قبل الإجابة على هذا السؤال، يجب أولاً أن يخضع الزوجان لفحوصات مختلفة، كما أسلفنا للتأكد من عدم وجود أسباب تعيق الحمل، ومعرفة إذا كان الامكان العلاج بطرق أبسط. ومثال على هذه الفحوصات فحص الدم، والحيوانات المنوية، والرحم وقناتي فالوب....الخ وعند البدء بالعلاج يجب اتباع ما يلي:-
1- يعتبر أول يوم تلاحظ في الزوجة نزول الدم سواء كان نهاراً أو ليلاً، قليلاً أو كثيراً، فاتحاً أو داكناً هو أول يوم في الدورة وعليها أن تحضر الى المركز وتخضع للفحص بواسطة جهاز الأمواج فوق الصوتية.
2- أخذ الحقن اللازمة لحث المبيض على زيادة انتاج الحويصلات التي تحتوي على البويضات في داخلها ويجب التقيد باليوم والكمية التي يحددها الطبيب.
3- مراجعة الطبيب بالوقت الذي يحدده لأن الوقت مهم حتى يتمكن من رصد الاباضة لتحديد يوم جمع الحويصلات من كلا المبيضين.
4- أخذ حقنة H.C.Gفي العضل في الساعة التي يحددها الطبيب ويجب التقيد بالموعد حتى لا تتم الاباضة قبل جمع البويضات.
5- اتباع التعليمات بشأن الجماع وعادة ينصح الطبيب على أن تكون طبيعية ويفضل امتناع الزوج عن الجماع قبل سحب البويضات بحوالي ثلاثة أيام.
7- أخذ العلاج المهدئ الموصوف من قبل الطبيب ليلة العملية وصباح يوم العملية.
لماذا تفشل عملية أطفال الأنابيب أحياناً ؟
أغلب الأزواج يلجأون الى أطفال الأنابيب كأمل أخير حيث أنها جعلت من حلم حقيقة. في السنوات الثلاثة الأخيرة أجريت في العالم أكثر 35 ألف تجربة لأطفال الأنابيب وكانت النتيج70-80% من الأزواج نجحت معهم التجربة بعد تكرار أربع محاولات وكانت نسبة النجاح 60-65% بعد المحاولة الثالثة.
1- ان نسبة النجاح تقل كلما تلّ عدد البويضات المنقولة، فإذا نقلت أربعة أجنة فإن نسبة النجاح تصل الى40% وإذا نقلت ثلاث تصل النسبة الى 35% وإذا نقل جنينين تصل النسبة الى 25% أما اذا كان جنين واحد فإن النسبة تكون 17% . وهنا تظهر مشكلة وهي أنه كلما أدخلت أجنة أكثر الى الرحم كانت نسبة النجاح أعلى. لكن نسبة حمل التوائم عالية أيضاً وتعدد الأجنة هذا قد يسبب بعض المضاعفات في فترة الحمل للأم والأجنة كازدياد نسبة فقدان الحمل ( الاجهاض)، أو الولادة المبكرة، ولذا لا ننصح بإعادة أكثر من ثلاث أجنة أو اثنين في معظم المراكز، عدا بعض الاستثناءات مثل كون عمر المريضة تجاوز 40 عاماً وتعاني من مرض بطانة الرحم Endometriosis مثلاً. وقد تعرضت لست محاولات سابقة ولم تنجح، فهنا يمكن اعادة أربعة أجنة حتى تكون هناك أمامها فرصة أكبر للحمل.
2- تتأثر الأجنة بنوعية البويضات ونوعية الحيوانات المنوية، ومن الممكن أن يُطلب من الزوج عينة أخرى من السائل المنوي إذا لم يتم حدوث الاخصاب وذلك لإعادة المحاولة.
3- كلما زاد عمر المرأة تكون نسبة النجاح عملية طفل الأنابيب أقل ويمكن أن يكون ذلك بسبب أن البويضات الأكبر عمراً تكون أقل قابلية للتلقيح.
4- تشوه الأجنة عندما يكون بسبب تشوه الكروموسومات وهنا فإن الأجنة لا تلتصق بجدار الرحم وحتى لو تم ذلك ينتهي الحمل بالإجهاض.
5- البطانة الداخلية للرحم :-
حيث أنها تستجيب لهرمونات الجسم وتتهيء تبعاً لذلك لاستقبال الحمل، ولكن في بعض الاحيان تكون ضعيفة بحيث يصعب التصاق الجنين بها.
ليس في علاج العقم ما هو مضمون ولكن ما هو مضمون حرصنا عليكم وحفظنا لخصوصياتكم والتزامنا السرية التامة. نخطو معكم خطوات ثابتة ندعمكم بها ونعتز بثقتكم ؛ ماضين بلا يأس فقد يكون الغد أكثر إشراقاً من اليوم وغيوم الغد قد تغدو سحابة صيف لا تصمد أمام شمس التفاؤل والأمل.
وتذكروا دائماً:
نحن هنا من أجلكم فلا تتردّدوا بالاستفسار عن كل ما يجول بخواطركم ومناقشة أي ملابسات تطرأ قبل أو خلال فترة المعالجة.
متمنين لكم أوّلاً ولأنفسنا ثانياً سداد الخطى والنجاح.
اعزائي القراء:
هناك طريقتان تعتبران تطويراً لعملية I.V.F.ونود هنا اعطاء فكرة عنهما:-
أ- طريقة Intra - vaginal Culture:-
وتتلخص هذه الطريقة بأنه بعد جمع البويضات توضع مع السائل المنوي في أنبوب يحتوي على مادة خاصة لنمو الأجنة Culture Media، ثم يوضع هذا الأنبوب في المهبل ويثبت في مكانه بواسطة سداد خاص. يُزال السداد والأنبوب من المهبل بعد 24-48 ساعة، وتفحص المكونات داخل الأنبوب للتأكد من حدوث الإخصاب. والجنين المخصب ينقل الى الرحم كما في الطرق المعروفة آنفة الذكر.
ب- طريقة Transport I.V.F:-
يتم تحفيز المبيض وسحب البويضات، ثم تنقل البويضات والسائل المنوي الى المختبر بواسطة حاضنة خاصة للنقل ويتم تحضير السائل المنوي، وبعدما يتم اخصاب البويضات بالسائل المنوي المحضر بالطرق المعروفة ويتم حضانة الأجنة لحين بلوغها النضج المعين، ثم تنقل الى جسم المرأة. إن هذه الطريقة باختصار هي نفس الطريقة السابقة ذكرها ولكن التكاليف أقل والجهد المبذول من قبل الزوجين في الذهاب والإياب أقل، خصوصاً إذا كانت منطقة سكنهما تبعد عن المركز الذي تتم فيه هذه العملية.
ملاحظة:
إن أغلب الأزواج يلجأون الى أطفال الأنابيب كأمل لتحقيق حلمهم ففي السنوات الأخيرة أجريت في العالم أكثر من 70 ألف تجربة لأطفال الأنابيب وكانت النتيجة أن 50-60% من الأزواج نجحت معهم التجربة بعد تكرار أربع محاولات.
إن العلم وتطوراته التي ليس لها حدود قد توصل إلى حل مشكلة معقدة جداً، ألا وهي، عندما تكون عدد الحيوانات المنوية عند الرجل قليلة جداً بحيث كان يُعتقد في السابق أن من المستحيل علاجها. أما اليوم فهناك طريقة بواسطتها تم التغلب بشكل كبير على هذه المشكلة المستعصية وسنذكر لكم هنا بأسلوب علمي مبسط بعض التفاصيل المهمة. تسمى هذه الطريقة بالحقن المجهري:-
Micro - assisted Fertilization (Micromanipulation)
تعتبر هذه الطريقة كما ذكرنا من الطرق الحديثة جداً في علاج العقم خصوصاً عند الرجل. وتتلخص في أن الشخص المتخصص بإجرائها يمسك بويضة واحدة بواسطة أنبوب خاص وباستعمال إبرة أصغر من شعرة الانسان بحوالي سبع مرات أو أكثر يمكن اختراق البويضة. وبهذه الطريقة يمكن ايصال عدد قليل جداً من الحيوانات المنوية ( وحتى حيوان منوي واحد فقط في بعض الأحيان ) إلى داخل البويضة ليتم إخصابها بشكل مباشر وهناك ثلاث طرق لإجراء هذه العملية:-
1- Partial Zona Dissection (PZD)وتسمى أحياناًZona Pellucida Drilling:-
وتتلخص هذه الطريقة في عمل ثقب في القشرة الخارجية للبويضة والتي تسمى (ZONA)وبمجرد إكمال هذه العملية تتم تكملة عملية الإخصاب كما في طريقة I.V.F.
2- Sub zonal Insemination (SUZI):-
والبداية في العملية تشبه طريقة PZD أي اجراء ثقب في القشرة الخارجية للبويضة ثم يتم ادخال بعض الحيوانات المنوية تحت الطبقة الخارجية للبويضة Beneath Outer Zonaوبهذه الطريقة يمر الحيوان المنوي الى السايتوبلازم للبويضة ليتم الإخصاب. لقد ثبت أن هذه الطريقة ناجحة جداً.
3- الحقن المجهري للبويضة Intracytoplasmic Sperm Injection (ICSI):-
وهذه الطريقة تعتبر المثالية والمفضلة حالياً وهي ناجحة جداً خصوصاً للرجال الذين يشكون من قلة الحيوانات المنوية بشكل كبير. وكذلك عندما يكون نوع الحيوان المنوي غير جيد. وتتلخص بادخال الحيوان المنوي مباشرة في سايتوبلازم الخلية ويستعمل حيوان منوي واحد فقط بخلاف طريقة طفل الأنابيب التي يتم وضع آلاف الحيوانات المنوية حول البويضة ويتم في هذه الطريقة حقن البويضة بعد إزالة الخلايا الملاحقة لها بواسطة ابرة رفيعة جداً ويحقن الحيوان المنوي داخل البويضة أي داخل السايتوبلازم وتستعمل في الحالات التالية:-
- عند وجود عدد حيوانات منوية قليلة جداً في المنى.
- عند فشل الاخصاب بطريقة طفل الأنابيب.
- في حالة انعدام وجود الحيوانات المنوية في المنى رغم وجودها ولو بدرجة قليلة جداً في البربخ أو الخصيتين يتم سحبها من البربخ (MESA) أو الخصيتين (PESA, TESE) وثم عمل الحقن المجهري. وقد أثبتت الاحصائيات أنّ معدل الحالات التي أجريت فيها هذه العملية بنجاح حوالي 70% كما أثبتت الاحصائيات أن البويضات التي تخصب بهذه الطريقة وتنقل إلى الأم تكون نسبة نجاح ولادة طفل حي بنفس معدل طريقة I.V.F وربما أكثر في بعض الاحيان.
سحب الحيوانات المنوية من البربخ والحقن المجهري للبويضة
Microsurgical Epididymal Sperm Aspiration (MESA + ICSI)
والرجل المستفيد من هذه الطريقة هو عادة الذي يشكو من احدى المشاكل التالية:-
* عدم تكون ( تخلق ) الحبل المنوي.
* وجود التهابات شديدة مثل السل الذي يتركز في المنطقة التناسلية، أو الأمراض التناسلية الأخرى التي تؤدي إلى انسداد القنوات الناقلة للحيوان المنوي والتي لا يمكن معالجتها جراحياً.
* إذا قُطع الحبل المنوي بطريق الخطأ مثلاً عند إجراء جراحة معينة ولم تنجح محاولات إصلاحه.
وتنجز هذه الطريقة بواسطة سحب الحيوانات المنوية من بداية اتصال البربخ بالخصية، وهي المنطقة التي تكون الحيوانات المنوية قد أنتجت فيها حديثاً ولديها أكبر فعالية في الحركة والقدرة على الإخصاب وبعد ذلك يتم إجراء الحقن المجهري للبويضة كما ذكرنا سابقاً.
استخلاص الحيوانات المنوية من الخصيتين والحقن المجهري للبويضة
استعمال Spermatids للحقن المجهري:
ذكرنا في طريقة TESE كيف يؤخذ الحيوان المنوي الناضج مباشرة من الخصية ثم يحقن في داخل سيتوبلازم الخلية. لقد اتضح العلماء بعد بحوث طويلة أنه يمكن استخدام الـ Spermatid أي الحيوان المنوي الذي لم يتم نضوجه بعد من الخصية وحقنه في سيتوبلازم الخلية مباشرة بطريقة ICSI. ونود هنا أن نعطي فكرة بسيطة لقرائنا الأعزاء عن كيفية نمو الحيوان المنوي حتى نضوجه ليتمكنوا من استيعاب هذه الفقرة أكثر. في داخل الخصية توجد خلايا تدعى Germ Cells في القنوات المنوية Seminiferous Tubules والتي فيها يتم نضوج الحيوان المنوي، وهذه التطورات باختصار:-
Germ Cells --> Spermatogonia -- > Spermatid -- > Spermatozoa (Mature Sperm)
ومن هذا المخطط العلمي البسيط يتضح لنا أنه عند سحب الحيوان المنوي من الخصية يمكن أخذه ناضجاً Mature Sperm أو مرحلة ما قبل النضوج Spermatid ويحقن في سيتوبلازم الخلية، ونحب الاشارة أن هذه الطريقة تستعمل حالياً وهي ناجحة
ونود التنويه هنا إلى أنه يمكن استخدام أشعة الليزر Laser Manipulation لعمل ثقب في جدار البويضة ومن ثم يتم حقن الحيوان المنوي في البويضة الأنثوية.
TESE (Testicular Exploration and Sperm Extraction).
PESA (Percutanuous Sperm Aspiration).
ويتم بواسطة هذه الطرق استخلاص الحيوانات المنوية من الخصية مباشرة إما عن طريق اجراء خزعات من الخصية (TESE) أو بواسطة سحبها من الخصية بواسطة إبرة (PESA) ومن ثم استعمالها للحقن المجهري للبويضة كما ذكرنا سابقاً (ICSI) وتستعمل في الحالات التالية:-
- عدم وجود الحيوانات المنوية في البربخ.
- انسداد البربخ أو عدم وجوده.
- انسداد أو عدم وجود قنوات المنى.
* عمليات ثقب جدار الأجنةAssisted Hatching:-
عدم علوق الأجنة بعد إرجاعها هو من أكثر العوائق التي تواجهنا في برامج أطفال الأنابيب. وهي ما يعانيه فئة من الأزواج الذين يتعدد تكرار المحاولات لديهم وفي كل محاولة يتم إرجاع أجنة ذات فئات ونوعيات جيدة إلا أن نتيجة الحمل تكون سالبة وذلك بسبب عدم انغراس الأجنة في بطانة الرحم لأسباب غير مخصصة سريريا. لهؤلاء توصل العلم والتقنيات الحديثة الى طريقة جديدة لزيادة فرص علوق الأجنة في بطانة الرحم هي ثقب جدار الجنين Assisted Hatching.
ان لجدار البويضة في أنثى الإنسان دور حيوي وهام قد يكون مؤقتا أو دائما حيث تعمل كحاجز ميكانيكي يمنع تفكك البويضة او الجنين بتأثير خلايا المناعة المهاجمة أو الامتصاص الفسيولوجي أو بتأثير المواد الحيوية السامة. وحديثا ألقت التقنيات الحديثة في الإخصاب خارج الجسم ضوءا ساطعا على وظائف جدار البويضة.
وقد توصلت الأبحاث في بداية التسعينات الى أن إجراء ثقب في جدار الجنين المكون بطريقة الإخصاب خارج الجسم قبل إرجاعه وهو في مراحل انقسامه الأولى قد رفع من فرص علوق الأجنة وأن احتمالية تلف هذا الجنين وفقده لخواصه اذا أجري له ثقب في جداره ضعيفة جدا. في حين أن إجراء ثقب في جدار البويضة الغير مخصبة يعرضها لفرص تلف تصل الى 4 % ويعزى ذلك الى أن هناك سهولة ومرونة أكثر في جدار الجنين منها من جدار البويضة غير المخصبة.
وفي هذه الطرقة يتم عمل الثقب بواسطة إبرة مجهرية كما يمكن استعمال مادة كيميائية لأداء الغرض نفسه أو جهاز الليزر.
تجدر الإشارة هنا إلى أن من أهم الأسباب التي تعيق علوق الأجنة هو وجود كروموسومات غير طبيعية في الجنين نفسه. ويجب أن يضع الدكتور المعالج هذا الاحتمال بعين الاعتبار لدى الأزواج الذين يتكرر عندهم عدم علوق الجنة بشكل ملحوظ بأكثر من محاولة أطفال أنابيب وفي هذه الحالة يمكن اللجوء لسحب خلية في اليوم الثالث من حدوث الإخصاب لدراستها بنفس اللحظة التي يجرى بها الثقب لجدار البويضة وهذا ما يسمى( PGD ( Preimplantation Genetic Diagnosis يدرس عن طريق هذا الفحص كروموسومات الجنين وعلى أسلس ذلك يرجع الجنين السليم فقط. . . وهذا يرفع من فرص حدوث الحمل.
الخاتمة
لاشك ان التطورات الطبية والبيولوجية التي حدثت في العالم قلبت حياة علي عقب لاستخدام الهندسة الوراثية وكل الوسائل الممكنة لانتاج البشر فأحدثت هذه الثورة البيولوجية ضجة وأثارت العديد من التساؤلات حول بقضايا الإخصاب الصناعي أطفال الأنابيب وقضايا أخري مرتبطة والبويضات الملقحة الفائضة.
ومن خلال بحثنا هذا توصلنا إلى أنه بالرغم من مضار أطفال الأنابيب المعروفة عند أغلب الناس توجد لها فوائد تضاهيها وهذا يعتمد على مدى نجاح العملية فكل إنسان يجب أن يتقيد بقانون لا ضرر ولا ضرار ومهما توالت بحوث الإنسان واتسعت تبقى هناك أمور خافية لقوله تعالى ( وفوق كل ذي علم عليم ) ونرجو من المولى أن نكون قد وفقنا في عرضنا لموضوع أطفال الأنابيب.