تعرفي على معنى الحوقلة و فوائدها وماهي أفضل اوقاتها
الحوقلة في الدين الإسلامي لفظ منحوت يعني ترديد لا حول ولا قوة إلا بالله، وهي واحدة من أشهر الأذكار الإسلامية التي يرددها المسلمون يوميًّا، وفيه مدلول واعتراف بأنّ الإنسان عاجزٌ عن كل أمر من أمور الدنيا بدون إذن الله وتوفيقه وتيسيره، وقد رُوي عن الصحابة رضوان الله عليهم تعاريف متعددة للحوقلة، تصب جميعها في المصب ذاته، فعن عبد الله بن عباس أنّه قال إنّها تعني: "لا حول بنا على العمل بالطاعة إلاّ بالله، ولا قوة لنا على ترك المعصية إلاّ بالله".
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال إنّ معناها: "لا حول عن معصية الله إلاّ بعصمته، ولا قوة على طاعته إلاّ بمعونته"، كما روي أنّ علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال إنّ معناها: "أنّا لا نملك مع الله شيئًا، ولا نملك من دونه، ولا نملك إلاّ ما ملكنا مما هو أملك به منا".
إقرأي أيضا : تعرفي على فضل الأذكار بشكل عام والاذكار عقب الصلاة
وفي السنّة النبويّة حرص الرسول صلى الله علي وسلم على حثّ صحابته باستغلال وقت فراغهم بذكر الله عزّ وجل، فذكره سبحانه وتعالى من أكبر وأعظم الأمور عنده، كما قال في كتابه العزيز: "وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ" [العنكبوت: الآية 45]، كما أنّ ذكر الله تعالى فيه طمأنينة وأُنس للفرد
وهو ما أكّده الله عزّ وجل في محكم كتابه: "الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ" [الرعد: الآية 28]، فما أجمل أن يكون الإنسان دائم الذكر لله تعالى، فدوام ذكره طاعة سهلة التطبيق ولكنها عظيمة الأجر والثواب.
هل يتواجد الاسم الأعظم بالحوقلة؟
بعض الفقهاء ذكروا أن الحوقلة يتواجد بها اسم الله الأعظم الذي يستجاب الله الدعاء إذا دُعِي به، حيث رَوَى السَّيِّدُ عَلِيُّ بْنُ طَاوُسٍ أنَّهُ قَالَ: “مَنْ قَالَ بَعْدَ صَلَاةِ الْفَجْرِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ مِائَةَ مَرَّةٍ، كَانَ أَقْرَبَ إِلَى اسْمِ اللَّهِ الْأَعْظَمِ مِنْ سَوَادِ الْعَيْنِ إِلَى بَيَاضِهَا، وَ أَنَّهُ دَخَلَ فِيهِ اسْمُ اللَّهِ الْأَعْظَمُ، والله أعلم ولكنها جملة لها الثواب والأجر العظيم، كما أنها كما أوضحنا تزيل كل هم وكل مكروب عن المسلم.
الأوقات المستحبة لترديد الحوقلة
من الجدير ذكره أن الحوقلة وترديدها تعد عبادة من العبادات، وترديدها متاح في أي وقت من الأوقات، ولكن يوجد أوقات مستحبة لترديدها وردت في السنة الشريفة، وسنوضحها لكم كي تنالوا الأجر العظيم.
وهي عند الانتهاء من كافة الصلوات الفروض الخمس، الفجر والظهر والعصر والمغرب والعشاء، وعند الخروج من المنزل، وعند التقلب أثناء النوم، وفي الثلث الأخير من الليل، وأيضاً من المستحب ترديدها بعد سماع الأذان، حي “ثمَّ قالَ: حيَّ على الصَّلاةِ، قالَ: لا حولَ ولا قوَّةَ إلَّا باللهِ، ثمَّ قالَ: حيَّ على الفلاحِ، قالَ: لا حولَ ولا قوَّةَ إلَّا باللهِ.”
معجزات الحوقلة
عندما يردد المسلم ذكر “لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم” ينال الكثير من الفضائل والفوائد، وهذه الفضائل قد وردت في السنة الشريفة والقرآن الكريم، ولنسردها الآن لكم:
تعد الحوقلة كنزاً من كنوز الجنة، حيث أن من يرددها يكون له كنزاً تحت العرش، وهذه تعد من الفضاءئل التي تقشعر لها الأجسام، حيث يقول أبي ذر الغفاري: “أمرَني خليلي صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ بسبعٍ، أمرَني بِحُبِّ المساكينِ والدُّنوِّ منهم، وأمرَني أن أنظرَ إلى من هوَ دوني، ولا أنظرَ إلى من هوَ فوقي، وأمرَني أن أصلَ الرَّحمَ وإن أدبرَت، وأمرَني ألا أسألَ أحدًا شيئًا، وأمرَني أن أقولَ الحقَّ وإن كانَ مُرًّا، وأمرَني ألَّا أخافَ في اللَّهِ لومةَ لائمٍ، وأمرَني أنَّ أُكْثِرَ من قولِ: لا حولَ ولا قوَّةَ إلَّا باللَّهِ، فإنَّهنَّ مِن كنزٍ تحتَ العرشِ.”
إقرأي أيضا : تعرفي عزيزتي القارئة على فضل وشروط قراءة القرآن
كما تعد الحوقلة لها دور كبير في غفران الله عن ذنوب وخطايا العباد، فيغفر الله ذنوب العبد حتى وإن كانت مثل زبد البحر عندما يردد الحوقلة، فقال عبدالله بن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
“ما علَى الأرضِ أحدٌ يقولُ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، واللَّهُ أَكْبرُ، ولا حولَ ولا قوَّةَ إلَّا باللَّهِ، إلَّا كُفِّرَت عنهُ خطاياهُ ولو كانت مثلَ زبدِ البحرِ”، لذا على كافة المسلمين أن يرددوا الحوقلة في جميع الأوقات، فهي تمدهم بالأجر والثواب العظيم عند الله، كما أنها سبب قوي لغفران الذنوب والمعاصي.
أفضل الأوقات للحوقلة يمكن للإنسان أن يذكر الله في أي وقت وحين، ولكن هنالك أوقات وردت في السنّة يستحب الإكثار من الحوقلة فيها: عند الفروغ من كل صلاة. وقت الخروج من المنزل.
عند التقلب أثناء النوم. في قيام الليل. في مواضع من الآذان: كما ورد في الحديث الشريف ما يجب قوله بعد سماع كل جملة من الآذان: "ثمَّ قالَ: حيَّ على الصَّلاةِ، قالَ: لا حولَ ولا قوَّةَ إلَّا باللهِ، ثمَّ قالَ: حيَّ على الفلاحِ، قالَ: لا حولَ ولا قوَّةَ إلَّا باللهِ" [المحدث: مسلم| خلاصة حكم المحدث: صحيح].