طيــــفٌ هاربٌ
فـــوق الديـــــم
وقفتُ قرب نافذتي الأسيرة.... أناجي بولهٍ طيفك الهارب فوق جناح الآماد....
مسافرًا عبر الأزمان،
جمعت يديّ مناجية إياك .... قف هنيهة واحدة! ....
أنظر خلفك أيها الطيف العزيز!...
أنا هناك فتاة منذ أعوام .... جالسة عند قارعة السبيل....
منسية الوجود طيفية الشعور .... أنتظر وطال انتظاري .... متى تمد لي يدك لأقف قربك.....
فتغزوني غبطة عارمة ....
تجرف الأسى قصيا عن قلب لوثته الهموم وطمرته الآهات ....
لكم تمنيت أن تنظر خلفك ....
لترى الماضي فتجد بين صفحات حياتك صفحة لم تتم كتابتها فتشعر بي ....
تمد لي يد العطف..
تعيد لي ما سبته مني السنون سبيا همجيا بربريا مجحفا ....
عرفتك طيفي قاسي الشخصية ....
وما خطر ببالي أن تكون قاسي القلب عديم الرحمة....
نهيت قلبي عن ذكرياته القديمة.... لكنه تمرد معلناً العصيان ....
كان عصيانه انقلاباً عنيفاً دك حصوني الدفاعية ....
كسّر قوقعتي التي شيدتها منذ أن نأيت عني واستوطنتُ فيها ....
عرفتُ الانعزال...
هجرتُ الأنام....
آثرتُ ـ رغما عني ـ كسر قلمي
وتمزيق قرطاسي
وإراقة المداد الأسود فوق رسوماتي ....
لبستُ إزارًا ليس إزاري.......
طرقت ذكراك خاطري طرقاً عنيفاً ....
وبمقلٍ لامعةٍ نظرتٌ من نافذتي نحو السماء....
أبصرتُ في عينيك ذكرى الحب القديم الآفل ....
ارتقيتُ فوق الشهب ....
عانقتُ النجوم ....
احتضنتُ القمر خلاً .... وضعتُ قدمي طلباً للسير فوق الديم ....
هويتُ من علٍ....
واستفقتُ حينها من كابوس مرير .......