توبيخ الطفل امام الاخرين ، الاثار المترتبة على توبيخ الطفل
توبيخ الطفل امام الاخرين ، الاثار المترتبة على توبيخ الطفل
توبيخ الطفل امام الاخرين ، الاثار المترتبة على توبيخ الطفل
![](http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1455753271_788.jpg)
لتوبيخ أو تأنيب الطفل هو وسيلة منتشرة لتهذيب الأطفال، واشعارهم في نفس الوقت بالمهانة، واشعار الطفل أن ما يبذله من مجهود لا يكفي. وهذا الاسلوب يترك ندوباً لا تُمحى مدى الحياة في نفسية الطفل.
هذا الأسلوب يستخدمه الأهل في كل البيوت تقريباً. وهو لا يمارس عن قصد وإنما هو نتاج ما توارثه الآباء جيلاً بعد جيل. هذا الأسلوب ليس ببعيد عنا جميعاً، وابسط أمثلته هو “لا تبكي كالأطفال”، “أنت طفل غير مهذب” و” هل انت غبي؟” بالاضافة للتوبيخ العلني للطفل أمام أقرانه أو أمام باقي أفراد الأسرة.
مفهوم “الذات”
حوامل
“الذات” هي الصورة التي نحتفظ بها لأنفسنا بداخلنا. وتحتوي على نسخة من طبيعتنا، وقدراتنا، والتصرفات النموذجية لطبيعتنا في المواقف المختلفة. وتنمو هذه الصورة من الطفولة من خلال المواقف المختلفة. وتترسخ تلك الصورة من رأي الآخرين فينا. وعند استعمال الآباء لأسلوب التأنيب والتوبيخ المهين، وتوجيه عبارات للطفل مثل أنه “غبي” أو أنه “لا يستطيع التصرف” أو أنه “غير مؤدب” تترسخ هذه الصورة في نفس الطفل وتصبح هي مفهومه عن “ذاته”. مما يؤدي إلى تخبط في قراراته وتحطم نفسيته في الكبر. وعندما نظل نزرع في الطفل انه سيء التصرفات فانه بالفعل عندما يكبر سيتصرف على أنه سيء بدون وضع اعتبار لرأي من حوله، فهكذا يراه الناس أصلاً!
الطريق الأسهل
نحن لدينا عادة في اختصار الحكم على أى طفل بسلوكه فقط ولا ننظر إلى نفسية الطفل وراء هذا السلوك. والطريق الأسهل هو التأنيب لأنه يأتي بنتائج فعالة وسريعة. ولكن الأصح هو محاولة تقويم الطفل، وتعليمه بالهدوء، وافهامه نتيجة افعاله، وارشاده إلى الطريق الصحيح. وهذا بالطبع يحتاج إلى مجهود ووقت أطول، ولهذا كلنا ننزلق إلى الطريق الأسرع والأسهل والفعال من وجهة نظرنا وهو للأسف الطريق الخاطئ.
العواقب
التوبيخ لا يقلل من ارتكاب الطفل للسلوك السيء، وقد يرتكب نفس السلوك من وراء الأهل. ويؤثر التوبيخ على نفسية الطفل على المدى البعيد في أنه يريد أن يفرض عقابه على الجميع. وينمو ذلك الطفل وهو عدواني وله سلوك مدمر للنفس، ولا يستطيع الالتزام في علاقات طويلة المدى. وقد يصل الأمر إلى العيش في عزلة ويقوم الطفل بتعويض شعوره الذاتي بالامتهان إلى شعور بالتعالي على الآخرين والتنمر والمعاملة السيئة.
الطرق البديلة
هناك العديد من الوسائل البديلة للتوبيخ المهين، ومنها التعليم أثناء اللعب حيث أنه أثناء اللعب يكون الطفل متفتح للتعلم، واستقبال المعلومات بشدة ويمكن تعليمه الحدود والسلوك. أيضاً التربية الظرفية عليك الاستفادة منها بشكل سليم، وهي ما ينتج عن الظروف اليومية والمواقف الاعتيادية ومنها يمكنك تمرير نصيحة أو تمرير معلومة بداخل كل موقف بدون اهانة للطفل أمام الناس، مع تعليمه كيفية الخروج من المشاكل.