الكريم
قال تعالى: فإن ربي غني كريم "40" (سورة النمل)
قال أهل اللغة في معنى الكريم: إنه النفاح، نسأله تعالى أن ينفحنا نفحة خير،إنه على كل شيء قدير. ويقال: أكرمه الله، وكرمه الله، وأكرم نفسه بالتقوى، وأكرمهاعن المعاصي، وهو يتكرم عن الشوائن، وإن أجل المكارم اجتناب المحارم.
ويقال: هوكريمة قومه، وفي الحديث: "إن أتاكم كريم قوم فأكرموه". وقد يتحمل المسلم بهذه الصفةوبالسخاء.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لاتقولوا لشجرة العنب الكرم، فإن الكرم هو الرجل المسلم"
وقال عليه الصلاة والسلام: "السخي قريب من الله، قريب من الناس، قريب منالجنة، بعيد عن النار، والبخيل بعيد عن الله، بعيد عن الناس، بعيد عن الجنة، قريبمن النار"
قال الغني الكريم: من جاءبالحسنة فله عشر أمثالها .. "160" (سورة الأنعام)
وإليكم هذا الوعدالكريم من الله: مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيلالله كمثل حبةٍ أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبةٍ .. "261" (سورةالبقرة)
تلك هي الحدود الدنيا من الأجور الكريمة، ولكن باب الله مفتوح،ومع الإخلاص لله سبحانه تضاعف الأجور أضعافاً كثيرة.
والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم "261" (سورة البقرة)
وقد تصل الزيادة، وهذا الأجر الكبير إلي أن يكون بغير حساب.
إنما يوفي الصابرون أجرهم بغير حساب "10" (سورة الزمر)
من عمل سيئة فلا يجزي إلا مثلها ومن عمل صالحاً منذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب "40" (سورةغافر)
فأي حساب هذا!! وأي أجر عظيم!! إلا أن يكون من لدن الكريم الحق. بل إنا لنطمع من "كريم العفو" ما هو أكثر من ذلك، والحمد لله كثيراً على هذا الوعدالكريم، وعد الله: إلا من تاب وآمن وعمل عملاًصالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسناتٍ وكان الله غفوراً رحيماً "70" (سورةالفرقان)
وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلمفي الأخبار عن كرم عفو الله تعالى ما هو أبلغ من ذلك .. قال رسول الله صلى اللهعليه وسلم:
" إني لأعلم آخر أهل الجنة دخولاً الجنة، وآخر أهل النار خروجاًمنها، رجل يؤتي فيقال: اعرضوا عليه صغار ذنوبه، وارفعوا عنه كبارها، فيعرض عليهصغار ذنوبه، فيقال: عملت يوم كذا وكذا، كذا وكذا، أو عملت يوم كذا وكذا، فيقول: نعم، لا يستطيع أن ينكر وهو مشفق من كبار ذنوبه أن تعرض عليه. قال: فيقال: فإن لكمكان كل سيئة حسنة. قال فيقول: رب قد عملت أشياء ما أراها هاهنا. قال: فلقد رأيترسول الله صلى الله عليه وسلم ضحك حتى بدت نواجذه".
رواه مسلم في صحيحه
وقد ذكر الكريم المطلق الذي لا يضيع من لاذ به والتجأ إليه .. مرتين في القرآنالكريم:ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربيغني كريم "40" (سورة النمل)
يا أيهاالإنسان ما غرك بربك الكريم "6" (سورة الانفطار)
وأي شيء خدعك وجرأكعلى عصيانه، سبحانه.
قال رسول الله صلى الله عليهوسلم: "غره جهله" وقيل "غره حمقه" وقيل "غره شيطانه"
ونقول: غرتنا ستوركالمرخاة، وإنا نغتر في كرم الكريم، وعفو الرحيم، ونعوذ بالله السميع العليم منالشيطان الرجيم. وسبحان الله الكريم الأكرم، كريم العفو، وهو أكرمالأكرمين.