
دعوني أروي لكن قصة أماني حين اقتيدت رغما عنها الى مصير بعيد عن الأماني هكذا وصفت أماني زواجها من رجل يكبرها بعقود رجل اعتاد ان يقتات البراءة أينما وجدت لانه وببساطة ................ تاااااااااااااااااجر اثريات
فهوايته لم تقتصر على جمع انواع المزهريات بل تعدته الى جمع العذراوات الصغيرات
استرسلت أماني في وصف زيجتها المرغمة فقالت والأسى يبلغ منها مبلغا تعجز الألسنة عن وصفه فقالت : جهزوني بالبياض وقالوا سعدتي وعمرتي ولم يدروا انهم طوقوني بكفن التعاسة ودفنو براءتي حين زوجوني
كنت اجهل ان محفظتي التي سقطت من ذراعي لتحل الباقة مكانها ماهي الا أشواك تخدش قلبي وفكري
لم اعرف حين تعالت الزغاريد في منزلنا المتواضع ماهي الا صرخات تعلو لتنذرني بمصير عليل لا يقوى على النهوض
لم أكن حينما رأيت الزينة والبهرجة والأضواء والشموع والدفوف....... وكل ما يمت للأفراح بصلةانه بريق سيختفي
في ظلمة المشاعر وبرودة الأحاسيس
نظرت ورأيت البريق في أعين والدي بريق نراه عند الصائغ ولا نفهم تعلقنا المفرط ببضاعته الا حين ندرك ان خلف هذا البريق نفسا تتوجع وفوءادا يتقطع
ضممت أمي وشممت ريحها وقبلت جبين ابي ولامست شعور اخوتي وفارقت ذاك المنزل الذي فاحت في أرجائه رائحة خبز أمي ودفء جمعتنا الطيبة لاغدو لطاولة فخمة لا تحمل بكل حملها الا الفتور والغثيان
تخنقني العبرة فلا أقوى على الحديث لآني لم أعد اسمع بها فذاك الشيء في حياتي واعذرو وصفي إنما هو زخرفة مطليةبالذهب بريقها يطغى على أعين الناس بمكسبها في حين ماهي الا معدن يشتهي أنامل رقيقة تمسح عليه ولا يدري انه قطعة جماد لا تحس بمشاعر الآخرين بل تراهم سلعة تباع وتشترى ............ هكذا ودعت أماني براءتها وصباها ومستقبلها ومشاعرها .............لتعايش مصيرا اختير لها
فقدت أماني بريق عينيها امام بريق الذهب
فقدت معاني الحياة ولم تدري انها شاخت امام جشع الآخرين
فقدت الأحاسيس والمشاعر التي تنبض في تلك المضغة المنكمشة ليحل محلهما الياس والجمود
فيا له من فقد عزيز لمعنى الحياة
هكذا أردت ان أروي قصة أماني وكم من أماني في مجتمعاتنا وللأسف تكابد نفس المصير
فلتحكي كل أماني منكن قصتها وسنكون قلبا ناصتا بإذن الله
كان الله في عون كل من اختير مصيرها بحسابات مادية وتبادلات دنيوية
اختكم غفران