
ما سبب إبتلاع الأطفال الأجسام الغريبة؟
تنتشر هذه الظاهرة بين الأطفال من عمر ستة أشهر إلى أربع سنوات حيث تتسم هذه الفئة العمرية بحب استكشاف الأجسام المحيطة بها و وضعها في الفم وخاصة الأجسام المغرية بشكلها ولونها
- وبعد عمر السادسة تكون الأسباب سعي بعض الأطفال إلى جذب انتباه واهتمام الأطفال الآخرين من باب الدعابة أو التحدي
- وبعض الأسباب تكون نفسية، وغالبا ما يكون الأطفال من ذوي القصور العقلي أكثر عرضة من الأطفال الأسوياء
- أحيانا الغيرة ربما تدعو طفلا إلى وضع أجسام خطرة في فم طفل أصغر وخاصة الرضع
- وربما يؤدي سوء المعاملة والعنف ضد الطفل إلى أن يضع شخص بالغ جسما غريبا في فم الطفل بغرض الإنتقام
- وأخيرا وضع بعض المواد الحارقة في أواني و قوارير محببة للأطفال كوضع ماء البطارية أو المواد الحارقة المستخدمة للغسيل والتنظيف أو تسليك أنابيب الصرف الصحي في قنينات مشروبات غازية أو مياه صحة
كل هذا أشياء واقعية حدثت كأحد الأسباب لابتلاع الطفل جسم غريب أو مادة سامة أو حارقة فاحذروا
ما هي أشد الأجسام أو المواد خطورة؟
أشد الأجسام خطورة تعتمد على
1- هل الجسم الغريب حاد أو مدبب
2- طول أو حجم الجسم
3- المكان من الجهاز الهضمي الذي يوجد أو ملتصق به الجسم الغريب
4- الوقت الزمني لوجود الجسم الغريب في الجهاز الهضمي فمثلا المسمار كما في حالة اليوم أشد خطورة من قطعة النقود المعدنية
5- الجسم الدائري بقطر أكثر من 2.5 سم أو الجسم الطويل (أطول من 5 سم) فمن غير المحتمل أن يخرج من فتحة المعدة و يحتاج استعمال المنظار لاستخراجه
6- كذلك التصاق الجسم الغريب بالمريء أشد خطورة من وجوده في المعدة أو الأمعاء
7- وكلما زادت الفترة الزمنية لمكوث الجسم الغريب كلما زادت نسبة الإصابة بمضاعفات طبية
ولكن هناك استثناءات لما سبق فالبطاريات الصغيرة الدائرية الشكل والتي تستخدم في ألعاب الأطفال وبعض الأجهزة الإلكترونية تعتبر من أشد الأجسام الغريبة خطورة على الرغم من صغر حجمها و نعومة إطارها لأنها تحتوي على مواد كيميائية حارقة تتسرب من البطارية عند التصاقها بالمرئ فتؤدي إلى عواقب وخيمة
والاستثناء الآخر هو القطع المغناطيسية البيضاوية الشكل والتي على الرغم من أنها في حجم ونعومة نواة التمرة إلا أنه عندما يبتلع الطفل أكثر من قطعة واحدة فإن هذه القطع تلتصق ببعضها في الأمعاء و تؤدي إلى نواسير وثقوب في الأمعاء وتحتاج للتدخل الجراحي لإزالتها هذا مثال البطاريات الخطرة
تقريبا تسعين بالمائة من الحالات لا تحتاج إلى التدخل الطبي لإزالتها حيث تمر هذه الأجسام الغريبة عبر الجهاز الهضمي دون حدوث أي مشكلة وتخرج مع البراز أكرمكم الله ولكن 10-20% من الحالات تحتاج للتدخل بالمنظار وأقل من 1% تحتاج للتدخل الجراحي
في دراسة أمريكية بلغت عدد الحالات المسجلة أكثر من 100000 حالة وللأسف كان منها 1500 حالة وفاة الغالبية العظمى من الأطفال يأتون إلى الطوارئ وليس لديهم أعراض ولكن والديهم قلقين من ابتلاع الطفل لجسم غريب وغالبا ما يكون قلقا مبالغا فيه لكن هناك أطفالا آخرين يأتون بأعراض مثل:
1- سيلان اللعب من الفم
2- والشعور بألم في منتصف الصدر نتيجة وجود الجسم الغريب عالقا في المرئ
3- مصحوبا بصعوبة في بلع الطعام
4- وربما تكون هناك أعراض نتيجة مضاعفات وهي ربما تكون تنفسية أو حرارة أو إستفراغ وألم في البطن
5- إذا حدث ثقب في الأمعاء أو ربما نزيف من الجهاز الهضمي
6- إذا حدث هناك تقرحات في جدار الجهاز الهضمي
ما هي أخطار إبتلاع الأجسام الغريبة؟
من الأخطار المصاحبة لابتلاع المواد الحارقة مثل ماء البطارية و مواد التنظيف أو بطاريات الأجهزة الإلكترونية هو حدوث حرق في المرئ مما قد مما قد يؤدي إلى تضيق المرئ بعد شهر من ابتلاع المادة
هل يمكن أن يبتلع إبني جسماً غريبا دون أن أنتبه؟
نعم، من المهم أن يعلم الوالدان والأطباء إلى أنه ليست جميع الحالات مشاهدة من قبل الأهل، وإن هناك عددا من الحالات غفل عنها الوالدان ولم يشاهدوا الطفل لحظة ابتلاعه الجسم الغريب مما أدى إلى التأخر في التشخيص ومن ثم العلاج ولذلك فإن الطفل الذي يلاحظ لديه مايلي:
1- سيلان في اللعاب من الفم
2- ويرفض الأكل
3- والطفل الذي يشكو من التهاب في الصدر لا يستجيب للعلاج
4- أو الطفل الذي أو الطفل الذي يشكو من آلام في البطن أو إستفراغ دون معرفة السبب
يجب أن يخضعوا لفحوصات أشعة أو ربما منظار حسب الحالة لمعرفة ما إذا كانوا قد ابتلعوا جسما غريبا أدى إلى تلك الأعراض الغير معروفة السبب
ما الذي ينبغي على الوالدين فعله عند ابتلاع طفلهما جسما غريبا أو مادة حارقة؟
1- يجب عليهم عدم الهلع والتزام الهدوء وعدم الخوف لأنه كما ذكرت سابقا الغالبية العظمى من الحالات تخرج من فتحة الشرج دون تدخل طبي
2- وفي نفس الوقت يجب إحضار الطفل في حال حدث أن ابتلع أي مادة حتى لو لم يشتك من أعراض و ذلك لعمل الفحوصات اللازمة
3- وأنصحهم بعدم إعطاء الطفل أي مادة أو وضع الأصبع بالفم لإستثارة التقئ
4- عدم إعطاؤه أكل و ذلك حتى تكون المعدة خالية من الطعام في حال لو احتاج منظارا أو تخديرا لإجراء جراحي حيث لابد أن يكون صائما لمدة 6 ساعات
5- وينبغي استشارة طبيب الجهاز الهضمي في حال كان الجسم حادا أو كبيرا أو لم يتجاوز المرئ أو من النوع الحارق أو في حال وجود بطاريات مغناطيسية
6- لذا على الأهل تأمين بيئة آمنة للطفل خالية من الأجسام والمواد الخطرة
7- كذلك أوجه رسالة إلى وزارة التجارة بعدم استيراد القطع المغناطيسية صغيرة الحجم والتي تجذب فضول الأطفال لشكلها و لونها و ملمسها الناعم وهي للأسف متوافرة بشكل كبير في الأسواق و في متناول الجميع
8- و كذلك الحد من استيراد ألعاب الأطفال التي يدخل في تكوينها قطعا حادة أو مغناطيسية دمتم بخير