ظاهرة وحام كره الزوج خلال الثلث الأول من الحمل
تمرّ المرأة الحامل بالتقلبّات النفسية الشديدة التي تؤثّر على أمور عدّة في حياتها وفي تصرفّاتها، وقد ينال الزوج جزءًا من هذا التقلب النفسي، بحين أنّ هناك عددًا منهم ممن يستنكر هذا الأمر بشدة ولا يتقبله، وهناك الكثير من النساء ممن تتغيّر حياتهم الزوجية بشكل ملحوظ بسبب حالتهم المزاجية التي تمنعهم من احتمال أي أمر بما في ذلك الزوج سواء على المستوى العاطفي كتغيّر المشاعر ، فتجدهن قد بغضن أزواجهن لدرجة إنكار تصرفاته وتقربّه وكلامه ورائحته وحتى رؤيته خصوصاً خلال الثلث الأول من الحمل، فما الأسباب المؤدية إلى ظاهرة وحام كره الزوج ؟
ما هي هذه الظاهرة؟
إن ظاهرة "وحام كره الزوج"، والتي تبدأ أعراضها في الأسابيع الأولى من الحمل، تشعر خلالها الزوجة بكُره رائحة زوجها، والشعور بالانقباض والخوف والرغبة في الهروب من المنزل أثناء دخوله، عدا عن الشعور بتقلص أمعائها والرغبة في التقيؤ إذا حاول الاقتراب منها.
فيما تشير العديد من الدراسات إلى أن الوحام يؤثر على العلاقة الحميمية، ما يسبب نفور الزوجة من زوجها وعدم رغبتها بإقامة علاقة حميمية معه، الأمر الذي ينعكس عليه أيضاً ويشعر تجاهها بحالة من النفور الجسدي. وفي الشهور الأخيرة تحديداً.
إقرأي أيضا : عزيزتي الحامل إحذري الحمى خلال الثلاثة الأشهر الأولى من حملك
وحسب الدراسات، تنزعج الزوجة الحامل عندما ترى زوجها يعيش حياته بشكل طبيعي، بخلاف حالتها النفسية التي تعيشها، لذلك لا تجد أمامها أحداً تفرغ فيه غضبها سوى زوجها، فلا تحتمل وجوده بقربها، ولكن سرعان ما تعود هذه الحالة إلى طبيعتها بعد الولادة.
أسباب كره الزوجة لزوجها أثناء الحمل:
هناك عدّة أسباب مؤدية إلى هذا الأمر، كلّها مرتبطة بالتغيّر الطارئ على هرمونات المرأة الحامل والتقلّب المزاجي والنفسي، وأكثر ما يحدث هذا الأمر في فترة الوحام خلال الأشهر الأولى، وقد يمتدّ لأكثر من ذلك ولكنه سيعود الأمر لطبيعته ما إن تلد جنينها، ومن هذه الأسباب ما يلي:
الشعور بالدوار والغثيان الدائم خلال الفترة الأولى من الحمل اتجاه أي شيء، فلا يقتصر هذا الأمر على الأطعمة فقط، فقد تشعر بذلك عند سماع الأصوات أو شمّ بعض الروائح أو التكلّم عن أمر ما، وقد يكون وحامها أصلا متعلّق بكره الزوج.
التقلّب النفسي الحادّ التي تمرّ به خلال هذه الفترة والذي يزيد من عصبيتها وتوترّها وسرعة استفزازها ونفاذ صبرها أو قلة احتمالها لبعض الأمور. التعب الجسدي وكثرة الإرهاق، فهذا الأمر من الأسباب المؤدية إلى ذلك، وخصوصًا إن كانت عليها المسؤولية في أمور لا تستطيع القيام بها أو إن لم تجد الراحة المناسبة.
إقرأي أيضا : للشهر الأول نصائح خاصة على الأم مراعاتها تعرفي عليها
قلّة تفهّم الزوج لزوجته في هذه الفترة وعدم مراعاة حالتها ووضعها ومشاعرها قد يزيد من كره الزوجه لزوجها، فبرغم كل ما تمرّ به فيجب أن يعاملها الزوج كالطفلة ويسايرها قليلًا، بجانب أنّه يجب أن لا يطلب منها ما لا تحتمل فعله، ولا يعايرها على أسلوبها، يتركها وشأنها حتى تهدأ ولا يجبر نفسه عليها.
قد لا ترغب في القيام بالعلاقة الجنسية لخوفها على جنينها وثبات حملها، أو لشعورها بالثقل والآلام الشديدة وهذا عند كبر بطنها، كما انّها قد تفضّل النوم والراحة أكثر من أي أمر آخر. جينات الجنين وجنسه، قد يعتبر هذ الأمر سببًا من أسباب كره الزوجة لزوجها أثناء الحمل، فإن كانت جينات الجنين الذكرية أقوى أو إن كان جنسه ذكرًا فقد لا ترغب المرأة في زوجها وقد يقل حبها له لتشبّع جسدها بصفاته الذكرية.
هذه هي أبرز الأسباب المؤدية إلى كره المرأة لزوجها في فترة الحمل، وهناك الكثير ممّن يؤثّر هذا الأمر على استمرارية الزواج وبالتالي اللجوء إلى الطلاق برغم أنّه من الأمور التي ستزول بعد الولادة أو بعد فترة الوحام؛ لذلك على الزوجين أن يتصرّفان اتجاه هذه المشكلة بوعي أكبر مع ضرورة تفهّم الزوج لزوجته وفهم هذا الأمر الذي لا يمكن للحامل السيطرة عليه.
إقرأي أيضا : تعرفي على أسباب العصبية الزائدة في بداية الحمل؟
هل هناك علاج لهذه الظاهرة؟
في الواقع هناك أدوية عديدة تُباع في الصيدليات لتخفيف آثار الوحم، ولكنها فشلت في منع كره الزوجة لزوجها أو النفور منه، والأسوأ أن تناول تلك الأدوية قد تُحدث ضرراً للجنين والأم لاحتوائها على تركيبات كيميائية مصنعة تدخل في جميع الأدوية، كما قد يسبب تناولها تكوّن الحصى في الكلى للأم، أو زيادة في معدل وظائف الكلى الطبيعي.