عندما نعود الى الماضي ونقف على أطلاله شاخصين بأبصارنا نحو دروب النسيان ،تلك التي تاهت فيها الذكريات ونحاول جاهدين أن نقارن بينه وبين الحاضر،لاشك أن المفارقات ستكون كبيرة جداً على كل شخص لاسيما إذا كان الأول نقيض الآخر اوالعكس وعلى الرغم من ذلك يبقى الماضي ملتحفاً بالذكريات نعم الذكريات برمتها هي التي تجعل حياتنا كبحر أرهقه المد والجزر،تلك التي تصطحبنا الى عالم مليئ بالمتناقضات ،إنه الجزء الذي عشناه من رصيد العمر المحدد بالضبط ،ذلك الذي مضى وانقضى ومابقي منه سوى ذكريات أعادتنا إليه لنقلب صفحاته ونتجول بين أسطره ،والتي جمعت الكثير من المتضادات من جميل وقبيح ومفرح ومحزن ،وهذه سنة الله في الحياة ،وكماأن للماضي ذكريات ستكون للحاضرذكريات وكذلك المستقبل والذي لا زال في مشيمة الغيب وفي رحم الزمان القادم سيأتي وستكون له الذكريات ،ولا أخالفك القول أن الماضي نستمد منه الدروس والعبرولكن يجب علينا الا ننشغل به كثيراًولا نأسف على شيئ ضاع فيه فقد أودع وراء قضبان الفناء وليس لنا منه إلا ذكراه التي تعتبرالرابط أوحلقة الوصل مابين الأزمنة إن صح التعبير،أما بالنسبة للحاضر فيجب الا نضيعه بنبش قبورالماضي والإنشغال بغيوم المستقبل ، بل يجب على كل شخص أن يستفيد من كل لحظة تمضي ،فأنا وأنت والجميع ماحللنا في مكان أوعشنا في زمان إلا وسيأتي وقت آخر نشدفيه الرحال وربما تكون دون رجعة فلنجعل ذكرانا حسنه وصفحاتنا مليئة بالجمال ولنخلد أسماءنا على بوابة الذكريات .