الصحبة واتخاذ الأخلاء
قال عبد الله بن شداد لابنه : أي بني إذا أحببت فلا تفرط وإذا أبغضت فلا تشطط ، فإنه قد كان يقال : قال النبي صلى الله عليه وسلم " أحبب حبيبك هوناً ما عسى ان يكون بغيضك يوماً ما ، وأبغض بغيضك ما عسى أن يكون حبيبك يوماً ما " رواه الترمذي .
وقال المأمون : الإخوان ثلاثة : أخ كالغذاء يحتاج إليه كل وقت ، وأخ كالدواء يحتاج إليه أحياناً ، وأخ كالداء لا يحتاج إليه أبداً .
وقال عبد الله بن طاووس : قال لي أبي : يا بني صاحب العقلاء تنسب إليهم وإن لم تكن منهم ،ولا تصاحب الجهال فتنسب إليهم وإن لم تكن منهم ، واعلم أن لكل شيء غاية وغاية المرء حسن الخلق .
سأل صديق لأشعب أن يهبه خاتماً ليذكره به .فقال له أشعب : أذكرني أنك سألتني ذلك يوماً فمنعتك .
(وأشعب كان يضرب فيه المثل بطمعه من أهل المدينه ويلقب بأشعب الطامع )
قال حكيم : صفة الصديق الحق هو أن يبذل لك
ماله عند الحاجة ، ونفسه عند النكبة ، ويحفظك عند المغيب .
قال ميمون بن مهران : صديق لا تنفعك حياته لا يضرك موته .
وقال الإمام الشافعي رحمه الله : الانبساط إلى الناس مجلبة لقرناء السوء ، والانقباض عنهم مكسبة للعداوة ، فكن بين المنقبض والمنبسط .
قيل لإبراهيم بن أدهم : لم لا تصاحب الناس ؟ قال :
إن صحبت من هو دوني آذاني بجهله .
وإن صحبت من هو فوقي تكبر علي .
وإن صحبت من هو مثلي حسدني .
فاشتغلت بمن ليس في صحبته ملال ، ولا انقطاع ، ولا في الأنس به وحشة .
قال خالد بن صفوان : لا تضع معروفك عند فاجر ولا أحمق ولا لئيم ، فإن الفاجر يرى ذلك ضعفاً ، والأحمق لا يعرف ما أوتي إليه فيشكره على مقدار عقله ، واللئيم سبخة لا ينبت شيئاً ولا يثمر ، ولكن إذا رأيت الثرى فازرع المعروف تحصد الشكر وأنا الضامن .
كان أحد الحكماء يدعو الله بقوله : اللهم احفظني من أصدقائي ، فسئل عن ذلك ، فقال : لأنني أحفظ نفس من أعدائي .( أي من المعروف أن الإنسان لا يحفظ نفسه من أصدقائه وقد يكون الصديق أحياناً لك مضر وحاسد وأنت لا تعلم
منقول من البريد الإلكتروني