السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اليوم بدنا نتعرف على صحابي اشترى الدين والدار الآخرة وباع ملذات الدنيا هيا بنا نتعرف إلى الصحابي الجليل
صهيب بن سنان
"التاجر الرابح K
التقى ( صهيب ) مع ( عمار بن ياسر ) على باب دار الأرقم و دخلا معا ًإلى رسول الله فعرض عليهما الإسلام فأجابا سريعا ً 0 فنطق عمار الشهادة بلغته الفصيحة و نطق بها ( صهيب ) بلكنته الأعجمية مع أنه عربي الأصل فقد كان ( أبوه سنان بن مالك ) عاملا ً لكسرى على ( الأبلة ) فأغارت عليهم الروم فانتزعت الغلام الصغير من أسرته و رمته في بلاط الروم عبدا ً رقيقا ً ثم لم يزل يُباع و يُشرى حتى اشتراه رجل من أهل مكة ( عبد الله بن جدعان ) فعلمه التجارة فأتقنها فأعتقه ( عبد الله ) ثم والاه 0 و لاقى صهيب ما لاقاه المسلمون من العذاب و عندما أدن رسول الله بالهجرة و هاجر مع صاحبه أبو بكر كان صهيب يحاول الفرار بدينه مهاجرا ً لكن فتيان قريش كانوا يصدونه , و أخيرا ً نجحت المحاولة و في الطريق تبعه نفر من قريش فنزل عن راحلته و حمل كنانته و قال : يا معشر قريش لقد علمتم أني من أرماكم رجلا ً و ايم الله لا تصلون إلي حتى أرمي بكل سهم معي في كنانتي ثم أضربكم بسيفي ما بقي في يدي منه شيء فافعلوا ما شئتم أو إن شئتم دللتكم على مالي و خليتم سبيلي 0 قالوا : نعم 0 فدلهم على ماله , فانطلقوا إليه و تركوه و شأنه 0
تمت الصفقة المباركة التي اشترى بها صهيب ٌ هجرته من الكفار في مكة و أنزل الله على نبيه في تلك اللحظات قوله : Hومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله و الله رؤوف بالعباد A فلما وصل صهيب إلى المدينة استقبله الحبيب المصطفى يبشره قائلا ً : ربح البيع أبا يحيى ربح البيع أبا يحيى 0 يقول صهيب : لم يشهد رسول الله مشهدا ً قط إلا كنت حاضره و لم يبايع بيعة ً قط إلا كنت حاضرا ً و لم يسر سرية قط إلا كنت حاضرها و لا غزا غزاة ً إلا كنت فيها عن يمينه أو شماله و ما جعلت رسول الله بيني و بين العدو قط حتى توفي 0 و كان الرسول يقول : السباق أربعة : أنا سابق العرب و صهيب سابق الروم و سلمان سابق الفرس و بلال سابق الحبش 0
و قال رسول الله : من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فليحب صهيبا ً حب الوالدة لولدها 0
قال له عمر t : ما فيك شيء أعيبه إلا ثلاث خصال , قال صهيب و ما هن ؟ قال أراك تنتسب عربيا ً و لسانك أعجمي , و تكنى باسم نبي و تبدر مالك 0 قال : أما تبذيري مالي فما أنفقه إلا في حق , و أما كنيتي فكنانيها النبي r , و أما انتمائي إلى العرب فإن الروم سبتني صغيرا ً فأخذت لسانهم 0
و مضى عصر النبوة و حين طعن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب طلب صهيبا ً فأوصاه أن يصلي عليه إدا مات و أن يصلي بالناس حتى يجتمع المسلمون على إمامهم الجديد و توفي صهيب عام ( 38 هـ )
أرجو منكم الاستفادة مما نقدمه وشكرا لكل من يشارك معنا
أختكم في الله