للغروب دانية..............وهاهي انوار القمر آتية

وهاهي عيون صاحبي بأمر ربها باكية..............
وها انا ذا اقف غير قادر على السرد ثانية............
وهاهو ذا قلم برق يودعكم ثانية


اوراق الخريف

[rose]

عزيزتي اوراق احي فيك ايمانك بموهبة زوجك وثقتك فيها وهالشي اللي راح يجعله انسان مبدع
بس اوراق اسلوب السجع بالقصص اسلوب بديعي باللغة العربية يعني كثرته مو حلوة
تفسد رونق الكتابة
زي هذا المقطع

وطيور نورس باكية..................
وامواج بحر ثائرة................
وتلك السحابة راحلة...............
فهنيئا لها بأنها لم تفهم تلك اللغة القاسية
عارفة اوراق لازم يقرأأأأأأأأأأأأ لازم الاحداث اللي بيكتبها كلها احداث حلوة ورائعة
لو ابتعد عن الواقعية
بجد هذا مو كلامي
لاني قبل فترة طويلة جدا كنت اكتب بجريدة عكاظ قصص قصيرة وفعلا الناقد المخصص للجريدة كان دائما يقولي ببداياتي
حاولي قدر الامكان الابتعاد عن الواقعية بسرد النص القصصي
والمحسنات البديعية من سجع وطباق الا للضرورة
الضرورة كانت بهي الجملة
وهاهي السماء ملبده بالسحاب الذي يهديك اشواق الأهل والأحباب
هذي جملة جدا رااااااااائعة اولا استعمل فيها السجع بدون تكلف (بعدين المفروض يقول تطابق التذكير والتانيث=وهاهي السماء ملبدة بالسحاب التي تهديك اشواق الاهل والاحباب)
ولو كان متمررس جدا وحب تكون كتابته ابداعية كان قال(وهاهي السماء ملبدة بالسحاب تهديك شوق الاهل والاحباب)مضاف ومضاف اليه وهكذا وغير كذا اتخلص من الحواشي مثل لفظ او كلمة (التي) كلمة زائدة لا لزوم لها
لازم مراعاة اصول اللغة بس الجملة معناها رااااااااااااائع وراقي
وبعدها ماستعمله
دخل باحداث القصة
اقصد لما اقول رؤيته
دائما بقصصه يطلع مكنونة باسلوب عاطفي مؤثر بالنفس عن طريق الالفاظ الحلوة اللي تدخل اعماق النفس وتجبرها ع الاعجاب بمضمونها
وهذي بيتضمن زي الجملة اللي قلتلك رائعة
بجد استوقفتني هي الجملة
خلتني اسرح عفويا لجدة ونسايم بحرها
جمله بسيطة لاحظي تركيبها
بس بجد شوفي الاثر اللي تركته
وعلى هذا المنوال
يمشي الكاتب المبدع سيدتي هو الذي يلتقط بعيناه مالا يقدر الاخرون على رؤيته
ويسطرها احداث
دمتي بود

[rose]

اسمحي لي يا اوراق اعطيك قصة لكاتب اعجبني باحد المنتديات
كل سهم او قوس لاحظي كلامتي اللي اعنيها
لكي توصلي المعلومة لزوجك ويحلق في افق الابداع طائرا
الكاتب عايش قصة او مر بتجربه
شوفي امتزاج الحقيقة بالواقع



في أول يوم شتائي كنت أجلس على ذلك المقعد الخشبي المعتاد في الحديقة التي جمعتني طوال أعوام خلت مع تلك الحبيبة التي صارت ذكراها في دفتر الزمان ، فقد خطفها مني فارس من فرسان السيارات الفارهة ومزّق آخر ما تبقى من أحلام السنين الماضية.(هنا بدت القصة واقعية جدا مافيها اي شي ملفت)
قضيت شهوراً طوالاً أجلس في الموعد نفسه ، حتى انكسف فؤادي من حرارة الصيف وصار كأوراق الشجر الجافة.(شوفي الكلمات الطازجة انكسف فؤادي كناية على الانكسار والاختفاء هنا شبه نفسه هو كالقمر)
في ذلك اليوم كانت بواقي أوراق الشجر تنهمر أمامي مطروحة على الأرض .. كان بودي لو أن أوراق الشجر تُدفن؛ لقمت في واجب آخر الأوراق التي كانت تشاهدني في الربيع مع حبيبتي. (هنا التصوير الخيالي المعبر عن واقع تجربته )
الحديقة بلا صيف وسعادة، فلا صوت لكركرة الأطفال ، ولا تغريد لعصفور طريد، والسماء مسرح سريالي لآخر الطيور المهاجرة ، وبائع الذرة يعود إلى بيته مخذولاً دون أن يبيع حبة ذرة واحدة ، ورسائل الحب الصيفية تتطاير دون أن تلتقطها يد شاب أو فتاة، والتربة ترتجف من البرد بعدما خلعت ثياب العشب الأخضر.
عرفت أن الحب الآن يأتي إلى بلادنا مع مطر الشتاء ، و سيشرب من أولى قطرات المطر، وسيبكي في أول لحظة حزينة من كآبة الشتاء ، و يجلس كأي طفل يسمع طقطقة حطب المدفأة. (شايفة كيف الكلمات تدخل الوجدان بدون تكلف لفظي او معني بدون طباق او او مجرد كلمات متراصة بنسق ابداعي شوفي كيف والتشبيه المؤثر)
قطرات المطر بدأت تنهمر و تتسلل إلى معطفي، الناس يهرولون مسرعين إلى بيوتهم،إلاّي فقد كنت أسير بهدوء ووقار.
أضحك من تلك نظرات إعجاب الشباب، الآن وسط سهام المطر التي تصيبهم في كل مكان من أجسادهم لا يأبه بها أحد ، حتى صار شكلها مضحكاً بعدما أختلط المكياج بقطرات الماء فوق وجهها، فعندما يأتي الحب لا يستطيع أحد أن يزيف الجمال.
العيون كلها تذرف الدموع بعدما همّى المطر على الوجوه ؛فالبكاء تسحّه الغيوم عند دخول كآبة الشتاء .(هنا تصوير معنوي شوفي حالة التصوير والوصف الدقيق بدون اطاله او اسهاب )
أيقنت أن الحب الآن قد وصل، ليمسح بأنامله الرقيقة دموع العيون الحزينة، وهاهي أول خيراته العاطفية تتجلى على القلوب؛ فقد خلع شاب سترته ووضعها فوق رأس حبيبته. و تلك ضمت عريسها الصيفي كنخلة ملتصقة تحت مظلتها .. قوس قزح يطل من بين الغيوم مبتسماً ثم تحجبه غيمة سوداء.(شبه الحب بعطاء الارض اللي ينبت منها الخيرات وحذف المشبه به وهي الارض وهذي كناية ف اللغة العربية)
عدت إلى البيت مسرعاً،جلست بجانب المدفأة ، ألقمتها بعض الحطب؛ ليعيد الدفء الساكن في صدري، ويخلصني من هوس الخريف ، وشغب أيامه.
سألتني المدِفأة عن ذلك الدفتر الذي كنت أكتب فيه خواطري الليلية؟ وعن حبيبتي التي كنت أتكلم معها عبر الهاتف النقّال طوال الليل؟ فأخبرتها أن كل ما امتلك من ماضي عاطفي تشتت مع آخر غيوم الشتاء.(هنا بدا الكاتب يحلق ف الخيال ويترك العنان لخياله بيضرب ع وتر الخيال بدون تعارض مع قصته او تجربته الواقعية)
صوتٌ يأتي من آخر الشارع من بين صفير الرياح ووقع المطر، يقطع حديثي مع المدفأة التي تريد البكاء علّي، لولا أنه محرم على النار أن تبكي، مصدر الصوت لإحدى الفتيات التي فتحت نافذتها متحدية الهواء القارص و تلوح بيدها مرحبة بالشتاء و قدوم الحب و الذي رد عليها ببعض القبل بشكل نقط مطر سريعة، صوت غناء فيروز يتسلل من غرفتها تغني ( ليالي الشمال الحزينة ).(هنا التجسيد شايفة كيف لما خلى قطرات المطر السريعة بانها انسان تقبل الفتاة)
ذهبت إلى غرفتي و البرد و الحزن يتخللان جسدي كله، جلست في فراشي أمارس متعة النوم في الشتاء، أحتضن "البطانية" وأشاهد مسرحية البرق و هو يضيء السماء كحفلة ألعاب نارية تتبعه أصوات الرعد المخيفة.
بدأت قطرات المطر تزداد قوة، وأصوات الرياح تعزف أنشودة العشاق الحزينة(تشبيه راااائع لصوت الرياح ). كانت الليلة الأولى للعشق الشتوي، فأحببت أن أظل الليل كله محتفلاً برأس السنة العاطفية ، مستمعا لأنشودة الرياح طوال الليل مع أني لم أفهم كلمة واحدة، تماما مثل تلك الأيام الصيفية عندما كنت أجلس لاستمع لأغاني (سيلن ديون ) .
كان بين يدي ديوان شعري لغادة السمان (عاشقة في محبرة ) أنظر فيه للحصول على وجبة ثقافية، استسلمت أخيراً للنوم و الديوان هائم فوق وجهي مثل قبلة أمي عندما كنت صغيراً، لعله يعطيني شيئا من دفء الكلمات التي فيه .
كل نصف ساعة أغادر أحلامي لأرى قطرات المطر تنهمر ميتة على النافذة، و تنطق بكلمة (أخ الأخيرة ) . أحلامي تعرض قصائد غادة السمان التي كنت أقرأها قبل النوم؛ تأتيني على شكل كوابيس وكأني أنا بطلة روايتها (كوابيس بيروت)أو أنا الذي حولت النساء إلى "بومة" وفرضت التشاؤم على نساء قصائدها الشعرية.
آخر الليل زارني في أحلامي "شكسبير" فقال لي :
- أيهم أنت من رجالي .
قلت له :
- يا عزيزي كنت دوماً مثل (روميو) أموت في نعشي دون أن تصحو (جولييت) لتبكي علّي، وقضيت سني عمري (هاملت) المخدوع عاطفياً،ومع كل فتاة لم أدر لوقتي هذا أكون أو لا أكون عاطفياً بين قوة مشاعري وسوء حظي في الحياة،و الحمد لله لم أكن يوماً من الأيام أحمل سذاجة (عطيل ).
صحوت صباح اليوم التالي باكراً، نظرت إلى النافذة ، فإذا ببعض الأشجار تنفض ما عليها من مياه المطر، تساعدها بعض الرياح الخفيفة و تستعد لموجة شتاء قادمة، فتحت المذياع لأسمع آخر أخبار الحب العاجلة كانت فيروز تغني "رجعت الشتوية" . نظرت إلى السماء فإذ بقوس قزح قد تشكل على شكل قلب حب ،وفي وسطه تظهر الشمس من بين الغيوم ، والأرض مفروشة كلها بورد أحمر .
من السماء يظهر رجل ذو لحية بيضاء ،يركب طيراً أبيض له أجنحة ذهبية، يقذف الغيوم ورود ياسمين فيسقط المطر مشبعا برائحتة نفاذة، أنا اعرفه جيداً أنه القديس (سان فالنتين) قد أتى ليزرع المحبة في قلوب العاشقين قبل موعد عيده -عيد الحب- .
فتحت نافذتي الباكية واستنشقت كمية هواء ضخمة، شعرت بقلبي ينبض من جديد،وبنشاط يعيد لي ذاكرة الساعة الأولى في أول علاقة حب، ها هو الحب يعود لي من جديد، مع فتاة جديدة ،تختلف عن كل الأُخريات ولكن من هي؟
مساءً هاتفتني فتاة أخبرني أنها معجبة بكتاباتي، وما أن وصلني صوتها حتى سمعت نبضات قلبي تعود كما كانت حيوية ولذيذة، تدق أجراس الحب الذي لم يأتني هذه المرة كالعادة من أول نظرة بل من أول كلمة.(ولك عزيزتي ان تكتشفي بنفسك بواقي التحليل والكلام)
تقبلي مروري
اخترت هذه القصة وهي ليست لكاتب عالمي او شي بل لمبدع حاول ويحاول الوصول للقمة
وتقبلي مروري

[اوراق الخريف]

مشكورة حبيبتي روز وراح اخليه يقرأ نقدك بنفسه عشان يطور من كتاباته



اوراق الخريف