تعبير الطفل عن نفسة ، طرق تشجيع الطفل
تعبير الطفل عن نفسة ، طرق تشجيع الطفل
تعبير الطفل عن نفسة ، طرق تشجيع الطفل
نا نتمنى أن يتمتع أطفالنا بثقة النفس والقدرة على التعبير عن أنفسهم لكي يساعدهم ذلك على النجاح والتميز، و لكن يجب أن يقوم الأبوين بعدة أمور هامة تعزز ثقة الطفل بنفسه و تمنحه القدرة على التعبير عن نفسه.
البيت الذي ينشأ فيه الطفل والبيئة التي تحيط به أهم عاملان في تنشئة طفل يستطيع التعبير عن مشاعره، إذا كان أفراد الأسرة والأشخاص المحيطون بالطفل سعداء وعلى وفاق غالباً سيستمتع الطفل بقدرته على التعبير عن نفسه وعلى التواصل والتجاوب مع الآخرين. كما أن الشدة الزائدة عن الحد تخيف الطفل ولا تعطيه الفرصة لحرية التعبير عن نفسه.
إن بناء ثقة طفلك بنفسه تتحقق عن طريق بناء علاقة قوية بينكما تقوم على الثقة، مثل: إعطاء الكثير من الفرص للطفل للاختيار وتحمل المسئولية، إشعاره أنه مقبول وينال التقدير الكافي، و لكن يجب أن تكوني قريبة منه تشجعيه وتكوني قبل كل شيء قدوة حسنة بالنسبة له.
بناء علاقة أساسها الثقة
تبدأ هذه العلاقة منذ الولادة، فاستجابتك لبكاء طفلك، إحاطته بالاهتمام و الرعاية، فهم احتياجات الطفل من طريقة بكاءه و تلبية رغباته يؤكد للطفل أنه مهم و أنه يتلقى الاهتمام الكافي، و كل هذا يبني الثقة بينكما. كما أنه مع الوقت
يستطيع الأبوان التعرف على الإشارات التي تدل على أن طفلهما سيبكي وبالتالي يقومان بالاستجابة له حتى قبل أن يبكي وهو ما يعلم الطفل طرقاً مختلفة للتعبير عن نفسه. عندما يشعر الطفل بالأمان وأن هناك من يرعاه ويهتم به يبني بداخله الكثير من الثقة.
إعطاء الفرص لتحمل المسئولية
لا يجب إجبار الطفل على إطاعة الأوامر طوال الوقت، بل ينصح بأن يتعلم الطفل كيف يتحمل المسئولية، يُعطَى الطفل فرصاً لحل المشكلات والمبادرة في القيام بأنشطة، سيدعم هذا ثقته بنفسه، وينمي مهارته في الاعتماد على النفس وتعليمه كيفية اتخاذ القرار، وسيرى أنه إنسان متمكن وفي الغالب ستكون لديه القدرة والمهارة على حل المشكلات وتحمل المسئوليات لأنه يؤمن بقدرته على النجاح.
إعطاء الطفل الفرصة للاختيار، مثل: ماذا يرتدي، ماذا يريد أن يأكل، الصحن الذي يريد أن يأكل فيه واختيار لعبته هذه كلها اختيارات بسيطة لكنها تبنى بداخله شعور بقيمته وقيمة رأيه، إن مجرد السماح للطفل باختيار بعض الأشياء البسيطة يعطيه الفرصة لممارسة الحكم الذاتي في بعض الأمور التي تخصه. و لكنه يحتاج في نفس الوقت لحدود يختار من خلالها، على سبيل المثال: ترك الطفل لاختيار الطقم الذي سيرتديه من بين جميع ملابسه سيكون شيء صعب بالنسبة له وقد يربكه، لكن تحديد طقمين أو ثلاثة لكي يختار من بينها يكون أسهل له.
يحتاج الطفل أيضاً أن يتعلم أن يكون مسئولاً عن نفسه وأن تكون لديه القدرة على تسلية نفسه والمبادرة في القيام بأنشطة، فهو بحاجة إلى توازن بين وقت اللعب المسلي ووقت ممارسة الأنشطة المنظمة مثل: ترتيب غرفته، ألعابه، حل الواجبات و تناول الوجبات الرئيسية..إلخ .
إعطاء الطفل الفرصة لحل المشكلات واختيار الحلول هي طريقة أخرى تُعلم الطفل تحمل مسئولية نفسه، ويحذر الخبراء من الضرر الذي قد يلحق بالطفل إذا ما تلقى دائماً المساعدة في كل أموره، فالآباء لا يجب عليهم الإجابة عن كل التساؤلات و إعطاء الطفل طرق تعلمه التفكير و الوصول إلى الإجابات، كما يجب عليهم أن لا يبادروا في جلب كل ما يقع من الطفل، إذا وقعت لعبة الطفل يجب ترك الفرصة له لأن يجلبها بنفسه و إذا لم يبادر الطفل يتم توجيه الأمر له بشكل محبب، و لكن إن كانت بعيدة عنه يتم مساعدته في الوصول إليها. كل هذا يعلم الطفل تحمل المسئولية.
تقبل الطفل وتقديره
من المهم أن يشعر الطفل منذ سن مبكر أن لرأيه أهمية، يجب أن يستمع الأبوان إلى ما يقوله طفلهما ولا يشعراه بأنهما قُضاة على ما يقول حتى وإن كان رأى الطفل خطأ، يجب أن يشعر بأن رأيه قد نال الاهتمام.
الاعتراف بمشاعر الطفل والاستماع له باهتمام ومساعدته على إيجاد الحلول بنفسه سيدعم بشكل كبير إيمانه بقدراته. فهو يشعر بسعادة عندما يحاول حل مشكلاته بنفسه وفي المرة التالية سيصبح أكثر ثقة بنفسه. إن الاستماع دون الاستفاضة في إعطاء النصائح شيء هام وفعال للغاية خاصة مع المراهقين الذين قد يتعمدون إخفاء مشاعرهم خوفاً مما سيتلقونه من نصائح و آراء قد تفرض عليهم بدلاً من الاستماع لهم.
إلى جانب أهمية تشجيع الطفل على التعبير عن نفسه، فإن تعليم الطفل الأساليب السليمة للقيام بهذا التعبير ليس أقل أهمية. إن تعليم الأطفال الصغار لغة التعبير وطرق مختلفة للتواصل سيعطيهم الأدوات التي تمكنهم من أن يندمجوا بالشكل السليم مع المجتمع. اجعلي الطفل يرى صوراً لأطفال آخرين يعبرون عن مشاعر مختلفة واسأليه ماذا يشعر هذا الطفل أو ذاك، وعلمي طفلك كلمات تساعده في التعبير عن المشاعر المختلفة مثل سعيد، حزين، غضبان واجعليه يستخدم هذه الكلمات في التعبير عن مشاعره هو أو عما يرى من مشاعر الآخرين.
حوامل
كوني قريبة، مشجعة و قدوة حسنة لطفلك
اجعلي طفلك يشعر أن بإمكانه أن يأتي إليك كلما احتاج إليك، امنحيه دائماً مساندتك وتشجيعك، وذلك لا يعنى أن تبالغي بأنه قد قام بعمل عظيم خاصةً إذا لم يكن قد قام بعمل جيد. وكوني واضحة وأظهري نقاط قوته. على سبيل المثال: قولي”أنا أحب كل الألوان التي استخدمتها في لوحتك” أو “أنت أصبت في هجاء هذه الكلمات “، فالأطفال يستطيعون تمييز المجاملات التي لا تكون في محلها.
تذكري أيضاً أن من أفضل طرق تعليم الطـفل هي مشاهدة و معايشة القدوة الحسنة. لابد وأن يراجع الأبوان الطريقة التي يتواصلان بها مع أطفالهما ومع بعضهما البعض وما إذا كانا يعبران عن مشاعرهما بطرق سليمة. الطفل يتشبع بتصرفات وسلوكيات أبويه ويقلدها.