فبشكل عام أقول بأن الحمل يمكن أن يسير ويكون بحالة طبيعية جدًا - بإذن الله تعالى - حتى لو تعكرت الحالة النفسية للأم الحامل, فالحزن والانفعال وغيره من المشاعر السلبية هي جزء من الحياة ولا تخلو حياة إنسان منها, ولابد من التعامل معها في كل الظروف حتى في الحمل؛ ولذلك فإن الله عز وجل وضع آلية دفاعية ذاتية في جسم الأم لتحميها ولتحمي الجنين, ففي الحمل يرتفع نوع من الهرمونات المفيدة، وهي تعاكس الهرمونات الضارة التي ترتفع مع الشدة, ولذلك فكثير من الأمراض تتحسن في الحمل بقدرة الله عز وجل بسبب هذه الهرمونات المفيدة.
كما أن جسم الأم يلجأ الى تخزين ما يعادل 3 - 4 كيلوجرام من الدهون في جسمها في الحمل, لتكون مخزونًا احتياطيًا للجنين يمكن استخدامه في حال تعرضت الأم لسوء تغذية مفاجئ بسبب حالة نفسية أو مرض ما لا قدر الله.
وبهذه الاليات الدفاعية الربانية - والتي في جسم الأم - يمكن للحمل تجاوز الكثير من الظروف القاسية والصعبة, كما في الحروب والمجاعات لتستمر الحياة - بإذن الله تعالى - ويتكاثر البشر.
إذًا - عزيزتي – لا تخافي من مشاعر الحزن والقلق، فهي لن تؤثر على الحمل - بإذن الله تعالى - ومن الطبيعي أن تنتابك بعض من هذه المشاعر، فالحمل هو تجربة تحمل معها الكثير من المسؤولية والتوقعات, وهذه المشاعر بدرجة معقولة تعتبر مفيدة، وإلا لماذا قال تعالى: {وهنًا على وهن} تعب على تعب، نفسي وجسدي, ولأن الأم تستنفر فيها طاقاتها فتتأقلم مع ظرفها الجديد مهما كان صعبا.
على كل حال: إن كنتِ تشعرين بأن ما ينتابك من أعراض يؤثر على مجرى حياتك وحياة عائلتك, فالأفضل أن يتم عمل تحليل للغدة الدرقية لنفي وجود أي خلل في هرموناتها وذلك كنوع من الاحتياط.
عليك بالإكثار من الدعاء في دبر كل صلاة, خاصة في صلاة الفجر, ففي ذلك راحة وسكينة لا يمكن وصفها، وتُجْلِي الكثير من الهم والغم وتشرح الصدر وتنير القلب.
وأنصحك بتنظيم وقتك وجعل وقت خاص لنفسك تمارسين فيه هواية محببة ومفيدة لك.
أسأل الله عز وجل أن يكمَّل لك الحمل على خير.