أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات،
بالضغط هنا.
كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا
اراد ان يتخذ صاحبا صادقا , مخلصا وفيا ,ناصحا نافعا,
يصاحبه في كل افعاله واوقاته ,في خلواته وسكناته ,
في حياته ومماته ,في قبره ومبعثه ,في دنياه واخرته ,
فلم يجد الى ذلك سبيلا ...
اذ ان كل صاحب في الدنيا لابد من مفارقته ,
ثم كيف له ان يجد صاحبا صادقا في هذا الزمان !
وانى له ان يصاحبه في قبره فضلا عن مبعثه وحشره ,
والله عز وجل يقول (( يوم يفر المرء من أخيه ( 34 ) وأمه وأبيه ( 35 )وصاحبته وبنيه ( 36 ) لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه))
وبعد جهد جهيد وبحث طويل ...
وجد بغيته ونال مراده ....
وجد ذلك الصاحب النافع , الذي يصاحبه في كل الاحوال والاوقات , وفي كل الحركات والسكنات ...
أتدرون من صاحبه في حياته ؟
أتدرون من صاحبه في مماته ؟
أتدرون من انيسه في قبره وبعثه وحشره ؟
انه القرآن ...
نعم انه القرآن يا امة القرآن .
فتعالوا لنتعرف معا , كيف بدأت العلاقة مع هذا الصاحب الوفي ... والى اين ستنتهي ...
بداية الصداقة والصحبة
بدأ يقرأ القران ويرتله ,يترنم به ويحفظه ,كان مع اخوانه في حلقات القران يتمثله ....
أحس بالراحة , غشيت قلبه الطمأنينة , تنزلت عليه وعلى اخوانه السكينة , كيف لا والنبي صلى الله عليه وسلم يقول :
" وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله ,
يتلون كتاب الله , ويتدارسونه بينهم ,
الا نزلت عليهم السكينة , وغشيتهم الرحمة
, وذكرهم الله فيمن عنده "
تعلق قلبه بالمساجد... أحبها ... فأحبته ...
الكثير ممن حوله اشتغلوا بالدنيا وملذاتها ...
وهو اشتغل بالقرأن وحفظه وتلاوته ...
قد علم ان أجر القرآن وتعلمه
أعظم من الدنيا وما فيها ...
قال صلى الله عليه وسلم :
" أفلا يغدو أحدكم الى المسجد فيعلم أو يقرأ آيتين
من كتاب الله عز وجل خير له من ناقتين , وثلاث خير له من ثلاث, وأربع خير له من أربع , ومن أعدادهن من الابل "
أنهى جزأه الاول ... الثاني ... الثالث ...
حفظ القرآن الكريم كاملا ... فحفظه القرآن.
كان يجمع الحسنات جمعا وهو لا يشعر ,
فرسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
"من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة ,
والحسنة بعشر أمثالها , لا اقول ( الم ) حرف , ولكن
ألف حرف , ولام حرف , وميم حرف "
صار القران سميره في وحدته , أنيسه في وحشته ,
خليله في غربته , أحيا به ليله , أسعد به قلبه , ناجى به ربه .
كان الجميع من حوله يغبطونه على هذه النعمة العظيمة ,وحق لهم ذلك , ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
" لا حسد الا في اثنتين : رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار , ورجل آتاه الله مالا فهو ينفقه
آناء الليل وآناء النهار "
القيام بحق الصحبة في كل وقت
ومثلما كان القران صاحبه في الليل كان ايضا صاحبه في النهار ،أقام حدوده وحروفه ،تأدب بآدابه ،تغنى بترداده ،
صار كالاترجة ، ريحها طيب ،وطمعها طيب ،
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" مثل الذي يقرأ القران كالأترجة ،طعمها طيب وريحها طيب "
صار كحامل المسك ،يفوح طيبا وخلقا وايمانا .
نعم ... قد كان فقيرا ،كان ضعيفا ،كان لا يُلتفت اليه ،
لكن رفعه الله بالقرآن ،وأعلى شأنه بين الانام ،
وصدق رسول الله اذ يقول :
" ان الله يرفع بهذا الكتاب أقواما ، ويضع به آخرين "
ويقول " يؤم القوم اقرؤهم لكتاب الله "
كان بعد رجوعه من العمل يشتغل بالقرآن ،فالقرآن شغله الشاغل ، ومتعته الماتعة ...
كان يعيش مع القرآن تعلما وتعليما ، قراءة وتدبرا ،
مطالعة وتفسيرا ...
كان من خير الناس وأفضلهم ، ولم لا ...
ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
"خيركم من تعلم القران وعلمه "
انه لم ينس يوما قط قوله صلى الله عليه وسلم :
"أهل القرآن هم اهل الله وخاصته "
وقوله " من سره أن يحب الله ورسوله فليقرأ في المصحف "
فكان ممن يحب الله ورسوله .
كان دائما يفزع الى الصلاة والقرآن عند كل هم وغم وتعب، فيجد الراحة في قلبه والسرور في نفسه ،ولا عجب، فالقرآن ربيع القلب ، مزيل الهم ومذهب الغم .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
ما قال عبد قط اذا اصابه هم أو حزن :
اللهم اني عبدك ابن عبدك ابن امتك ، ناصيتي بيدك ،
ماض في حكمك ، عدل في قضاؤك ،اسالك بكل اسم هو لك ، سميت به نفسك ،أو انزلته في كتابك ، او علمته أحدا من خلقك ، او استاثرت به في علم الغيب عندك ،
ان تجعل القرآن ربيع قلبي ، ونور بصري ،وجلاء حزني ،وذهاب همي ،
الا اذهب الله همه ، وأبدله مكان حزنه فرحا ،
قالوا : يا رسول الله ينبغي لنا ان نتعلم هذه الكلمات ؟
قال : "أجل ، ينبغي لمن سمعهن أن يتعلمهن
الافتراق المحتوم
تمضي الايام والسنون ، والصاحبان لا يفترقان ،
ولكنه القدر ، وكان أمر الله مفعولا ....
ودع حافظ القرآن الدنيا وزينتها ،ترك فيها بحارا من الحسنات دفاقة ....
وأنهارا من الصدقات رقراقة ....
حلقات هنا ن حفاظ هناك ، علوم تتناقلها الاجيال .