
وجدت دراسة جديدة أن نقص الفيتامين د لدى الحوامل قد يعرّض المواليد لاحقاً لخطر المعاناة من مشكلات في النطق .
وذكر موقع (هلث داي نيوز) العلمي الأمريكي أن الباحثين في جامعة وسترن أستراليا وجدوا أن معاناة الحوامل من نقص بالفيتامين د قد يعرّض مواليدهن لاحقاً لمشكلات في النطق، وبالتالي فإن تناولهن متممات غذائية تحتوي على الفيتامين المذكور قد يحل المشكلة .
قال الباحث المسؤول عن الدراسة أندرو وايتهاوس، إن معدلات الفيتامين د الكافية عند الحوامل قد يكون مهمة للنمو الأمثل للمواليد، مضيفاً أن تأثيرات معدلات الفيتامين د المنخفضة في نمو الأطفال لم تفهم بشكل كامل بعد .
وأشار إلى أن الدراسة الجديدة وجدت أن النساء اللواتي يعانين نقصاً بالفيتامين د خلال الحمل يزيد خطر إصابة أولادهن لاحقاً بمشكلات في النطق .
وقد ظهر أن العديد من النساء لديهن مستويات قليلة من فيتامين د في الدم والذي يتم الحصول عليه من الغذاء كسمك السلمون والحليب والبيض واللحوم والأجبان أو من إنتاج الجلد للفيتامين من أشعة الشمس، ولكن العديد من الأشخاص لا يحصلون على الكمية الكافية من فيتامين د من غذائهم، كما أن الاستفادة من أشعة الشمس قد تكون قليلة للنساء اللاتي تحد من التعرض لأشعة الشمس وتستخدم واقيات الشمس .
وقد نظرت الدراسة إلى 743 امرأة حاملاً ذات بشرة بيضاء وتم قياس مستوى فيتامين د في الدم لديهن في الأسبوع ال 18 من الحمل .
وقام الباحثون بتعقب أطفال الأمهات والبحث بظهور أي من المشكلات النفسية أو السلوكية أو مشكلات اللغة . كما قام الأهل بتعبئة استمارة لسلوكيات أطفالهم في كل من الأعمار 2 و5 و8 و10 و14 و17 عام، كما تم قياس المهارات اللغوية للأطفال في عمر ال 5 سنوات وال 10 سنوات .
وبينت الدراسة أن النساء اللاتي كان لديهن أقل مستوى من فيتامين د في الدم خلال الثلث الثاني من الحمل كان خطر إصابة أطفالهن بصعوبات اللغة أكثر بمرتين مقارنة بالأطفال الذين كان مستوى فيتامين د طبيعي لدى أمهاتهم خلال الحمل .
ولم يجد الباحثون أي رابط بين مستوى فيتامين د لدى الأم والتطور النفسي والسلوكي للطفل .
ويعتبر فيتامين د ضرورياً لامتصاص مادة الكالسيوم الذي يعتبر ضرورياً في حد ذاته لتقوية العظام .
كما أظهرت أبحاث حديثة أن تناول جرعات إضافية من فيتامين د بجرعات عالية يخفض بصورة كبيرة فرص تعرض الحامل لمشكلات في الحمل بما فيها الإصابة بسكر الحمل وولادة أطفال مبتسرين والوقاية من العدوى الميكروبية .
ويوصي الباحثون بأهمية تناول الحامل لنحو 4 آلاف وحدة دولية من فيتامين د يومياً للوقاية من هذه المخاطر .
وكانت الأبحاث قد أجريت على عدد من الحوامل تم إعطاؤهن جرعات إضافية من فيتامين د بلغت 4 آلاف وحدة خلال الثلاثة أشهر الأولى من الحمل، حيث أشارت المتابعة إلى تراجع فرص إصابتهن بسكر الحمل أو ولادة أطفال مبتسرين مقارنة بالسيدات اللاتى لم يتناولن هذه الجرعات .
وفي هذا الصدد توصلت إحدى الدراسات إلى أن إعطاء فيتامين د للأمهات الحوامل يمنح أطفالهن متانة أكبر في العظام .
وأشارت الدراسة التي أجريت على 198 امرأة إلى أن أبناء من لم يتناولن الفيتامين كانوا يعانون هشاشة في العظام عند بلوغهم سن التاسعة .
أما اللواتي تناولت أمهاتهم كميات منه أو تعرضن لمزيد من أشعة الشمس، وهي عملية تمكن الجسم البشري من إنتاج فيتامين د فكانت عظامهم أكثر متانة وقوة .
وقد نشرت الدراسة التي أجريت في مستشفى ساوثامبتن العام في مجلة لانسيت المتخصصة . وقال البروفيسور سايروس كوبر الذي ترأس فريق الباحثين إن المعطيات التي تم التوصل إليها تقدم أدلة على أن تناول النساء الحوامل لفيتامين د يؤثر في نمو العظام لدى الجنين ويسهم في الخفيف من احتمالات الإصابة بمرض هشاشة العظام في وقت لاحق .
وقد قام فريق الباحثين بقياس نسبة فيتامين د في عينات من دم نساء كن في مراحل الحمل الأخيرة وكذلك قياس نسبة الكالسيوم لدى الأجنة .
وأظهرت الدراسة أن هذه العملية مكنت من نقل الكالسيوم للأجنة عن طريق الغشاء الذي يحيط بالجنين .
وبعد مرور تسع سنوات على عملية الولادة، تابع الفريق الطبي 198 أماً من أصل 596 مكثن في منطقة ساوثامبتن وعمل على قياس التركيبة والكثافة المعدنية لعظام أطفالهن .