[dr.loly]

تنهمر الدموع على وجنتيك وتشعرين بتوتر كبير وقلق دائم... إنه اكتئاب ما بعد الولادة baby blues، يبدأ هذا الاكتئاب أثناء الإقامة في المستشفى في معظم الحالات، ويصبح نادراً جداً بعد العودة إلى المنزل. اكتئاب الولادة الشهير مرحلة انتقالية ومؤلمة لدى بعض النساء، لكن الأغلبية الساحقة منهن لا يشعرن به إلا بقدر ضئيل، وذلك لبضع ساعات أو بضعة أيام. كما أن أمهات أخريات لا يعرفن حتى هذا الاكتئاب العابر. إذاً إن كنت من اللواتي يذرفن الدموع طيلة النهار نقدم إليك بعض الشروحات البسيطة لمساعدتك على مواجهة هذه المرحلة. لا تحبسي دموعك، ابكي إن كنت تشعرين بالرغبة في ذلك، لا تقاومي بل عبري عن كل مشاعرك وأحاسيسك ولا تترددي في التحدث بالأمر مع زوجك أو صديقتك. ويعتقد أن العوامل الهورمونية هي المسبب الرئيس لحدوث الاكتئاب بعد الولادة: فمستوى الهرمونات التناسلية (بروجسترون Progesterone واستروجين (Estrogen ينخفض بشكل كبير، فيما يرتفع مستوى البرولاكتين Prolactin والكورتيزون Cortisone ويؤدي هذا إلى حالة من عدم التوازن في الهورمونات. لا تخافي، في معظم الحالات يستمر هذا الاكتئاب البسيط لبضع ساعات أو حتى لبضعة أيام. يزول هذا الإحساس ويتلاشى بشكل طبيعي في خضم الحياة اليومية، حين تمنعك واجباتك المنزلية والعائلية من التفكير به كثيراً. فضلاً عن ذلك فإنك ستشعرين بتحسن بالغ ما إن تعودي إلى منزلك العائلي حيث تستطيعين إطلاق العنان لغريزة الأمومة من دون التعرض لانتقادات الآخرين. يمكن هذا الاكتئاب، إذا لم يتم علاجه، أن يستمر لفترة طويلة، بل لأشهر طويلة. في مثل هذه الحالات يتطلب الأمر علاجاً فورياً، بسبب التأثيرات الخطيرة للأعراض، وأيضاً بسبب خطر انتحار المريضة. أما إذا استمر الاكتئاب يوماً بعد يوم فاستشيري طبيبك الذي سيساعدك ويدلك على مراكز مختصة تخرجك من هذا الوضع.