السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الذي يرويه عنه أنس بن مالك - رضي الله عنه - : (إِنَّ عِظَمَ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلاءِ، وإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلاهُمْ، فمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا، وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السَّخَطُ) رواه الترمذي وحسنه.
بداية أردت مشاركتكم بقصتي لأني تعبت كثيرا جسديا ونفسيا .. وأتمنى أن تدعون لي لعل وعسى تصلني دعوة مستجابة في هته الأيام المباركة ليفرج الله عني ويعوضني بما هو خير مما خسرت ..
كأي عروس جديدة كنت أحلم أن أحمل بسرعة .. كنت مشتاقة لولد يشبه زوجي أو بنت تشبهني ..
والله عزوجل حقق حلمي في الشهر الثالث من الزواج .. كانت فرحة كبيرة لم أذق بعدها فرحة ..
كان حملي الأول سهلا وسريعا وبدون مشاكل .. كنت سعيدة جدا به .. يوما بعد يوم تكبر بطني .. واحس بحركة جنيني داخلي .. أيام لا توصف .. و فرحت أكثر وأكثر أنا وزوجي يوم عرفنا أن الذي في بطني ولد .. بنينا أحلاما كثيرة عليه .. كنت اسعد حامل بالدنيا ..
وفجأة
من دون سابق انذار وفي الشهر السادس من الحمل أحسست بألم فظيع في بطني ومن شدة الألم صرت أنزف .. لم أنطق بكلمة .. اندهشت وخفت كثيرا .. وصرت ابكي وزوجي يهديني .. أخذني للمستشفى .. لكن ما بقي باليد حيلة .. الرحم فاتح كليا .. وولادة حتمية .. لم أصدق الأمر أبدا .. كانت صدمة قوية جدا علي .. لن أنسى ذلك اليوم الذي فقدت فيه ابني الغالي .. ابني الذي هو قطعة مني لم أحمله أبدا ولم أقبله و لم أضمه أو أشمه .. بكيت كثيرا عليه .. وبكيت على كل قطرة حليب يدرها صدري من أجل رضيع لم يعد له وجود في الدنيا .
كان قلبي يتقطع على ابني كل يوم وكل ليله لم يمر علي يوم دون أن أتذكره وكان دوائي الوحيد هو الحمل من جديد ..
بعد 4 أشهر من ولادتي الأولى رزقني الله بالحمل من جديد .. لم أفرح به كثيرا .. مشاعري كانت كلها خوف من إعادة نفس السيناريو من جديد ..
كنت حريصة جدا على حملي هذا .. دائما مواعيد عند الدكتورة .. وأدوية وراحة تامة في الفراش .. فاتت الثلاث اشهر الأولى و ربطت عنق الرحم .. تركت منزلي وزوجي وذهبت إلى بيت أهلي للراحة .. اتخذت جميع الأسباب من أجل تمام الحمل .. كان كل يوم يفوت أفرح .. أخبرتني طبيبتي أنني حامل ببنت كانت الدنيا لا تسعني من الفرحة ومثل الحمل الأول بنيت أحلاما كثيرة عليها ..
كان حملي بابنتي صعبا جدا .. لا أتحرك ابدا فقط إلى الحمام وإلى موعد الدكتورة .. تركت زوجي وحيدا .. كنت أتعذب كثيرا .. لكن مالي إلا الصبر .. مرت الايام والأسابيع ودخلت الشهر السابع .. وبدات آلام الطلق تقطعني .. لم أكن مستعدة أبدا للولادة المبكرة من جديد .. لكن قدر الله وما شاء فعل .. ولدت ابنتي بمنتصف الشهر السابع .. كانت صدمة كبيرة علي وعلى زوجي وعلى الجميع .. ابنتي عاشت ثلاث ايام فقط وماتت كان عندها ضعف بالتنفس والحاضنات ببلدي قديمة جدا .. طلعت من المستشفى وانا مدمرة .. كنت ابكي فقط .. لكن بعد ما غسلت ابنتي انا وزوجي وحملتها وقبلتها الله عزوجل الهمني قوة وصبر شديدين .. كانت ابنتي شديدة البياض .. ذات خدود ورديتين .. شعرها اسود وقوي .. كاملة من كل شئ .. وكانت كانها مبتسمة .. لما رأيتها كل الهم انزاح من صدري .. لاني ايقنت أنها ليست للدنيا لكن للجنة .. ولا يوجد أحسن من أن تكون قطعة من دمك ولحمك الآن بالجنة ..
بعد هاته المصيبتان قررت أن ارتاح جسديا ونفسيا .. لم أفكر في الحمل لمدة سنة كاملة .. ارتحت فيها جيدا وبعدها قررت الحمل من جديد
وكالعادة الله عزوجل رزقني بالحمل .. لكن هذا الحمل كان من الأول غير صالح وأجهضته في الشهر الثاني صحيح أن الذي فات علي كان أصعب بكثير .. لكني حزنت جدا ..
ذهبت بعدها لدكتور شاطر وقال انه الرحم نظيف وتستطيعين الحمل متى شئتي
وحملت بعد شهرين من الاجهاض .. الشهر الاول من الحمل شفت الكيس .. الشهر الثاني سمعت النبض .. الشهر الثالث فيه مشكلة كانت المشيمة أكبر من حجمها الطبيعي بكثير .. أنا هنا تدمرت وأحسست بأنه الحمل لن يكمل .. لكن ماذا افعل ما باليد حيلة هذه أقدار من الله عزوجل والانسان يجب أن يصبر على ابتلاءات رب العالمين .. في آخر الشهر الثالث زرت الدكتور وقال انه عندي حمل عنقودي للأسف .. لم اتمالك نفسي ابدا .. لكن الحمد لله على كل حال ..
أنا أنتظر الفرج من عند رب العالمين .. لم ايأس ابدا مازال عندي أمل إنه يكون عندي أولاد يوما ما .. لكن اللي قاهرني إنه زوجي قال أنا يأست وقال لا يوجد حل ابدا .. قال حتى الزواج لا استطيع أن أتزوج وأنجب من واحدة غيرك ..
أتمنى أن تدعولي يا أحلى عضوات إنه الله يفرج همي وهم زوجي .. فنحن تعبنا كثيرا ..