دور المجتمع والثقافات في الدورة الشهرية ، الأثر على عمل المرأة
دور المجتمع والثقافات في الدورة الشهرية ، الأثر على عمل المرأة
دور المجتمع والثقافات في الدورة الشهرية ، الأثر على عمل المرأة
تزامن الحيض
يُطلق على العملية التي تصف تقارب بدايات الدورة الشهرية لإمرأتين أو أكثر بعد عيشهن مع بعضهن البعض بالتزامن الحيضي (بالإنجليزية: Menstrual synchrony)، وتُعرف أيضاً بتأثير مكلينتوك (بالإنجليزية: McClintock effect) نسبة إلى مارثا مكلينتوك التي أجرت دراسة عن الموضوع ونشرت مقالة عنها في مجلة نيتشر في بداية سبعينيات القرن العشرين، وقد اقترحت مكلينتوك أن الفيرومونات هي ما يسبب التزامن، بينما افترض آخرون فرضيات أخرى كالتزامن مع دورة القمر أو التآلف العاطفي.
أيدت مجموعة من الدراسات نتائج مكلينتوك ما أكسب عملية تزامن الحيض اهتماماً ملحوظاً في وسائل الإعلام، ولكن نُشرت لاحقاً العديد من المقالات التي أوردت عيوباً في منهجية مكلينتوك والطرق التي استخدمتها في دراستها، كذلك فشلت الدراسات الأخرى في ملاحظة التزامن الحيضي، ونالت الفرضيات المقترحة لشرح آلية حدوثه النقد من الوسط العلمي، واختتمت مراجعة للموضوع أجريت في 2013 أن التزامن الحيضي ليس إلا نظرية خاطئة، ومع ذلك فالتراث البشري لا يخلو من الأساطير والاعتقادات التي قد تصب في منحى تأثير مكلينتوك فمجموعات الكونغ مثلاً -وهي من شعب بوشمن الذي يعيش بصحراءكالاهاري جنوب إفريقيا- تعتقد أن المرأة إذا ما شاهدت آثار دم الحيض على امرأة أخرى أو أُخبرت بأن تلك المرأة قد بدأت دورتها فستبدأ هي بالحيض بدورها.
تأثير دورة القمر
حوامل
يُعتقد على نطاق واسع أن للقمر تأثيراً على خصوبة المرأة بحكم التشابه بين طول دورة القمر وطول الدورة الشهرية، وترجع أسس هذا الاعتقاد إلى العصور القديمة، فمثلاً ذُكر في بعض الآثار البابلية أو الآشورية القديمة أن "خصوبة المرأة تعتمد على القمر"، كما يُروى أن نساء اليوراك -وهم من الهنود الحمر أو سكان أمريكا الأصليون- كن يحضن في نفس الوقت وأن هذا الوقت يحدده القمر وأن المرأة إذا ما حاضت منفصلة فيمكنها العودة للمجموعة إذا ما جلست تحت ضوء القمر وتحدثت إليه، وقد وُضعت عدة فرضيات لتأثير القمر منها ما يُعزي ذلك التأثير إلى ضوء القمر أو إلى جاذبيته، ومما يدعم ضوء القمر قدرته المعروفة على التأثير على النشاط الجنسي لبعض المخلوقات الحية كالمرجان، ومما يدعم جذابية القمر في المقابل قدرتها الجلية على التسبب بظاهرة المد والجزر في البحار والمحيطات ما يجعل من قدرتها على التأثير على جسم الإنسان الذي يحتوي بدوره على كمية كبيرة من الماء أمراً متوقعاً.
ولكن فشلت الدراسات العلمية -وعلى النقيض من الفرضيات التي تقترح تأثيراً للقمر ودورته على الدورة الشهرية- في إثبات أي علاقة حقيقية بين الدورتين، فلا يظهر أن لضوء القمر أي تأثير على الدورة الشهرية في إناث البشر، لأنه يُشكل بالمجمل مصدراً ضئيلاً للضوء الذي تتعرض إليه معظم النساء في حياتهن العامة، بل وحتى في القرى الإفريقية التي لا تتوفر فيها الإنارة الكهربائية ويقضي فيها القرويون معظم ساعات الليل في التحدث والنوم في العراء فإن العلاقة غير موجودة، وبينما تبدو جاذبية القمركبيرة فإن تأثيرها على جسم الإنسان لا يتجاوز في الواقع تأثير قوة الجذب التي تسببها البعوضة عندما تقف على الذراع، وذلك لأن مقادر قوة الجاذبية بين جسمين يعتمد على كتلتيهما وعلى المسافة بينهما، كما أن الربط بين الماء في جسم الإنسان ومياه البحار والميحطات لا يتصف بالدقة، فالماء في جسم الإنسان محجوز فيه بينما المياه في البحار والمحيطات غير محجوزة، وعليه فإن الاستناد على ذلك في إثبات وجود أثر لجاذبية القمر على الإنسان باطل.
وأعزي التشابه بين طول دورة القمر وطول الدورة الشهرية إلى المصادفة.
الأثر على عمل المرأة
شرعت بعض الدول -معظهما دول آسيوية- إجازة خاصة تسمح للمرأة العاملة بأخذ إجازة مدفوعة أو غير مدفوعة الأجر في فترة حيضهن، ومن الأمثلة على هذه الدول: اليابان، وكوريا الجنوبية، وإندونيسيا، وتايوان.
لكن تبقى هذه الإجازة قضية خلافية خاصة وأن البعض يعتبرها تمييزاً على أساس الجنس أو يعتقد أنها تقلل من كفاءة العمل.