احب قرائتها دائما ,, اتمنى ان تحبوها

[أم اسلام]

كنت ممن رد إلى أرذل "الطفولة" وذلك منذ أن توشحت بأردية اليتم في عذابات هذا الـ"عيد" الذي يأتي دوما دون أن أتهيأ له. فيغتالني - من ثم- دون أن يتحرك ساكن لمن يرقبني عن كثب وأنا بين ظهرانيهم أتضاءل بفعل الحزن.
إذ يأتي "العيد" مترهلا بفجائية "الحزن"،.. ومتخما بسلطة "بكائية"طاغية تجعل مني كائنا آخر كأنما أعيد خلقه ثانية من طين ودموع!؛ فلا ألبث أن أسدل على نهارات "عيدكم" ستارة "سوداء" كالحة نسجتها بأنامل منقوعة بحبر الوجع الأسود. أشرق إذ ذاك في متوالية البكاء الذي ما عدت-في ذلك الصباح- أحسن سواه؛ في الأثناء التي تختنق أذني بقهقهات كل من حولي ؛ إنه "العيد" وحسب الناس أن قد كتب عليهم فيه الفرح. فهل أنني الاستثناء؟!.
ألوذ بالمدارات عن "أهلي" ابتغاء أن أغطي أنثيال أدعمي لما أن ألتقيهم ؛ غير أن شهقات بكائي المحمومة تمعن في فضح ما كنت أسعى لستره.
طفقت أبحث في كل الأمكنة التي يقطنها "العيد" في العادة ؛ لعلي أن أجد أدنى أثر لـ: "أمي- موضي".. أو بقايا من طيفها العالق بذاكرتي الوضيئة بأطيافها..؛ لعلي أجد "أمي" وقد اتخذت من "العيد" مكانا قصيا في حجرات تغشاها في الغداة لوعة الفقد، وتضاء في العشي بمصابيح الغياب المعبأة بزيت الفراق. حتى عبق الرائحة- وربي- قد سحقت أريجه عاديات الأيام. لم أعد حينها أحفل بأي عطر إذ باتت كلها عندي سواء؛ ليبقى الأزكى فيها عطر "أمي" التي لن تأتي.. ولن تأتي.
وتكسرت آنذاك تلك المرآة العتيقة التي ورثتها عن "أمي"..تكسرت تحت أقدام أطفال يهرعون بانتشاء نحو أمهاتهم صباحا في لحظات عناق "عيد" هي الأحلى.. أعرف كم هي "حلوة" أحضان الأمهات ودافئة في الوقت ذاته، ولكم هي صدورهن تفيض بحنان يسكن الروع فنعود للحياة كرة أخرى أكثر توهجا وبنا بقايا من أمهاتنا؛ لكن من ليس ثمة "أم" له تنتظره مع بزوغ شمس العيد..؛ ما ذا عساه أن يفعل؟!؛ سيفعل - ولا ريب - كما قد صنعت ضحى العيد إذ رحت ألملم ما تشظى من "مرآة" أمي وأحتفل باحتضانها تلهفا دون أن تفطن لشظاياها التي لربما أن تنغرز إحداها في صدري؛ آليت أن لا أبرح ذات المكان.. لا شغل لي سوى أن أحدق بما جمعته من "شظايا المرآة" أحلم بأني سأبصر فيها بعضا من ملامح "أمي" آه.. يكفيني ذلك لو أنه قد كان!.. غير أنه لم يكن، وأزدرد من بعد تفجعي ريقا علقما تيبست على إثره شفتاي؛ قاومت الجفاف والعلقم.. ورحت أرفع صوتي كما لو أنها تنتظرني... أنادي:
(يمه-يوه).. إبانها يرتج المكان بفرائحية نبرة صوتي فأنادي ثانية مزهوا بـ:( يمه.. يوه).. ويتعطر عندئذ فمي فتتلبسني حالة انتشاء "طفولي" فأكرر بصوت أكثر ارتفاعا:" يمه يمه يوه"؛... لحظات سكون محبطة.. هس..هل سمعتم شيئا؟! سألتكم بالله العظيم هل أن أحدا سمع شيئا؟!.. آه آه.. ولا أنا! قد سمعت؛.. ذلك أنه ما من أحد غيري أذرع المكان روحة وجيئة.. فأتكسر المرة تلو الأخرى.. وأملأ المكان من حولي بشظايا حزني كما هي المرآة التي ورثتها عن أمي.
أعرف(يا يمه) أن ثمة ما يحول الآن بيني وبينك ؛ إنه "الموت".. إنه "الموت"؛ فما أنت إذن بالتي ستنصتين إليَّ، وما "خالد" بالذي سيكف عن مناداتك؛ لن أكترث حينذاك (يمه) مهما ظن بي "الآخرون" نوبة من جنون تجتاحني صبيحة كل عيد من كل عام!؛ هل ثمة مجنون من يستعيد "أمه" بمحض صوت: (يمه.. يوه) آه يا أم أحمد من بعدك - يا حبيبتي- حتى محاولة تشبثي بأحرفك الأغلى: "يمه" أرادوا انتزاعها مني مصادرة بالتوصيف لي: ملتاث - أنت يا خالد- بالجنون دعوه يهذي - هكذا قالوا كلهم- ثم سيؤوب إلى رشده بعد نهار العيد. فأعاود هذياني:
كلن نهار العيد بالعيد مسرور وأنا نهار العيد عيدت بأحزان
أزور ربعي لكن اليوم ما ازور ما ازور حيثني عليل ومرضان
مرضان من همي ولوجبت دكتور............................

كم هو رائع أن يجن أحدنا بـ"أمه"، ألا تتفقون معي أنه خير من أن يجن أحدكم بـ"ليلى"؟!؛ التي لن تحتل عرشك الراسخة قوائمه في سويداء قلبي مهما يكن الأمر يا "يمه". إذ الفراغ جد كبير وحاشا أيما امرأة سواك يا يمه أن تفكر في أنها ستملؤه.
"العيد" دون (أم)سيبقى: ظلال يوم كئيب.. مترعة أوانيه بماء لا يروي الظمأ ولا يبل الصدى.؛ العيد دون "أم" سيظل: مجرد مائدة تؤكل صباحا هي الأخرى عديمة الطعم تصيبنا بغصة وبأرتال من الكوليسترول الضار!.. ؛ العيد بلا "أم": ثوب جديد هو الآخر بالكاد يقوى على تغطية جسد أنهكه وجع الفراق الممض!.. ؛ العيد بلا امرأة تشبه "أمي" لا يعدو أن يكون مجلس "نساء" في قعر بيتنا تطيش في فضائه الرحب قبلات -بالكوم- ثم لا تلبث أن تلتصق على جبين غسله الحر بمائه اللزج ملوحة.. تغسلها مفردات باهتة- كل عام وأنت بخير-! إذ تنزلق من بين شفاه متهدلة برودة.
التقت عيناي بعينيها"خالتي لطيفة" هي الأكثر شبها بأمي..لثمت رأسها قبلا..فاندلق لساني بصورة باذخة بكل معاني التهنئة..اقشعر بدني..اغرورقت عيناي.. بالكاد تمكنت من بلع ريقي؛ قرأت خالتي "لطيفة" ما كنت أخبئه بداخلي فبادرتني بقولها: "الله يرحم أميمك ويسكنها فسيح جناته".. بكينا أنا.. وهي.. وشقيقاتي : حصة.. نورة.. إيمان.
انتهى إلينا صوت أبي متهدجاً ومرتبكاً: "وش فيكم... عسى ما شر"؟!...
"أبدا الله يحفظك ما فينا إلا العافية"! قلت له: "هذي خالتي لطيفة جايه تعايدنا"؛...أبصر احتقان عيني واحمرارهما فما كان منه إلا انفجر باكيا وهو يردد "الله يرحمها ويتغمد روحها بجنة النعيم".

[أمونه*]

خلاص يابنات يكفي دموعي خلصت ....
قصه جميله بس حزينه ام اسلام الله يعطيك العافيه
تقريها كل شويه ماشاء الله عليك وماتبكين والله مليت اللابتوب دموع الله يسامحك
اللهم يالله اسألك بإسمك العظيم ان تحفظ كل ام لعيالها ولا تحرم طفل من امه ولا ابوه .. آمين

[أم اسلام]

اهلا بيك ام الاسمر ,,,,
والله اقرائها ,, تصدقي ما ابكي


احس ما كتبها الكاتب عشان ينبكى عليها ,,

اصلا ما احد يحس احساسه ,, احسه مبدع بكل ما تحمله الكلمه ,,

وانا اقرا له دائما ,, على قولته , تلميذ ابن تيميه %


اسعدني قراء تك للمقاله ,,, وامسحي دموعك

وانتضر الباقي ,,

يقرئوها دون دموع :)