ما أجمل التجربة حين تصبح متعة نحكيها كما نحكي قصص الف ليلة وليلة.
وأنا قد عشت ليلة من ألف ليلة وليلة حين عشت أجمل تجربة في حياتي ولله الحمد والمنة والفضل من قبل ومن بعد.
عندما يتحول مانخافه الى أجمل تجربة نمر بها ، وعندما نغفو على أمل ونستيقظ على فرحة.. عندها يكون قوله تعالى : {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 216]}. هو عنوان حكايتي وحياتي الجديدة ..
لقد عشت تجربة الولادة القيصرية للمرة الثانية .. وشتان مابين الأمس واليوم.
مررت بأول تجربة وكانت قاسية متعبة على المستوى الجسدي والنفسي بكل ماتعنيه الكلمة من معنى..
وقد كنت قبل التجربة الثانية أدعو الله أن تكون ولادتي طبيعية وأن يجنبني القيصرية والامها ولكن لله في كل شيء حكمه.. وقد شاء الله أن تكون ولادتي الثانية قيصرية أيضاً ولكن الله سبحانه وتعالى قادر أن يجعل الصعب سهلاً وأن يجعل مانخشاه هو أفضل مايحدث لنا.
وسبحان من جعل الطبيب الرائع د. أنس المرزوقي سبباً في فرحتي الثانية وخروجي من التجربة بسعادة غامرة وصحة وعافية لم أتوقع أن يحدث لي ربع ماحدث فيها وأن اولد من جديد وأعيش حياة جديدة بروح جديدة ومختلفه سعيدة ومتفائلة ولله الحمد..
فقد كانت البداية أنني غيرت الطبيب الذي كنت أتابع معه وبعد بحث وسؤال وجدت حديثا جميلا هنا وهناك عن د. أنس وغيره من الإطباء ولكن سبحان الله كان هناك شيء في داخلي دفعني الى أن أذهب اليه وخاصة أنه الوحيد الذي وجدت كل ماكتب عنه جميل .. في أول زيارة رأيت أنساناً راقياً قبل أن أرى طبيباً متمكناً واثقاً كل الثقة من كل كلمة قالها لي وقد كان كلامه في محله تماما ولله الحمد.. بعد عمل الفحوصات والكشف قرر العملية التي رأى أنه لامناص منها بسبب صغر الحوض لدي والحمدالله على كل حال.. وقد طمأنني كثيراً وأخبرني بأن هذه التجربة ستكون مختلفة عن سابقتها وقد رأيت في حديثه الثقة بالله والصدق والإخلاص ولكن الخوف الذي كان يتملكني جعلني اتمنى أن تكون ولادتي طبيعية وأن الد قبل موعد العملية.. ولكن الله قدر أن تكون العملية في موعدها. ذهبت للمستشفى ( الأطباء المتحدون) وتجهزت للعملية صباحاً وأدخلوني غرفة العمليات الساعة الحادية عشرة وقد رأيت فريقاً طبياً رائعاً مما بعث الراحة في نفسي .. أخذت إبرة الظهر وكان التخدير نصفياً وخلال نصف ساعة ولله الحمد انتهت العملية وبشرني د. أنس بأن كل شيء على مايرام ورزقت بمولودي الجميل أجمل هدية من الله أنستني كل خوفي السابق..
خرجت بعدها لغرفتي في قسم الولادة وأستقبلت أحبتي وأنا تقريباً لا أشعر بألم سوى شيء بسيط بفعل التخدير الموضعي والأجمل أني كنت مستيقظه ولم أمر بما مررت به في السابق بسبب التخدير الكامل من كحة وضيق التنفس.
مر اليوم الأول وقد أحسست بألم العملية بعد زوال المخدر ولكن المسكنات ساعدت كثيراً في تجاوزه بعد الله .. وقد مر د. أنس عند نهاية دوامه عند الساعة التاسعة ليلاً للإطمئنان وأخبرني أن اليوم الأول طبيعي الأحساس بالألم وأنه لن يسألني عن صحتي الا في اليوم الثاني وكالمعتاد تحدث بكل ثقة تبعث في نفسي الراحة والإطمئنان بعد الله..
من جميل خلقه وإخلاصه لمهنته أن مر علي في مثل هذا الوقت وبعد نهاية الدوام ولا أبالغ أخواتي في ذلك فأنا أعلم أن معظم الأطباء لايمرون مرضاهم الا ثاني يوم من العملية وفي وقت الدوام ولكن د. أنس ليس ككل طبيب لأنه يتعامل مع مرضاه بحسه الإنساني قبل الحس المهني.
وقد زارني ثاني يوم الساعة الحادية عشرة صباحاً وقد كنت جالسة على الكرسي ولم أكن أتخيل او احلم أن استطيع الحركة ثاني يوم من العملية ولكني بحمد الله استطعت المشي الساعة الثالثه صباحاً بمساعدة الممرضة ثم عدت للمشي مرة أخرى صباحاً واستطعت الجلوس وقد رأيت فعلاً صدق كلامه جزاه الله كل خير وأخبرته بفرحتي بأني قادرة على الحركة عند زيارته وقد رأيت الفرحة في وجهه أكثر من فرحتي ..
وكانت المفاجأة زيارته لي في ثالث يوم وقد كان يوم الجمعة أجازة الاطباء وكنت أعلم أنه لن يأتي ولكن تفاجأت بمجيئه بعد الساعة الواحدة ظهراً ليطمئن علي وعلى التطورات ..
كما أنني لم أتخيل أن استطيع الخروج من المستشفى بعد ثلاثة أيام ولكن بقدرة الله ورحمته إستطعت ذلك وأنا سعيدة بالتجربة الرائعة التي خرجت منها معافاة بفضل الله وقادرة على الحركة والمشي وكأنني ولدت ولادة طبيعية وليست قيصرية والحمدلله من قبل ومن بعد والفضل له ثم للدكتور أنس الرائع جعل الله عمله معي ومع غيري في ميزان حسناته..
وبعد خروجي بيومين حدث لدي انتفاخ في القدمين بسبب جلوسي الكثير وعدم المشي في المنزل وعند اتصالي به اخبرني بالحضور فوراً و قد كان الوقت متأخراً ولكنه بأخلاقه المهنية الرائعة وإهتمامه الشديد بمرضاه أمر طبيبة النساء والولادة المناوبة ليلاً الاهتمام بي وإخضاعي للأشعة للتأكد من سلامة سريان الدم في القدمين والحمدالله كان كل شيء على مايرام. وعدت للمنزل واردت ان اتصل به لأطمئنه ولكني خجلت من كثرة إتصالي .. وتفاجأت بإتصاله في اليوم التالي للإطمئنان.. ماذا أقول عن طبيب يجعلك تنسى أنه طبيب ولاترى في حضرته الا سمو الاخلاق ورقي المعاملة وكأنك أحد من اهله يطمئن ويتابع وليس فقط طبيب يعاملك بماتقتضيه مهنته..
هذه هي قصتي الرائعة التي اراها حكاية من الف ليلة وليلة لم أتوقع أن تسير أحداثها بهذه السهولة والروعة والأحاسيس الممزوجة بالفرح والإمتنان لله الواحد المنان ثم لطبيبي الفاضل د. أنس المرزوقي..
أجمل مافي حكايتي أنني كنت أتمنى الولادة الطبيعية حتى أستطيع الحركة سريعاً ولكن الله سبحانه وتعالى قدر لي القيصرية لأرى أن القدرة كلها بيد الله وأن ماكنت أتمناه في الطبيعي رزقني الله إياه في العملية القيصرية اللهم لك الحمد والشكر دائماً وابداً..
وله الحمد أن يسر أمري بالوصول الى الدكتور أنس وجعله سبباً رائعاً في تحقق أمنيتي بعد الله ..
ولا أبالغ الآن ان قلت أنني اصبحت أتمنى أن أعيد التجربة مرات ومرات وأسأل الله أن يرزقنا جميعاً الذرية الصالحة والصحة والعافية..
وبكل أمانة أقولها.. لم أرى طبيباً يتابع مرضاه كما يفعل د. أنس .. ولم أرى طبيباً من قبل يتصل بنفسه ليتابع صحة مريضته ويطمئن كما يتابع فحوصاتها سواء كان موجوداً في المستشفى او خارجها.. او طبيباً يأتي في يوم إجازته ليطمئن على صحة مرضاه.. هذا هو الدكتور أنس المرزوقي الذي لن توفيه كلماتي مهما كتبت وزدت حروفاً فوق حروف..
فأنت ياطبيبي الرائع كنت سبباً بعد الله في زوال عقدة نفسية عايشتها سنوات وخوف وهلع زال بعد هذه التجربة الرائعة بفضل الله ..
لك كل شكري وتقديري لإهتمامك وروعة أخلاقك ورقيك فأنت نعم المثال لكل طبيب يخاف الله في مرضاه قولاً وعملاً.
اليك د. أنس المرزوقي ... مع التحية.