جميعنا لاحظ في هذا اليوم ومع انتهاء السنة الهجرية 1432 كمية الرسائل التي وصلت في الإعتذار والرغبة بالتحليل إن أخطأ عليه يوماً أو اغتابه
وأنا أهديك بمناسبة السنة الجديدة 1433هـ هذا الحديث من لسان من لا ينطق عن الهوى
في سنن أبي داود والترمذي، عن عائشة رضي اللّه عنها قالتْ:
قلتُ للنبيّ صلى اللّه عليه وسلم: حسبُك من صفيّة كذا وكذا ـ قال بعضُ الرواة: تعني قصيرة ـ فقال: "لَقَدْ قُلْتِ كَلِمَةً لَوْ مُزِجَتْ بِمَاءِ البَحْرِ لَمَزَجَتْهُ" قالت: وحكيتُ له إنساناً فقال: "ما أُحِبُّ أني حَكَيْتُ إنساناً وأنَّ لي كَذَا وكَذَا" قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
قلتُ: مزجته: أي خالطته مخالطة يتغيرُ بها طعمُه أو ريحُه لشدّة نتنها وقبحها، وهذا الحديث من أعظم الزواجر عن الغيبة أو أعظمها
وفي كتاب الترمذي،
عن معاذ رضي اللّه عنه قال فى حديث طويل وفيه:أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: ألا أُخْبِرُكَ برأسِ الأمْرِ وَعمُودِهِ وَذِرْوَةِ سَنامِهِ؟ قلت: بلى يا رسول اللّه! قال: رأسُ الأمْرِ الإِسْلامُ، وَعَمُودُهُ الصَّلاةُ، وَذِرْوَةُ سَنَامِهِ الجِهادُ، ثم قال: ألا أُخْبِرُكَ بِمَلاكِ ذلكَ كُلِّهُ؟ قلت: بلى يا رسول اللّه! فأخذ بلسانه ثم قال: كُفَّ عَلَيْكَ هَذَا، قلت: يا رسول اللّه! وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ، وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ في النَّارِ على وُجُوهِهِمْ إِلاَّ حَصَائِدُ ألْسِنَتِهِمْ؟"
في هذه الدنيا ان عشت سنة أو سنين طويلة ستكون في يوم المحشر العظيم كأنها يوم واحد
قال تعالى :" إن الله لايظلم الناس شيئاً ولكنّ الناس أنفسهم يظلمون * ويوم نحشرهم كأن لم يلبثوا إلا ساعة من النهار يتعارفون بينهم قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله وما كانوا مهتدين "
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتدرون من المُفلس ؟ قالوا المُفلس فينا من لادرهم له ،
فقال صلى الله عليه وسلم إن المفلس من امتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ويأتي وقد شتم هذا
وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيِت حسناته قبل أن يُقضى ماعليه ،
أخذ من خطاياهم فطُرحت عليه ثم طرح في النار "
سبحان الله .. نسأل الله أن يُبعِدُنا عن ظلم الخلق ..
أنواع السجلات يوم القيامة ..
سجلات الناس التي تُفتح يوم القيامة ثلاث سجلات :
السجل الأول .. هو الذي لايغفِر الله منه شيئًا ..
السجل الثاني .. وهو الذي لايعبأ الله به شيئًا ، لايهتم به ..
السجل الثالث .. هو الذي لايترك الله منه شيئًا يُصفيه كله ..
أما السجل الذي لايغفر الله منه شيئًا هو سجل الشرك بالله ..
قال الله تعالى " إن الله لايغفر أن يُشرك به ويغفر مادون ذلك لمن يشاء "
وأما السجل الذي لايعبأ الله به شيئًا هو سجل السئيات التي بينك وبين الله ، هذه السجلات لادخل للخلق فيها ،
ليس فيها حقوق للناس ، أي سيئة أقل من مستوى الشرك وليس فيها حقوق للناس فهذه لايعبأ الله بها ،
إن شاء غفرها وإن شاء عذّب بها ، إنه لايعبأ بها سبحانه ،
وأما السجل الثالث الذي لايغادر الله منه شيئًا : لابد أن يأخذ كل واحد حقه منه ، إنه سجل مظالم العباد بين بعضها البعض ،
هذا لايترك الله منه شيئًا ، لاتقل لماذا لم يغفر الله لي بهذا السجل ، هذا الآن حق المخلوق وليس حق الخالق فقط .
يالله الهذه الدرجة نحن غر آبهين باليوم الآخر وبالحساب أنا أعرف أن الله غفور رحيم ولكن أنا من وضعت نفسي تحت رحمة من لا يرحم .. تحت رحمة الناس يوم القيامة قال تعالى " يبصرونهم يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذٍ ببنيه * وصاحبته وأخيه * وفصيلته التي تؤويه * ومن في الأرض جميعاً ثم ينجيه"
أرأيتم تحت رحمة من وضعنا انفسنا تحت رحمة من يرغب أن يفديه أولاده وزوجته وإخوته ومن في الأرض جميعاً لينجو من عذاب النار
أقول لكم كلامي هذا وأنا أنازع نفسي وأدعوا الله أن يعيذني من المأثم والمغرم وأن يعيذني من شر لساني وأن يغفر لي خطيأتي
أقول لكم هذا وأنا أنازع نفسي وأجاهدها فتغلبني مرة وأغلبها مرة أقول لكم هذا وأنا اتخيل وقوفي يوم الموقف العظيم بين يدي ربي ومعي سجلي وأتمنى وأرجو أن لا يطيل الله حسابي
ضعوا أنفسكم في هذا الموقف ولو في الخيال وأنت تتذكرين الهمز والغمز واللمز وكثير من العدوان على الغير باللسان من غيبة أو بهتان
وتفكري هل من كنا نغتابه يستحق حسناتنا التي عملناها في هذه الدنيا أو هل يستحق أن نحمل عنه سيئاته التي استمتع وهو يغضب ربنا بها في الدنيا .
أسأل الله العظيم لي ولكن المغفرة والعفو والعتق من النار وأن يحفظ ألسنتنا من كل سوء يارب العالمين .