الزواج أقدم وأعرق المؤسسات التي عرفها الإنسان، إنه يعني الالتزام وتحمل المسؤولية وتكوين عائلة جميلة، لكن قرار الزواج ليس سهلا على الإطلاق، البعض يأخذه رغم علمه بمخاطره وعواقبه، لكن البعض الآخر لا يأخذه أبداً، لسبب بسيط وهو أنه يعاني من «فوبيا الزواج»، وهي مخاوف غير منطقية في الكثير من الأحيان من الزواج. ووراء هذه الفوبيا تكمن الكثير من الأسباب النفسية والاجتماعية والمادية.
قد يكون من الطبيعي تأجيل البعض لمشروع الزواج لأجل معين، ربما لأنه لا يريد تحمل مسؤولية بيت وأسرة من دون أن يكون مؤهلا لذلك من الناحية المهنية والمادية، لكن من غير الطبيعي تأجيله إلى اجل غير مسمى إو إلغاء الفكرة من الأساس، وهذه ما يطلق عليه المتخصصون «فوبيا الزواج» حيث يعتبر البعض أن الزواج وحش يهدد حياتهم ويبذلون كل ما في وسعهم للحيلولة دون الوقوع بين براثنه. لكن ترى ما الأسباب التي تدفع بالبعض إلى هذا الخوف من الزواج؟
ربما من أكثر الأسباب شيوعا لفوبيا الزواج هي تلك التجارب الشخصية التي يمر بها البعض من خلال مراقبة وملاحظة آثار الزواج على الآخرين، فمن خلال التركيز المستمر على الزيجات السلبية المليئة بالخلافات في نطاق العائلة والأصدقاء، يتكون تصور لدى الشخص بأن الزواج سوف يكون ضارا ويشكل خطرا عليه اجتماعيا وماليا وقانونيا وشخصيا، وبالتالي يكون العزوف عن الزواج هو الحل الوحيد لعدم المرور بتجارب سلبية مماثلة.
الخوف من المستقبل
تسيطر فكرة الخوف من المستقبل على البعض وتزداد الأسئلة: ماذا لو لم تكن زوجة مثالية؟ ماذا لو لم يكن زوجا مثاليا؟ ماذا لو لم تكن تشاركني الاهتمامات ذاتها؟ ماذا لو لم يكن زوجا مخلصا ومتفهما؟
قد تبدو مثل هذه الأسئلة منطقية عند الإقدام على خوض الزواج، لكن المشكلة أنها تمنع الكثيرين من الزواج أصلا لأن الإجابات تكون كلها سلبية، وبالتالي يكون الحل الأمثل هو عدم التفكير في الزواج.
الحرية أهم من الزواج
يعتقد الكثيرون ممن يعانون فوبيا الزواج أنه يمكن أن يشكل خطرا على الحرية التي يتمتعون بها، هؤلاء ليسوا على استعداد للتضحية بحريتهم: لماذا يحضرون إلى بيوتهم مخبرا ينظر في الساعة كلما دخلوا أو خرجوا؟ لماذا يتعين عليهم الاستئذان من الزوجة كلما ذهبوا إلى سهرة برفقة أصدقائهم او الاعتذار عن أخرى لأنهم يرتبطون بموعد الأسنان الخاص بالمدام؟ بل ان البعض يعتبر أن الزواج سيحرمه حتى من حرية مشاهدة مباريات الكرة ويضطره الى مشاهدة المسلسلات.
المخاطر المالية
المال واحد من الأسباب الأكثر شيوعا التي تجعل البعض يختار عدم الزواج أو لا يفكر فيه من الأساس، فالزواج يعني أن هناك شراكة مالية جديدة تكونت بين الزوجين، لكن البعض ليس على استعداد للتضيحة بالاستقلال المادي من أجل الاقتران بطرف آخر يشاركه الأمور المالية، كما ان هناك سببا آخر متعلق بالمال وهو أن البعض لا يرحبون بفكرة مراقبة انفاقه المال أو ليس لديه رغبة في إطعام أكثر من فم.
الخوف من الطلاق
كثير من الناس يتجنبون الزواج لأنهم لا يريدون أن يصبحوا رقما جديدا في آخر إحصائيات الطلاق. ويبدو أن ارتفاع معدلات الطلاق بصورة خيالية في السنوات الأخير قد أصاب الكثيرين بفوبيا الزواج، الكثير من المتخصصين في أمور الزواج يقولون ان فرصة نجاح أي زواج %50 ، البعض يفضل عدم الزواج على أن يكون ضمن الـ%50 الخاصة بالفشل، هؤلاء يفكرون في مخاطر الطلاق قبل التفكير في الزواج حيث يرون أن إجراءات الطلاق طويلة ومرهقة ومكلفة في الوقت نفسه.
الوظيفة أهم من الزوجة
الكثير من الناس متزوجون من وظائفهم فعلا، وفي حالة الرغبة في الزواج فهذا يعني أن عليهم الاختيار بين وظائفهم وزوجاتهم.
الخبر المؤسف أن الإحصائيات تشير إلى أن كثيرا من الناس يقدرون المهنة الناجحة أكثر بكثير من الزواج الناجح، هؤلاء ببساطة يفضلون الوظيفة على خوض تجربة الزواج.
عدم تقديم تنازلات
لا يوجد زواج بدون تنازلات كما لا تخلو أي زيجة من خلافات يقتضي حلها تقديم بعض التنازلات من هذا الطرف او ذاك من أجل التوصل إلى حلول وسط، لكن من قال ان كل الناس يقبلون ذلك، بعض الناس يختارون عدم الزواج لأنهم لا يوجد لديهم ذرة استعداد لتقديم تنازلات إلى شخص واحد بقية حياتهم.
الخوف من التغيير
لاشك أن الزواج هو أحد أهم محطات التغيير الكبرى في حياة أي شخص، فالحياة بعده لا تكون مثل الحياة قبله، التغيير سنة الزواج. واحد من أهم أسباب فوبيا الزواج أن الكثير من الرجال والنساء لا يخشون الزواج في حد ذاته، لكن يكون لديهم اقتناع مؤكد أن حياتهم قد تتغير بشكل جذري بعد الزواج، هذا الرفض المطلق لأي تغيير يجعلهم يفضلون حياة العزوبية.
العلاقات السابقة
يلعب الفشل في العلاقات السابقة دورا كبيرا في إصابة الكثيرين بفوبيا الزواج، خاصة عندما تتعدد حالات الفشل، أو كانت الخيانة السبب وراء هذا الفشل. هنا تترك هذه العلاقات السابقة جرحا لا يندمل وتسبب الكثير من الأذى النفسي والعاطفي، وقد تتحول إلى عقدة من الزواج إلى الأبد.
إشارات تحذيرية
هناك بعض الاشارات التي تدل على انك تعاني من فوبيا الزواج، من أهمها:
● لا ترغب في الحديث عن موضوع الزواج مع أفراد الأسرة او الأصدقاء والغرباء، وتهرب إلى مواضيع أخرى أو تتحجج بأي ارتباطات اخرى وتترك المكان.
● بمجرد أن يفتح أحدهم موضوع الزواج تصاب بالضيق وأحيانا بالذعر، وتشعر ببعض الأعراض مثل: التعرق وضيق في التنفس وزيادة ضربات القلب.
● تتجنب الاختلاط مع الجنس الاخر خوفا من التورط بأي نوع من العلاقات، وان حدثت فتكون علاقات سطحية وغير طويلة وتبحث دائما عن مخرج من هذه العلاقة.
● يتأخر سن الزواج وتتحول الوظيفة إلى زوجة بديلة تعطيها كل وقتك واهتمامك وتخاف لدرجة الذعر من تأثير أي ارتباط آخر تجاه الوظيفة.
● ينتابك شعور بالقلق لا يمكن السيطرة عليه عند مجرد التفكير في الزواج.
وقد شدني هذا الموضوع وارتايت ان انقله لحساسيته وأهميته ولأنه يمس شريحة لاباس بها في مجتمعاتنا وللأسف هناك الكثيرممن خضن الزواج وهن يعانين من فوبيا الزواج