معنى الآية إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون.
قال السائل :
إنّنا نعلم أن الله تعالى يقول للشىء كن فيكون قلتم إن الله خلق السموات والأرض في ستة أيام واليوم مقداره كألف سنة فلم لم يخلق الله تعالى السموات والأرض في لحظة؟
الجواب عن هذا السؤال أن الله تبارك وتعالى أراد تعليم عباده التأنيَ في الأمور والتروي وعدم الاستعجال، وأمّا قولُه تعالى: {كن فيكون} فليس معناه أن الله تعالى يخلق كل العالم في لحظة واحدة إنما معناه يخلُق العالم بدون تعب بدون مشقّة بدون ممانع يمانعه.
الله تعالى أراد أن يعلّم عبادَه التأني في الأمور لذلك لم يخلق في لحظة واحدة السمواتِ والأرض بل خلقهما في ستة أيام كلُ يوم من هذه الستة أيام مقدار ألفِ سنة.
أما قولُه تعالى {إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون} ليس معناه أن الله تعالى خلقَ كلَ ما خلقَ في لحظة، إنمّا معناه يخلق الشىء بدون تعب بدون مشقة بدون ممانع، لأن الله تعالى منزه عن الحركة والسكون وعن المسّ ، وإنما بمجرد مشيئته وعلمه الأزلي وقدرته الأزلية كوّنَ هذا العالم، شيئاً فشيئاً كونه، ما كونه دَفعةً واحدة كوّنَ قبل كل شىء الماء خلق الماء ثم بعدَ الماء العرش من الماء خلقه، ثم بعد العرشِ القلم الأعلى، وهو غيرُ أقلامنا هذه غير الأقلام التي نحن نعرفها، ثم اللوح المحفوظ ثم بعدَ ذلك بخمسينَ ألف سنة خلقَ السموات والأرض هكذا جاء في حديث رسولِ الله ، هذا الكلام مأخوذ من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. اهـ
ليس معنى {أن يقول له كن فيكون} أنه كلما أراد أن يوجِد شيئًا من مخلوقاته يقول له -كن- أي بهذه الكلمة المركبة من كاف ونون. هذا غير معقول لأن الله يخلق في اللحظة الواحدة ما لا يدخل تحت الحصر فكيف يعقل أنه ينطق بعدد كل ما يخلق بهذه الكلمة كن باللغة العربية والله تعالى كان قبل اللغات، إنما هذا عبارة عن إيجاده تعالى الأشياءَ بدون تعب كما أن الإنسان يكون أسهل شىء عليه التلفظ بكن لا يعاني منه مشقة، فالله تعالى ذكر هذا تفهيمًا للمعنى لإفهام الخلق، قال الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه: -القرءان امثال ومواعظ- أي ليس كل القرءان على ظواهره.