العقيدة النصرانية المحرفة :
" بعد تحريفها أصبحت خليطاً من الوثنية الرومانية و الهندية والفلسفة اليونانية و التحريف اليهودي ، ومن أهم اعتقاداتها :
1- عقيدة التثليث :
وهي كما يزعمون أن الله عندهم ثلاثة حالات وتسمى ( الأقانيم ) :
الأول : الإله الأب وله خصائص الألوهية وهو الله .
الثاني : الإله الابن وله خصائص البشرية وهو عيسى .
الثالث : الإله الروح القدس : وله خصائص الازدواجية بين الآلهية والبشرية وهو الروح التي حلت في مريم .
وعلى هذا فهم يزعمون أن الله تعالى ثالث ثلاثة ، وهذا هو الشرك المحض ، وقد ذكر تعالى ذلك عنهم ورد عليهم بقوله تعالى : (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ انتَهُواْ خَيْراً لَّكُمْ إِنَّمَا اللّهُ إِلَـهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً) (النساء : 171 )
وقال تعالى: (لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَـهٍ إِلاَّ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيم (أَفَلاَ يَتُوبُونَ إِلَى اللّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ) (المائدة :72-75 )
وحين زعموا أن عيسى ابن مريم قال لهم اتخذوني وأمي إلهين افتراء عليه رد الله عليهم بقوله تعالى : (وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ) (مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) (المائدة:116- 117 )
2- تقديس الرهبان ورجال الكنيسة والثقة العمياء بهم :
فهم يزعمون أنهم يتكلمون ويأمرون وينهون نيابة عن الله تعالى ، ولهم السلطة المطلقة في الدين ، فيحلون ويحرمون ، بل ويغفرون للمذنب والمجرم والفاجر بمجرد حضوره للكنيسة ، وتقبيله لأعتابها ولأقدامهم ( النجسة ) وقد يمنحون المجرمين والمفسدين في الأرض صكوك الغفران زاعمين أنهم يضمنون لهم بها الجنة !
وقد حكى الله عنهم ذلك فقال : (اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهاً وَاحِداً لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ) (التوبة : 31 )
لذلك هم يسمون رجال الكنيسة ( رجال الدين ) وهذه التسمية نابعة من فكرتهم الخاطئة من أن الدين لا صلة له بالدنيا ، وله رجال لا يتدخلون بأمور الدنيا التي لها رجالها ، وقد انتقلت هذه التسمية مع الأسف إلى المسلمين بالتقليد الأعمى وأخذ المصطلحات الغربية دون تمحيص ، لأن الإسلام دين الحياة ، وكل المسلمين ينبغي أن يكونوا رجال دين ، بل إن من أهم شروط الولاية والإمارة في الإسلام : الفقه والعلم بالدين ، حتى تهتدي نشاطات الحياة كلها بأحكام الإسلام التي تشمل كل شيء.
3- الصلب والفداء وتقديس الصليب :
وذلك أنهم يزعمون أن الله تعالى المتمثل في زعمهم بـ ( الابن ) وهو المسيح عليه السلام أراد أن يصلب وأن يقتل ( بزعمهم الباطل ) تكفيراً لخطايا بني آدم وهم يعتقدون أنه وقع له الصليب والقتل لأجل ذلك ، مع أن ذلك لم يحدث وإنما شبه لهم كما جاء في القرآن الكريم .
وكل ذلك من دسائس اليهود ، قتلة الأنبياء ، وذلك أن اليهود حين حقدوا على عيسى عليه السلام وأتباعه وخافوا من انتشار دينه استعدوا عليه السلطات والحكام ، وهموا بقتله ، فأوقع الله بأيديهم رجلاً يشبهه ابتلاء وامتحاناً فقتلوه وصلبوه ، ورفع الله تعالى عيسى عليه السلام إليه وطهره من أيديهم ، فاستمروا في اضطهاد أتباعه .
وبعد ذلك دسوا في النصرانية فكرة الفداء والصلب بقصد إفساد عقيدة النصارى فكان لهم ذلك وقد حكى الله عنهم ذلك ورد عليهم بقوله : (وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً) (النساء : 157 ). ( 13 )
وقد جعل النصارى الصليب شعاراً لهم، وله تقديس خاص عندهم ، فهو علامة على أنهم من أتباع المسيح الذي فدى بنفسه لتكفير خطايا بني آدم ، فنجده منصوب فوق الكنائس و في بيوتهم و معلق على صدور كبارهم وصغارهم ورهبانهم ( جمع راهب وهو المتعبد ، فالرهبان هم علماء النصارى وعبادهم ) ، فما أخف عقولهم يقدسون الصليب الذي قتل عليه إلههم بزعمهم ، لو كان فيهم ذرة من عقل يضع الأمور في مكانها لكان هذا الصليب أحقر الأشياء عندهم !! لكنه غباء الكفر والطغيان ( ومن لم يجعل الله له نوراً فم له من نور ) .
عجبا لليهود والنصارى أسلموه لليهود و قالوا
فلئن كان ما يقولون حقا
فإذا كان راضيا بأذاهم
وإذا كان ساخطا غير راضي
والى الله ولدا نسبوه
إنهم من بعد قتله صلبوه
فسلوهم أين كان أبوه
فاشكروهم لأجل ما صنعوه
فاعبدوهم لأنهم غلبوه
4- الكتاب المقدس :
يؤمن النصارى بقدسية الكتاب المشتمل على:
العهد القديم : والذي يحتوي : التوراة – الناموس - وأسفار الأنبياء التي تحمل تواريخ بني إسرائيل وجيرانهم، بالإضافة إلى بعض الوصايا والإرشادات.
العهد الجديد: والذي يشمل الأناجيل الأربعة: ( متى – مرقس – لوقا – يوحنا ) فقط ، والرسائل المنسوبة للرسل، على أن ما في العهد الجديد يلغي ما في العهد القديم، لأنه في اعتقادهم كلمة الله، وذلك على خلاف بين طوائفهم في الاعتقاد في عدد الأسفار والرسائل بل وفي صحة التوراة نفسها.
و القرآن الكريم قد بين أن الإنجيل قد وقع فيه التحريف كما وقع في التوراة فجاء القرآن ناسخاً لهما ، وهذا التحريف كان إما بالزيادة أو النقصان كما جاء بيان ذلك في قوله تعالى : (وَإِذَ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاء ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْاْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ) (آل عمران : 187 ). (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيباً مِّنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلاَلَةَ وَيُرِيدُونَ أَن تَضِلُّواْ السَّبِيلَ) (النساء : 44 )
فهذا الكتاب المقدس الذي بين أيديهم ليس هو الإنجيل المنزل على عيسى عليه السلام بل هو محرف ومبدل ويجب على المسلم الإيمان بذلك ، وحتى إن كان فيه شئ من الصحة فقد نُسخ بالقرآن الكريم ، قال تعالى : ( وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يديه من الكتاب ... ) .