بسم الله الرحمن الرحيم قال تعالى(لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم- ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن)http://www.4shared.com/file/11581063..._________.html
لا يوجد في الإسلام مخلوق درجة ثانية، بالتالي فالثيب( التي سبق لها الزواج) ليست أقل منزلة عن البكر (التي لم يسبق لها الزواج) وإليكم توضيح ذلك كما في الكتاب و السنة بعد الإستعانة بالله, مع عرض الرأي و الرأي الآخر و مناقشته المرآة ليست مأكول يؤكل منه أو ملبوس يلبس ويبلى ( فتبارك الله أحسن الخالقين ) عندما قالت السيدة عائشة للنبي صلى الله عليه و سلم يا رسول الله أرأيت لو نزلت وادياً و فيه شجرة قد أكل منها ,و وجدت شجراً لم يؤكل منه,في أيها كنت ترتع بعيرك؟قال: في التي لم يرتع منها, يعني أن النبي لم يتزوج بكراً غيرها ) هذا الحديث انقله نصاً من صحيح البخاري فلو كان المقصود أن النبي صلى الله عليه و سلم لن يضع جواده إلا في الأبكار فقط, فكيف أنجبت السيدة مارية وهي ثيب ولده إبراهيم ؟!!! و لننظر لباقي الحديث كما ورد بصحيح البخاري:أن النبي لم يتزوج بكراً غيرها .فلو كان المعنى كما فهمه الناس, فكيف لم يتزوج بكراً سواها ؟!!! كان من باب أولى ألا يتزوج بعد هذا الحديث إلا الأبكار.
وكذلك لكان النبي صلى الله عليه و سلم جعل باقي زوجاته كالمعلقة وحاشاه صلى الله عليه و سلم عن ذلك الظلم والذي ثابت في السنة أنه لم يحدث.و لكن دعونا نلاحظ والله أعلم-أن الشجرة التي أكل منها مفردة و أن الشجر الذي لم يؤكل منه جمع- فقد قصدت بالشجرة التي أكل منها نفسها. و بذلك يستقيم المعنى بأن النبي صلى الله عليه و سلم لم يتزوج بكراً سواها فقد علم النبي صلى الله عليه و سلم الأمة كيفية التعامل مع الصغار و مع الأبكار عن طريقها و لا حاجة له في بكر أخرى- وهذا ما تستريح له النفس-فما كان من الممكن أن يسمح النبي صلى الله عليه و سلم للسيدة عائشة أن تغتاب أمهات المؤمنين الأخريات و النساء الثيبات من أمة النبي صلى الله عليه و سلم بتلك الغيبة التي ما سمعت بها ثيب إلا جرحتها!!!.
البقرة لا فارض ولا بكر ومع ذلك فهى مسلمة لاشية فيها
قال تعالي في سورة البقرة ( قال انه يقول أنها بقرة لا فارض ولا بكر عوان بين ذلك فافعلوا ما تؤمرون ) ثم قال تعالي بعد ذلك ( قال أنه يقول أنها بقرة لا زلول تثير الأرض ولا تسقي الحرث مسلمة لاشية فيها ) ومعنى مسلمة لاشية فيها أي لا عيب فيها مع كونها ليست بكرا أي أن الثيوبة ليست عيبا أو نقصاً . وفي بعض التفاسير أن البكارة معناها صغر السن وهنا أي أن البكارة معناها له علاقة بالسن وليس غشاء البكارة وربما من هنا اعتبر الشيعة الأمامية أن من سبق لها الزواج تعد بكرا ما دامت صغيرة في السن حتى ولو سبق لها الزواج . وربما لهذا انفرد أبي حنيفة بجوازه أن تزوج المرآة الرشيدة نفسها بكفؤ بغض - الرسول صلى الله عليه و سلم كالطبيب يصف لكل فرد ما يناسبه من الدواء :
معروف في علم الحديث أن الرسول صلى الله عليه و سلم يصف لكل فرد ما يناسبه فعندما قال له رجل إن أبي يريد أن يجتاح مالي فرد عليه صلى الله عليه و سلم قائلا ( أنت ومالك لأبيك ) رغم أن شرعا الرجل ليس من الواجب عليه الإنفاق علي أبيه القادر علي الكسب والأنفاق , و لا على الأب الذي ينفق المال على شرب الخمر مثلاً. ولكنه ينفق عليه من باب البر والإحسان منه علي أبيه. لكن الرسول صلى الله عليه و سلم قال ذلك لأنه يعرف الرجل ويعرف أبيه جيداً ولأن الرسول صلى الله عليه و سلم علي خلق عظيم فلم يشأ أن يقول للرجل أنت كاذب وظالم فقال له أنت ومالك لأبيك .
وبالتالي فالحديث عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: عليكم بالأبكار فأنهن أطيب أفواها ، وانقى أرحاما ، وارضي باليسير ).لم يرويه من الخمسة سوى ابن ماجه.
فالذي يبدوا من هذا الحديث- و الله أعلم -هو أنه كان معروضاً عليهم نساء أبكار وأخريات لسن أبكارا, و نحن نعلم أن في هذا الوقت كان يكثر السفاح و انخاذ الأخدان,و السبي,و الزواج من غير المسلمات,و قد تكتم المرأة ما في رحمها لتحقيق مكسب,ما دام لا يوجد خوف من الله, وعندما اخذ رأي صاحب الخلق العظيم صلى الله عليه و سلم لم يشأ أن يذم في الأخريات بشكل مباشر فمدح الأبكار . وإلا ما كان من الممكن أن يقول ما لم يفعل حاشاه صلى الله عليه و سلم عن ذلك, فلم يتزوج سوى بكر واحدة , ونلاحظ دخول ال-التعريفية على كلمة(الأبكار) أي أن الأمر ليس على إطلاقه بل هو عن شئ معروف سلفاً ومحدد و هذا و ظيفة ال-التعريفية.فلو قلنا( أعطي القلم لتلميذ) تختلف عن( أعطي القلم للتلميذ) ففي الثانية أقصد تلميذ معروف محدد يعرفه القائل و المستمع. وإلا أين سنذهب بآية {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجز أهل البيت و يطهركم تطهيرا} و ذرية النبي صلى الله عليه و سلم من ثيبات-السيدة خديجة و السيدة مارية_إذا لم يكونوا انقى أرحاماً؟!!!!!!!!!!!!وأين سنذهب برد رسول الله على السيدة عائشة عندما قالت له عن السيدة خديجة
( ما هي إلا امرأة حمراء الشدقين أبدلك الله خيرا ًمنها , فقال صلى الله عليه و سلم (لا والله ما أبدلني الله خيراً لقد أعطتني حين حرمني الناس,و واستني حين خذلني الناس,و صدقتني حين كذبني الناس,و رزقني الله منها الولد و لم يرزقني من سواها).و سيدنا أبو بكر تزوج بثيب,كذلك عمر رضي الله عنه,و قد رثته تلك المرأة الني كانت ملقبة(بزوجة الشهداء)بأفضل ما يرثي امرأة زوجها ,و ذلك رغم غيرته الشديدة,ولا أظن أن النبي صلى الله عليه وسلم أو سيدنا عمر أو ابي بكر,أو أي رجل أبي سيأتى أن يتزوج يإمرأة ليست نقية الرحم!!!و بالتالي هذا ينفي أن يتخذ هذا الحديث ضد المحصنات من الثيبات,و الا ما فائدة العدة اذاً؟!!
_أما كون النبي صلى الله عليه و سلم عندما تزوج البكر على الثيب أقام عندها سبعاً ثم قسم ,و إذا تزوج الثيب على البكر أقام عندها ثلاثة ثم قسم.فهذا نظراً لطبيعة البكر الجسمانية و النفسية و ليس ميزة لها . فالبكر تحتاج من زوجها في أول زواجها الصبر والهدؤ و إعطائها وقت حتى يلتئم جرحها و قدرة منه على احتوائها لكسر الرهبة حتى لا تكرهه و ربما تكره الزواج كله.أما الثيب فالأمر أهون حيث لا يوجد جرح البكارة و لننظر ماذا قال صلى الله عليه و سلم لأم سلمة كما في صحيح مسلم(إنه ليس بك على أهلك هوان.إن شئت سبعت لك.و إن سبعت لك سبعت لنسائي)هذا يعني أن الثلاث أيام فقط ليس لعيبا ًفيها أو نقصاً أو هواناً لها.
والعرب قديماُ كانوا يميلوا للزواج بالثيب و يروا أنها أكثر إسعاداً للزوج من البكر .حتى أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه و سلم مهموما. و قال له إني تزوجت جارية بكر و أخشى أن تفركني-أي تبغضني- فأمره النبي صلى الله عليه و سلم أول يوم قبل أن يبني بها أن يصلي ركعتين ثم يدعوا الله عز و جل- أن يجمع بينهم إذا جمع على خير و أن يفرق بينهم إذا شاء على خير,كذلك حديث أم زرع المتفق عليه روته السيدة عائشة للنبي صلى الله عليه وسلم, والذي أظهر كيف كان العربي يفضل البكر على الثيب,فطمأنها النبي صلى الله عليه وسلم أنه سيكون لها كأبي زرع الا أنه لن يطلقها.
لم يميز النبي صلى الله عليه و سلم بين الثيب والبكر بل جعل التفاضل على أساس الدين فقط.
في الحديث الوارد في صحيح مسلم الذي أمامي تحت عنوان( نكاح ذات الدين) عن جابر بن عبد الله.قال تزوجت امرأة في عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم. فلقيت النبي صلى الله عليه و سلم فقال ( يا جابر!تزوجت) قلت:نعم.قال :(بكر أم ثيب؟)قلت:ثيب.قال (فهلا بكراً تلاعبها؟)قلت:يا رسول الله!إن لي أخوات.فخشيت أن تدخل بيني و بينهن.قال:(فذاك إذن إن المرأة تنكح على دينها, ومالها , وجمالها . فعليك بذات الدين تربت يداك ) فذات الدين يمكن أن تكون ثيب أو بكر .فلم يذكر كونها بكراً ضمن ما تنكح من أجله المرأة.و نلاحظ في هذا الحديث علامة تعجب من كون سيدنا جابر تزوج .مما يدل على صغر سن سيدنا جابر وقتها ,و ما يدل على ذلك أيضاً استخدام كلمة تلاعبها وتلاعبك و التي تستخدم مع الأطفال.
*-*أما حديث سيدنا جابر بن عبد الله كما ورد بصحيح البخاري و صحيح مسلم الذي أمامي الآن و الموجود بصحيح البخاري تحت باب (تزويج الثيبات) و ليس عدم تفضيل التزوج منهن- كما يعتقد البعض.فهو للثيب وليس ضدها،و أشير أن كل من الإمام مسلم و البخاري لم يضعا كتبهم على الأبواب الفقهية بل الأسانيد، و الآن الى الحديث .{ عن عبيد الله ابن معاذ حدثنا أبي حدثنا شعبة عن محارب عن جابر بن عبد الله قال:تزوجت امرأة. فقال لي رسول صلى الله عليه و سلم {هل تزوجت؟} قلت :نعم.قال{أبكراً أم ثيباً؟} قلت:ثيباً.فقال :{فأين أنت من العذارى و ِلعابها؟}. قال شعبة:فذكرته لعمرو بن دينار.فقال:: قد سمعته من جابر. و إنما قال:{فهلا جارية تلاعبها و تلاعبك؟} . و في رواية-في صحيح مسلم-أن سيدنا جابر أجاب النبي صلى الله عليه و سلم قائلا: إن أبي هلك و ترك تسع بنات(أو سبع)و إني كرهت إن آتيهن أو أجيئهن بمثلهن. فأحببت أن أجئ بامرأة تقوم عليهن و تصلحهن(ورد ذلك في صحيح البخاري تحت باب معونة المرأة زوجها في ولده .فهي لن تقوم بالعمل وحدا بل ستتعاون معه و سيتعاون الجميع على البر و التقوى والإحسان لعضهم. قال صلى الله عليه و سلم {فبارك الله لك}أو قال {خيراً} و في رواية أخرى أن النبي صلى الله عليه و سلم قال { أصبت}
قبل أن أتناول هذا الحديث أرى أن أذكر الحديث الذي يقول (نضر الله وجه امرئ سمع مقالتي فحفظها,ووعاها و أداها كما سمعها ؛فرب مُبلَّغ أوعى من سامع)
الاحتمال الأول : رواية {هلا جارية تضاحكها و تضاحكك}المقصود المرأة صغيرة السن في مثل سنه-وهذه إحدى معاني البكر فقد كان شاب وربما تزوج بكبيرة في السن لا تستطيع الملاعبة واللعب . و ذلك لتكون بين أخواته كأم لها هيبتها فتستطيع عند غيابه إن تقوم عليهن و تصلحهن . ويبدو أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يسمع أصوات أخواته البنات وهم يلعبون معا, واستغرب كيف ستنسجم معهم هذه المرأة وأراد أن يطمئن أن سيدنا جابر مقتنع بها.و ما يؤكد ذلك الاحتمال :تعدد روايات-هلا جارية-في صحيح البخاري و مسلم .و أن عمرو ابن دينار صحح رواية محارب لشعبة و أكد أن جابر أخبره أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال:هلا جارية تلاعبها و تلاعبك أو قيل تضاحكها و تضاحكك .
الاحتمال الثاني:حتى إن افترضنا أن الرواية الأولى هي الصحيحة:أين أنت من العذارى و ِلعابها-رغم عدم تعدد رواياتها و إنكار بن دينار لها . لما لم ينظر أحد أن هذا اختبار نفسي لسيدنا جابر لمعرفة مدى اقتناعه بزوجته، و قدرته على الدفاع عنها؟!!خاصة أن النبي في إحدى الروايات لهذا الحديث قال له {أصبت} فلو قال أو فعل غير هذا لكان أخطأ.
ثانياً: لا أدري كيف أستدل من هذا الحديث أن الثيب أقل منزله خاصة بعد مآل إليه الحديث من دعاء الرسول بالبركة لهما- و في هذا أكبر تكريم للثيبات-!!! فلو سكت النبي صلى الله عليه و سلم لكان هذا إقراراً منه فما بال و قد دعا بالبركة. حتى أن الله جعل لتلك المرأة وزوجها كرامة؛فبفرخ و حفنة شعير أطعما المها جرين و الأنصار جميعاً في غزوة الأحزاب ؛ حتى إن الجيش ليربطوا حجراً على بطونهم من شدة الجوع، و كان النبي صلى الله عليه و سلم يربط حجرين.فأكل الجميع من طعامهما حتى شبعوا.و نرى كيف أنها هدّأت من روع زوجها عندما أخبرها أن الرسول صلى الله عليه و سلم قادم و الجيش. وقالت له (إن رسول الله أعلم بما يصنع) مما يدل على قوة إيمانها.
ثالثا: أراد النبي صلى الله عليه و سلم أن يوضح أن الثيب لا يعيبها شيئاً عن البكر؛فقد استدرك القول بتلاعبها وتلاعبك أو قال تضاحكها و تضاحكك. حتى لا تذهب الأذهان لأي شئ آخر.نرى مثل هذا الأسلوب أستخدم في القرآن الكريم-كما أوضح الشيخ الشعراوي رحمه الله عند تفسيره لآية{ما جزاء من أراد بأهلك سوءاً إلا أن يسجن أو عذاب أليم}فقد أرادت أن تبعد تفكيره عن قتله,و لم تذكر سوى أراد سوء ولم تسميه حتى لا يثور العزيز ولا تتمكن من تهدئة ثورته.فنرى انه أحياناً يظهر الإنسان بصورة الضد و هو في الواقع يريد حماية من يتحدث عنه.
3-إن النبي صلى الله عليه و سلم تاجر ماهر يعلم كيف يسوق لما يريد.و نظراً أن النبي صلى الله عليه و سلم كان صديق لوالد سيدنا جابر و يعلم طبع سيدنا جابر و رغبته في امرأة عاقلة تحمل المسؤولية معه و تصلح من شأن أخواته.و أراد النبي صلى الله عليه و سلم أن يظهر ميزة تلك المرأة .وأفضل وسيلة لإبراز ميزة شخص جداً و جعل الطرف الآخر يتمسك به لأقصى درجة,هي أن تظهرها بصورة عيب.فمثلا إن عانى رجلاً كثيراً من الخبيثات و الماكرات ثم أردت إقناعه بامرأة ما و جعله يسعد بها.قل له ألم تجد غير تلك!! إنها طيبة لدرجة لا اعرف كيف تتعامل بها مع الناس! و كيف تعيش في هذه الدنيا! و بذلك تمس الوتر الحساس من شخصيته و يشعر أن تلك المرأة مثله و تحتاج لمساعدته. و لنفهم ذلك أكثر فلنرى كيف أن النبي صلى الله عليه و سلم ضاحك سيدنا جابر وداعبه و نلاحظ من ذلك الموقف كيف أن سينا جابر لا يفهم كثيراً في أمر كهذا.
فيوم أن قال النبي هذا الحديث داعبه النبي صلى الله عليه و سلم كنوع من المداعبة و المضاحكة عندما كان عائدا من الغزوة على جمل فسأله النبي صلى الله عليه و سلم عن أحواله- خاصة أن والده رضي الله عنه قد توفى- صلى الله عليه و سلم أن يداعبه فأساله أن يعطيه الجمل. فقال سيدنا جابر خذه يا رسول الله هو هدية لك.و هنا نرى أن سيدنا جابر قد نجح في أول اختبار، فرغم فقره و حاجته إلا إنه كريم و محب للنبي صلى الله عليه و سلم.فداعبه النبي صلى الله عليه و سلم بأنه سيشتريه منه بمبلغ واضح جداً أنه ليس ثمناً للجمل لأنه أقل بكثير أن يعقل أن يصدق أحداً أن أحد سيشتري جملاً بهذا الثمن.خاصة أن النبي صلى الله عليه و سلم تاجر يعلم ثمن الجمل و لن يبخس لسيدنا جابر جمله و خاصة أن سيدنا جابر عرضه علي الرسول صلى الله عليه و سلم كهدية منذ البداية-فقد كان الثمن أوقية أي ما يساوي 28.35 جرام من الفضة الخام .إلا أن سيدنا جابر لم يفهم تلك المداعبة و ظن أن النبي صلى الله عليه و سلم لا يعرف ثمن الجمل قائلاً لا يا رسول الله خذه هدية.وانتهى الحديث مع النبي صلى الله عليه و سلم بان رضي صلى الله عليه و سلم عن تلك الزيجة و دعى لهما بالبركة و بشر سيدنا جابر بأن الله سيوسع عليه في رزقه عندما سأله هل لديكم نمارق؟ فقال سيدنا جابر:لا. فقال صلى الله عليه و سلم سيكون لديكم نمارق. و نرى أن سيدنا جابر ظل معتقداً أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يريد الجمل. فذهب و ربطه بجوار بيت النبي صلى الله عليه و سلم.فأعاد النبي صلى الله عليه و سلم الجمل و معه الأوقية كهدية بمناسبة زواجه.و هذه أيضاً مباركة أخرى و رضا من النبي صلى الله عليه و سلم بتلك الزيجة.بينما أن صحابي آخر-رغم أنه من لأعراب- إلا انه فهم مداعبة النبي صلى الله عليه و سلم و سايره فيها. فعندما قابله النبي صلى الله عليه و سلم في السوق و وضع يده الشريفة على عينه,و قال من يشتري هذا العبد؟-و قد كان هذا الصحابي عجوز و ضعيف-فرد الصحابي من يشتري يشتري كاسداً(أي انه بيعة خاسرة)فقال له صلى الله عليه و سلم انه عند الله لست بكاسد. و عندما دعى النبي لطعامه و معه رجل أو رجلان يوم غزوة الخندق .فدعى النبي صلى الله عليه و سلم المهاجرين و الأنصار. عاد سيدنا جابر لزوجته فزعاً, يقول لها أدر كيني الرسول قادم و معه الجيش!!فسألته زوجته:هل أخبرته بما لدينا من طعام؟ قال:نعم.فقالت:رسول الله أدرى بما يصنع.و هذا كان واضحاً منذ البداية. فالوقت وقت حرب, وما دام النبي صلى الله عليه و سلم يعلم بكمية الطعام ؛فهو أدرى بما يصنع.
4-اختار النبي صلى الله عليه و سلم صفة مرتبطة بالشخصية اكثر من كونها مرتبطة بالبكارة و الثيوبة. و في هذا إظهار لخلو الثيب عن أي شئ ينقصها عن البكر.فسيدنا جابر لم يتزوج من قبل ولا يعلم إذا كان هناك عيب أو فرق بين الثيب و البكر.فأراد النبي صلى الله عليه و سلم-و الله أعلم أن يوضح له ذلك بطريقة غير مباشرة.فقد سمعنا عن الملاعبة التي حدثت بين السيدة عائشة (البكر) و السيدة سودة (الثيب الكبيرة في السن و التي كانت حتى أكبر من السيدة خديجة نفسها بالعديد من السنوات) وقد حدثت تلك المداعبة أمام النبي صلى الله عليه و سلم حيث صنعت السيدة عائشة حريرة للسيدة سودة إلا ان السيدة سودة لم تشأ أن تأكلها, فأخذن يتقاذفن بالحريرة حتى أتى طارق على بيت النبي صلى الله عليه و سلم فقال لهما النبي صلى الله عليه و سلم اذهبا فاصلحا من شأنيكما.إذن فالسيدة سودة استوعبت مداعبة السيدة عائشة و تفاعلت معها و لم تغضب منها.و كانت تقول عنها السيدة عائشة إنها أمي بعد أمي لما كانت تشعر به من صدق الود و الحب منها.كذلك فقد كان معروف عن السيدة سودة حبها للضحك, و خفة ظلها, و كثيراً ما كانت تضحك النبي صلى الله عليه و سلم بالقول و الفعل عندما تثقله الهموم .و قد كانت تتكلف مشية خاصة لتضحك النبي صلى الله عليه و سلم بها-فقد كانت امرأة مسنة و بدينة كذلك روي عنها أنها قالت لرسول الله صلى الله عليه و سلم صليت خلفك البارحة, فركعت بي حتى أمسكت بأنفي مخافة أن تقطر دماً....فضحك النبي صلى الله عليه و سلم عندما تخيل ذلك المشهد.فهاهي تضاحك النبي صلى الله عليه و سلم و يضاحكها, و تلاعب السيدة عائشة و تلاعبها. و هذا ما يؤكد ما قلته سابقاً
في أحد القنوات الفضائية الإسلامية سأل أحد الأفراد أنه يرغب في الزواج من مطلقة لكنه يخشى نظرة المجتمع.لكن النبي صلى الله عليه و سلم يريد إن يتأكد أن من يتزوج بالثيبات رجال بحق ثابتين على ما اقتنعوا به ,قادرين على الدفاع عنه بثقة و اقتناع و هذا ما أتثبته سيدنا جابر و لذلك حظى بمباركة النبي صلى الله عليه و سلم.و استحقت أن تسمى تلك الزيجة (بالزيجة المباركة).وهذا ما آل إليه الحديث؛فلا ينبغي أن نقول لا تقربوا الصلاة دون أن نذكر باقي الآية و هي: وانتم سكارى.
رابعا و الجدير بالذكر:الرواية المتفق عليها لهذا الحديث هي(هلا جارية تلاعبها و تلاعبك)و جارية هي في اللغة إسم فاعل من الفعل الثلاثي جرى,و نحن نعلم أن من يقدر على الجري فهو يقدر على المداعبة و الممارسة للزواج ,و هذا لا علاقة له ببكارة أو ثيوبة ،بل صحة و روح مرحة.بغض النظر عن كونها سبق لها الزواج أم لا .