![](http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1328519687_414.jpg)
الغفور : من الغفر وهو الستر ، والله هو الغفور بغفر فضلا وإحسانا منه ، هو الذى إن تكررت منك الإساءة وأقبلت عليه فهو غفارك وساترك ، لتطمئن قلوب العصاة ، وتسكن نفوس المجرمين ، ولا يقنط مجرم من روح الله فهو غافر الذنب وقابل التوبة
والغفور .. هو من يغفر الذنوب العظام ، والغفار .. هو من يغفر الذنوب الكثيرة . وعلم النبى صلى الله عليه وسلم ابو بكر الصديق الدعاء الأتى : اللهم إنى ظلمت نفسى ظلما كثيرا ، ولا يغفر الذنوب إلا أنت ، فأغفر لى مغفرة من عندك ، وارحمنى إنك انت الغفور الرحيم
كلمة " الله غفور" تعني أن الله يغفر الذنوب ويستر القبائح في الدنيا، ويستر القبائح في الآخرة، ويصونك عن النار يوم القيامة.
لهذا اسم الغفور ذُكر كثيرا في القرآن، ولهذا أيضا كلمة استغفر الله هي من أكثر الكلمات التي يرددها الناس ومن أكثر الذكر على ألسنة المسلمين والتي معناها " استرني يا رب ولا تفضحني " وهي سؤال الله بالصون والستر في الدنيا ويوم القيامة.
والستر في الدنيا ليس المقصود به فقط الستر من الذنوب ولكن من كل ما هو قبيح كنقص في مال أو من عيوب صنعها الإنسان ومن كل ما يؤذي الإنسان أو يجرحه، ولأن الإنسان ضعيف فهو مُحتاج لمغفرة وستر الله له.
-------------------------------
فالمغفرة : أن يستر الله عنه هذا الذنب ، وكل شيء سترته فقد غفرته ، والمغفر غطاء الرأس ، والمغفرة التغطية على الذنوب والعفو عنها ، وغفر الله ذنوبه أي سترها :
(( يُدنى المؤمن من ربه حتى يضَع عليه كنَفَه - أي ستره - فيقرِّرُه بذنوبه : تَعْرِفُ ذَنّبَ كذا وكذا ؟ فيقول : أعرف ربِّ ، أعرفُ - مرتين - فيقول سَتَرْتُها عليك في الدنيا ، وأغْفِرُها لك اليومَ ، ثم تُطوى صحيفةُ حسناته ، وأما الآخرون - أو الكفار أو المنافقون - فينادى بهم على رؤوس الخلائق : هؤلاء الذين كَذَبوا على ربهم ، ألا لعنةُ الله على الظَّالمين )) .
[ البخاري عن ابن عمر]
المعنى اللغوي:
أصل الغفر: التغطية والستر,غفر الله له ذنوبه أي سترها . والمغفرة:التغطية .
ورود إسم الله تعالى الغفور فى القرأن الكريم : سمى الله نفسه بالغفور في إحدى وتسعين اية,واما اسمه (الغفار) فقد جاء في خمس ايات ,فعلم ان ورود (الغفور) في القران اكثر بكثير من الغفار والغفار ابلغ من الغفور وكلاهما من ابنية المبالغة.
قال تعالى((وهو الغفور الودود)).
وقال تعالى((رب السموات والأرض وما بينهما العزيز الغفار)).
معنى الأسماء في حق الله تعالى:
قال الزجاجي: ومعنى الغفر في حق الله سبحانه هو الذي يستر ذنوب عباده ويغطيهم بستره.
(الغافر): وهو المبالغ في الستر,فلا يشهر المذنب ل افي الدنيا ولأفي الأخرة.
وترتيب هذه الأسماء هو على هذا النحو::ان غافرا فاعل من غفر و ان قولنا غفور للمبالغة إذا تكرر , وان الغفار اشد مبالغة منه.
أثار الأيمان بهذه الأسماء:
1_وصف الله سبحانه نفسه بأنه غفار وغفور للذنوب والخطايا والسيئات لصغرها وكبيرها, وحتى الشرك إذا تاب منه الإنسان واستغفر ربه قبل توبته وغفر له ذنبه.
2_ولكن لايجوز للمسلم ان يسرف في الخطايا والمعاصي والفواحش بحجة ان الله غفور رحيم ,فالمغفرة إنما تكون للتائبين الأوابين.
3_اتصاف الله سبحانه بأنه غفار للذنوب والسيئات ,فضل من الله ورحمة عظيمة للعباد لأنه غني عن العالمين لا ينتفع بالمغفرة لهم.
الفرق بين العفو والغفران:
الغفران ستر لا يقع معه العقاب.
العفو إنما يكون بعد وجود عذاب وعتاب
الغفور: هو الساتر. مأخوذة من غفر بمعنى: ستر. تقول: غفر الدرع الرجل في المعركة، أي: ستره من الطعن والضرب، ومنه المغفر وهو زرد من الحديد يلبسه المحارب على رأسه ليكون ساتراً له وواقياً.
فالله تعالى غفور أي: ساتر، فإذا أقبلت عليه النفس سُترت بنوره من الوقوع في السيئات. وهذا يوضِّح لنا الآيات التي ذُكرت فيها المغفرة بحق الأنبياء كقوله تعالى في سورة الفتح (1-2): {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً، لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ...}: أي بهذه المعرفة التي حصلت لك بربِّك من إقبالك العالي عليه سُترت نفسك بنوره تعالى، فحُفظت من الوقوع في الذنوب فيما تقدَّم الرسالة وما تأخَّر أي: وما بعدها.
وذلك أيضاً هو حال جميع الأنبياء، وكل مؤمن إذا أقبل على الله سُترت نفسه بنور ربه ووُقيت من السيئات.