الفرق بين الرّواية والقصّة في الخصائص والسرد
تجتمع الرّواية والقصّة في الكثير من الخصائص ولكنهما يختلفان في غيرها، ويمكن تبيّن الفرق بينهما بالتركيز على النقاط التالية:
الشخصيّات: تحتوي كل من الرّواية والقصّة على الشخصيّات فهي المحرك الرئيسي للأحداث، ولكن الرّواية تشتمل على عدد أكبر من الشخصيّات التي تنقسم إلى شخصيّات رئيسية وأخرى ثانوية، في حين أن القصّة تضم عددًا أقل من الشخصيّات وغالبًا ما تكون شخصيّات رئيسية فقط، ويمكن للقصة أن تقتصر على شخصية رئيسية واحدة تدور حولها أحداثها.
الأحداث: لا يمكن للسرد في القصّة أو الرّواية أن يستمر دون أحداث، وتختلف الأحداث بين الجنسين حيث تشتمل الرّواية على عدد من المواقف التي تمتدّ في الزّمان والمكان والتي تتولد من بعضها البعض، أمّا القصّة فتدور في فلك حدث واحد لا يمتد كثيرًا في الزّمان. الحجم: لا يمكن للقصة أن تتجاوز بعض صفحات أمّا الرّواية فيمكنها أن تمتد إلى مئات الصفحات نظرًا لكثرة أحداثها وطول الفترة الزمنية التي تدور فيها الفصول.
الزّمان والمكان: نظرًا لقلة الأحداث في القصّة فإنّها تدور في أطر زمانيّة ومكانيّة محدودة جدًا، أمّا الرّواية فتتطلب تعددًا للفضاءات المكانية التي تدور بها أحداثها الكثيرة والتي يمكن أن يستغرق وقتها عشرات السنين لذلك فهي تتطلب أزمنة كثيرة مختلفة.
القضيّة أو القصايا المطروحة: تتطرق القصّة إلى قضيّة واحدة أو جانب واحد متعلق بالشخصية الرئيسية فيها وغالبًا ما تكون تلك القضيّة أخلاقية أو اجتماعية، أمّا الرّواية فتنفتح على عدد كبير من القضايا المختلفة والمتشعبة وهي قضايا لا تقتصر على وجه واحد من حياة الإنسان بل تشمل عددًا كبيرًا منها سواء كانت سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية أو وجودية أو عاطفية أو غيرها.
الحبكة: هي الأحداث المتتابعة والمتسلسلة التي تتشكل منها القصّة أو الرّواية، وهي لحظة التأزم في السرد، وتكون في القصّة قصيرة سريعة الحل فتنتهي بها القصّة، أمّا في الرّواية فهي ممتدّة ومتشعّبة ولا تخضع لسيرورة زمنيّة مضبوطة.
الحوار: يعد الحوار محركًا للأحداث والمولد الرئيسي لها في الرّواية؛ فهو الكاشف عن العلاقة بين الشخصيّات والمساهم في تأزّم الأحداث أو انفراجها، في حين لا يحظى الحوار في القصّة بذات الأهمية نظرًا لرمزيتها والتكثيف الغالب عليها.