تعد نوبات الهلع من الأمراض النفسية التي تصيب الإنسان والتي يشعر الشخص المصاب بها بخوف شديد لاعتقاده بأنه على وشك الموت أو الدمار. عادة ما تصيب هذه النوبات الأشخاص المصابين أثناء وجودهم خارج المنزل بحيث يشعرون أن حياتهم مهددة بالخطر وانهم بحاجة إلى الهرب.
هناك أمور عدة قد تؤدي إلى انطلاق هذه الحالة عند الأشخاص المصابين مثل الهزات الأرضية أو نوبة قلبية أو حتى الحروب و الكوارث. إلا أن هناك حالات يصاب بها الأشخاص بنوبات من الهلع دون أن يكون هناك سبب واضح وراء الحالة. في هذه الحالة تكون الحالة مستعصية اكثر حيث أن الشخص قد يصاب بالهلع لمجرد دخوله إلى مكان لا يتوفر فيه مخارج في حالة حدوث أي أمر طارئ.
تصيب نوبات الهلع 2.6% من البشر خلال حياتهم، إلا أنها تصيب النساء بمقدار ثلاث أضعاف اكثر من الرجال. وهي اكثر انتشارا بين الفئات العمرية من 16 إلى 40 عام. كما ان السبب في الإصابة بهذا النوع من المرض قد يكون وراثيا إذ أن 20% من المصابين كان يعاني أحد الوالدين من الإصابة بالنوبات كذلك.
أما كيف يشعر المريض لدى إصابته بنوبة الهلع فضربات القلب تبدأ بالتسارع و يبدأ بالشعور بأنة لا يحصل على كمية كافية من الأكسجين و يبدأ بالشعور بالدوار. معظم النوبات تستمر من ثلاث إلى عشر دقائق إلا أن أطول نوبة قد تستمر لمدة عشر دقائق. عادة ما يصيب الاكتئاب حوالي خمسين بالمائة من الحالات.
أما العوامل الخارجية التي قد تؤدي إلى إصابة الإنسان بنوبات الهلع فهي المخدرات على مختلف أنواعها بالإضافة إلى الكافيين والنساء في الفترة التي تعقب الولادة.
العلاج من هذه الحالات يتم من خلال العلاج النفسي وعن طريق شرح كيفية حدوث النوبات للمريض. إلا أن بعض الأدوية قد تساعد على الشفاء مثل الأدوية المضادة للاكتئاب مثل البروزاك و التوفرانيل للعلاج على الطويل.
وتمكن المشكلة في مخاوفنا بأنها بكل بساطة غير دقيقة وفي معظم الحالات مأساوية . وحين تكون الأحاسيس الجسدية بسبب القلق أو الهلع شديدة ومدمرة لدرجة يقتنع الشخص المصاب بأن شيئا مريعا سيحدث . ونتيجة لذلك ربما يجد الشخص نفسه يقوم ببعض الأفعال التي قد تجلب له بعض الراحة العاجلة ولكن ذلك قد يفاقم الحالة على المدى البعيد ويؤثر على نمط حياته بشكل كبير.
وتتمثل الخطوة الأولى في فهم اضطراب الهلع الذي يصيب الشخص في مراقبة الأفكار المخيفة، الأحاسيس الجسدية والاستجابات السلوكية لدى الفرد. ويمكن القيام بذلك بكل سهولة ويسر حيث أن الشخص يستطيع تسجيل اللحظات التي يشعر بالقلق أو الهلع فيها. وعلى الشخص المصاب أن يتأكد من الإجابة على الأسئلة التالية:
-ماذا كان يفعل وقت إصابته بنوبة الهلع؟
-ماذا كان يدور حوله في تلك الأثناء؟
-ما الشيء الذي كان يخاف أن يحدث؟
-ماذا كان شعوره حينئذ؟
-ماذا عمل كي يشعر بالتحسن؟
إذا كان باستطاعتك الإجابة على هذه الأسئلة فإنك تستطيع تحديد دورة الهلع بدقة. ومن الأهمية بمكان معرفة آلية العمل الخاصة بهذه الدورة لان ذلك يقرر الخطوات التي يجب أن تتخذها كي تشفى من هذه الحالة.
وعلى الرغم من أن الخوف يأتي أحيانا بشكل مفاجئ، فإن بإمكانك تحديد دورته بواسطة المراقبة الدقيقة. وباستخدام سجل للمراقبة الدقيقة. وباستخدام سجل للمراقبة نسرد فيما يلي الخطوات التي تحتاج إلى اتخاذها.
- تحديد مسببات الخوف . تشمل مسببات الخوف الأشياء الخارجية بما في ذلك الأماكن، المواقف ، الأوضاع (كقيادة السيارة). الأشياء/ المواد (شرب شيء يحتوي على الكافيين) أو الناس (أحد الأشخاص الذين تشاجرت معهم).
كذلك يمكن أن تكون المسببات دوافع نابعة من داخل الشخص بما في ذلك الأفكار مثل الخوف من الموت التعرض لنوبة خوف جديدة، صور عقلية مزعجة (كالتخيل بأنك عرضة لحالة رعب ، إغماء ، وفاة..) ، عواطف قوية كالغضب أو الأحاسيس الجسدية (مثل ضيق الصدر، الدوخة، العرق وزيادة عدد ضربات القلب).
- أما الخطوة الثانية فتتمثل في بروز التفكير المخيف. ونتيجة للاستثارة ، يحاول المصاب معرفة كيفية وسبب شعوره بذلك الشعور. ما هو سبب الخوف.. وماذا تشعر بأنه سيحدث؟ هل أنت خائف من الموت، فقدان السيطرة على نفسك أو الوقوع في الإحراج ؟ بعبارة أخرى كيف أنك تسيء تفسير أعراض القلق التي تصيبك.
ونتيجة للإصابة بالهلع أو الخوف تزداد ردة فعل الجسم في شدتها ويصبح الشخص قلقا وتزداد الأعراض المذكورة آنفا من حيث السوء. وتكمن المشكلة في أن الخوف لا أساس ولا داعي له على الرغم من أنه قد يبدو حقيقيا.
ونظرا لان الأعراض الجسدية تزداد سوءا فأن الرد الطبيعي يكون في مراقبتها عن كثب . فعلى سبيل المثال ، يمكن أن يقوم الشخص بقياس عدد ضربات قلبه في الدقيقة أو بفحص طريقة تنفسه. لكننا حين تكون خائفين، فإننا نميل نحو الجوانب الأسوأ من تجربتنا. ويقول الشخص لنفسه، " ينبغي علي مراقبة دقات قلبي لأنني قد أكون مصابا بنوبة قلبية.
وتستمر الأعراض شدة والخوف يملأ الدماغ حتى يحدث واحد من أمرين: إما أن تصاب بنوبة هلع أو تقوم بعمل شيء للتخلص من الحالة التي وصلت إليها. ويعتبر هذا نوعا من أشكال الهروب أو السلوك المتعلق بتحاشي عمل الأشياء .
وفي كثير من الأحيان يتوقف الناس بكل بساطة عن فعل الأشياء التي تثير دورة الهلع لديهم. وتكون المسألة في بعض الأحيان بسيطة جدا كتحاشي قيادة السيارة على الطرق السريعة ، عدم الذهاب إلى الأماكن المزدحمة على انفراد، أو التوقف عن تناول المواد التي تحتوي على الكافيين.
ولكن في كثير من الأحيان يلجأ الشخص إلى عمل أشياء تنم عن الذكاء كالمشي بالقرب من الجدران إذا كان يخاف السقوط على الأرض أو الاتكاء على شخص يحبه أو محاولة تخيل نفسه شخصا آخر حين ينتابه القلق. وعلى الرغم من أن كافة هذه الأشياء تنم عن التهذيب والرقة، غير أنها أشكال من تحاشي الأشياء والهروب منها والتهرب من التغلب على الخوف والهلع.
وتحدث أشياء كثيرة ومهمة أثناء دورة الهلع منها أن الشخص لا يستطيع عدم تأكيد أفكاره المرعبة ونتيجة لذلك يبدأ في تحديد ما يعمله يوميا. فعلى سبيل المثال، يمكن أن يتوقف الشخص عن ممارسة الرياضة إذا كان يعتقد أن في قلبه خلل ما . كذلك فإن تحمل الشخص للأحاسيس الجسدية الخاصة بالقلق تنحسر بشكل كبير وفي بعض الأحيان تقترب من الحالة الطبيعية.
والأمر الثالث هو أن الشخص يصبح مدركا تماما للشعور الذي ينتابه وهو يراقب نفسه دائما مما يثير المخاوف ويصعد حالة القلق. أما المسألة الرابعة فيه أن الشخص المصاب باضطراب الخوف يبدأ بالتهرب من الحالة كإستراتيجية رئيسية للتعامل معها مما يعزز دورة الهلع لديه . والأمر الخامس هو أن احترام الذات لدى الشخص المصاب يصبح سلبيا ويفقد الثقة في قدرته على مواجهة الحالة التي أصيب بها.
وأخيرا تصبح أنماط الحياة لدى المصاب مقيدة، الأماكن التي يقصدها تقل وكذلك عدد الناس الذين يتعامل معهم .
وهناك سبع خطوات تساعد على الشفاء وإذا ما قام الشخص بها فإنه يبدأ مرحلة التغلب على مخاوفه وتحسين قدرته على التحمل ومواجهة الأحاسيس المتعلقة بالقلق وتوسيع مستوى النشاط لديه وتعزيز احترامه لذاته.
-تحديد ورسم دورة الهلع والإجابة على الأسئلة السابقة .
-تحديد المخاوف الأساسية (كالخوف من الموت تسبب نوبة قلبية ، فقد السيطرة، وغيرها) وتسجيل المثيرات ابتداء من الأقل أهمية.
-عرض نفسك للأشياء المثيرة تدريجيا وبشكل منهجي من أجل دحض أفكار الخوف التي تولدت لديك، وتقدم إلى الأمام كلما تمكن من السيطرة على الخطوة السابقة.
-قم خلال فترات التعرض لبواعث الخوف بالعمل على استحضار كافة المعلومات التي تدحض مخاوفك. لا تحاول أن تربك نفسك بسبب مخاوفك لان ذلك سيفقدك كافة المعلومات التي تعتبر حيوية لشفائك.
-اعمل على بناء قدرة على تحمل الأحاسيس الجسدية التي يسببها القلق . فإذا كان تسارع القلب يزعجك، مارس الرياضة على جهاز treadmill ل 30 دقيقة يوميا. أما إذا كانت المشكلة هي الدوار أو الدوخة فتمرن على الدوران وأنت جالس على كرسي.
وإذا كنت تعاني من ضيق في الصدر ضع كتبا على صدرك وأنت متمدد على ظهرك على الأرض.
كن مبدعا لان التحسن في تحمل الأعراض الجسدية للقلق لن يحدث دون ذلك . إن هذه الإجراءات سوف تخلصك من مخاوفك .
- مرن نفسك على تحسين قدرتك ومهاراتك لمواجهة مخاوفك وهذا بالطبع سوف يحسن من فرص الشفاء. لا تستخدم الاسترخاء، التخيلات العقلية أو التنفس العميق كوسائل لتحاشي فعل الأشياء. مارس هذه المهارات بعد أن تثبت لنفسك أن المخاوف التي كنت مصابات بها مجرد محض خيال.
-تحدى نفسك كل يوم فالشفاء عملية جسدية وعقلية يكون الثبات فيها مفتاح الحل. ويمكن أن تكون عملية التغلب على اضطراب الخوف والهلع مخيفة وصعبة التحقيق بمفردك.وعلى الرغم من أن الخطوات السالفة الذكر سوف تساعد في العملية.
واخيرا علاجها وبكل بساطه هي اجتياز حاجز الخوف و اختراقه للطرف الأخر يعني مواجهة الخوف يعني عندما تحصل لك نوبة هلع لا تقاومها فقط ضع نفسك مكان المتفرج على الأعراض دون خوف لا تحاول مقاومتها بحركات التنفس أو الخوف منها بل استمتع في أعراضها و كلم نفسك وقل لها هل من مزيد وادعوها للمزيد لتقدم أسوأ ما عندها وعندما تجتازها إلى الطرف الأخر ستجد أنها قد انحسرت و غادرت منهزمة وستكتشف بأنها خوف غير حقيقي و مصطنع من داخل ذاتك
08-16-2012, 12:31 PM
نوبات الهلع تداهم البعض.. دون سبب!
jin 
جديد منتدى منتدى الحياة الأسرية والزوجية
العرض العادي
