فضائل الصدقة في شهر رمضان المبارك
إن الصدقة والإنفاق لوجه الله ذي الجلال والإكرام مِن الأعمال الصالحة التي لها قَدر كبير في الإسلام، لا سيما في شهر رمضان المبارك؛ فهو شهر التقوى، وشهر القرآن، وشهر الإفطار والإطعام، وشهر الصدقات، وشهر إجابة الدعوات، ومُضاعفة الحسنات، ورفع الدرجات، وفي القرآن الكريم والسنَّة النبوية أدلة وافرة تحث المسلمين على الصدقة وملازمتها، وتُعلي من شأن عاقبتها؛ وفي قضائل الصدقة في شهر رمضان المبارك قال الله تعالى: ﴿ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ ﴾ [البقرة: 270]، وقال الله تعالى: ﴿ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [البقرة: 274]، وقال الله سبحانه: ﴿ فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ ﴾ [يوسف: 88]، وقال الله جل جلاله: ﴿ مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾ [البقرة: 245].

وفي السنَّة النبوية أحاديث كثيرة تدل على عظم ثواب و فضائل الصدقة في شهر رمضان المبارك فعن عُقبة بن عامر رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كلُّ امرِئٍ في ظِلِّ صدقتِه حتى يُقْضَى بين الناسِ))؛ صحَّحه الألباني، وعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما تصدَّق أحدٌ بصدَقةٍ من طيِّبٍ - ولا يقبلُ الله إلا الطيب - إلا أخذَها الرحمنُ بيمينِه، وإن كانَت تَمرةً في كفِّ الرحمن، حتَّى تَكونَ أعظمَ من الجبل؛ كما يربِّي أحدُكم فَلُوَّه أو فصيلَه))؛ الترمذي وصححه الألباني.
وعن أبي مسعودٍ الأنصاري عقبةَ بنِ عمرو بن ثعلبةَ رضي الله تعالى عنه أنَّ رجلًا تصدَّق بناقةٍ مخطومة في سبيل الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ليأتينَّ يومَ القيامةِ بسبعِمائةِ ناقةٍ مخطومة))؛ النسائي وصححه الألباني.
وفي حديث اخر عن فضائل الصدقة في شهر رمضان المبارك عن حذيفة بن اليمان رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن قال: لا إله إلا الله، خُتِم له بها، دخل الجنة، ومن صام يومًا ابتغاءَ وجه الله خُتِم له به، دخلَ الجنة، ومَن تصدَّق بصدقةٍ ابتغاءَ وجه الله خُتِم له بها، دخل الجنة))؛ صححه الألباني.
ففي شهر رمضان تَكثر الأعمال الصالحات، ويَكثر معها جزاء الإحسان، فقد قال تعالى: ﴿ هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ ﴾ [الرحمن:60].
وفضائل الصدقة في شهر رمضان المبارك انها مِن أعظم أنواع الإحسان إلى الفقراء والمُحتاجين، والأقربون منهم أولى بالمعروف من ذوي الأرحام والجيران والمعارف.