العوامل الوراثية التى تؤثر على خصوبة الرجل
فى أحد الأبحاث التى أجريت بمراكز د. سمير عباس الطبية وضمت 160 مريض يعانون من غياب الحيوانات المنوية ظهر خلل فى الصبغات الوراثية الموجودة على العامل الوراثى الذكرى( y ) فى أكثر من 11% من الرجال المشتركين بالدراسة وهذه النسبة تماثل تقريباً نتائج الأبحاث التى أجريت على الرجال الغربيين.
ففى بعض المرضى فأن مصدر الخلل فى الصبغة الوراثية يختلف من رجل إلى آخر يحدث فى المراحل الأولى من تكوين الجنين، وفى البعض الآخر يرثه الأبناء من أبائهم ولكن تأثيره على خصوبتهم يكون أكثر مما هو موجود فى الآباء نتيجة لعوامل مختلفة سواء فى التركيب الوراثى أو فى البيئة، ويمكن تشخيص هذا الخلل من خلال إجراء الفحص الوراثى على خلايا الدم.
وترجع أهمية اكتشاف هذا الخلل إلى عدة عوامل:
1. فى حالة وجود خلل وراثى ربما لا يفيد العلاج الدوائى ويصبح التلقيح المجهرى هو أفضل الطرق لمساعدة الإنجاب.
2. هناك أنواع محددة من أنواع الخلل الوراثى تكون مرتبطة بغياب الحيوانات المنوية وتتضاءل معها فرصة اكتشاف الحيوانات المنوية أثناء عملية التفتيش داخل الخصية.
3. أن إنتقال الخلل الوراثى للأبناء الذكور المولودين بعد عملية الإخصاب المجهرى يرتبط بوجود إحتمال لإصابة الأبناء أيضاً بضعف السائل المنوى، وبالرغم من أننا مازلنا لا نستطيع الجزم بذلك إلا أن بعض الأباء قد يختارون عند علمهم بهذا الأحتمال أن تعاد الأجنة المؤنثة فقط.
وتتوالى الأبحاث الآن للتعرف على العوامل الوراثية الأخرى التى تتحكم فى خصوبة الرجال ففى اليابان استطاعت مجموعة من الباحثين التعرف على أحد الصبغات الوراثية لدى الرجال التى تساعد فى التحام الحيوان المنوى والبويضة وحدوث عملية التلقيح كذلك نجح مجموعة من الباحثين الأمريكيين فى تحديد أحد الصبغات الوراثية الى يؤدى الخلل الكامل منها إلى فشل عملية تكوين الحيوانات المنوية.
هذه الأبحاث سوف تفتح الباب فى العقود القادمة لدخول العلاج الوراثى (الجينى) لتحسين خصوبة الرجال ومساعدة الإنجاب، من خلال إدخال الصبغات الوراثية المطلوبة إلى الخصيتين أو استخدام البروتينات الناقصة، وعلى الطرف الآخر يسعى بعض العلماء إلى استخدام هذه المعلومات لتطوير طرق جديدة لمنع الحمل عند الرجال.