سن اليأس خلال سن الأربعين وأبرز ما تمري به

[Baghdad Mohammed]

سن اليأس خلال سن الأربعين وأبرز ما تمري به


لا يحل سن اليأس بشكل فجائي بل تمهد له مرحلة اضطرابات وتقلبات تقصر أو تطول قليلا تدعى مرحلة ما قبل سن اليأس تظهر خلالها على المرأة علامات وأعراض سريرية وبيولوجية تنذر بانقطاع الطمث الذي يوشك أن يحل قريبا. يضم خريف الخصوبة هذا أيضا الاثني عشر شهرا التي تعقب سن اليأس. فخلال كل هذه المراحل يسود اللايقين حيث يظل كل شيء ممكنا. فقد يعاود المبيضان نشاطهما. بغتة وتظهر العادة الشهرية بعد أن لم يكن أحد يترقبها.



لذلك فقد تم التوافق على انتظار سنة بعد آخر نزيف عند امرأة لها 50 سنة للإعلان عن ولوجها سن اليأس. مايعني ان يحدث انقطاع الطمث عندما لم يعد لديكِ دورة شهرية لمدة 12 شهراً متواصلاً، و دون وجود حمل أو مرض معين، وهو جزء طبيعي من أعراض الشيخوخة عند المرأة، وسبب حدوثه أن مستوى هرمون الأنوثة ينخفض بشكل كبير، مما يجعل المبيضين غير قادرين على إطلاق البويضات كل شهر، وينتهي في نهاية المطاف بتوقف الطمث، وتوقف فرص الحمل أيضاً. إن انقطاع الطمث شئ طبيعي للغاية، ولكن اعراض انقطاع الطمث قد تؤثر على حالتكِ النفسية والعاطفية، وعلى قدرتكِ على النوم أيضاً



ولكن كلما عجل سن اليأس في الحضور كلما تطلب ذلك إطالة مدة «عدم الأمان» هاته بعد توقف العادة الشهرية لتقرير انتهاء عهد الخصوية. فعند نساء أصبن بيأس مبكر قد نتفاجأ أحيانا سنوات بعد ذلك باستفاقة المبيضين من سباتهما. بل هناك من سجل حالات حمل خلال هذه المرحلة. مما يجعل اليقين طيلة هذه المرحلة أمرا نسبيا. ولكي أشرح ما يقع على مستوى الخلايا لابد أن أقول لكم إن كل عضو لنا يشيخ بسرعة خاصة به تمت برمجتها وراثيا.


أول شيء يجب التأكد منه أثناء فترة اضطرابات الحيض هو عدم وجود الحمل وبعد ذلك يستطيع الطبيب التعرف علي الأسباب المؤدية إلى ذلك، ويكون دائما التشخيص عن طريق عمل فحوصات وتحاليل لمعرفة نسب الهرمونات في الجسم ومعرفة هل يوجد مشاكل في الغدد أم لا.

فالسن العام الذي يحدده تاريخ الولادة لا يفصح إلا عن السن النظري لشخص ما. فكل جزء من الجسم له عمره الخاص. ترتبط الشيخوخة إذن بالاضمحلال التدريجي لرصيد الخلايا داخل أعضائنا. لكن شيخوخة المبايض تبدأ بشكل مبكر جدا. فخلال الحمل تملك الجنين الأنثى في الأسبوع الثاني لمكوثها في الرحم 7 ملايين من الجريبات أو البويضات. لكنها لا تملك يوم الولادة إلا 1 مليون يبقى منها 400.000 فقط عند البلوغ، و35000 عند سن الأربعين السن التي تبدأ عندها مرحلة ما قبل سن اليأس و1000 بويضة فقط عندما تتوقف العادة الشهرية.

إقرأي أيضا: دلالات تغيير لون الحيض عند الفتيات والنساء

إن هذا النقص في عدد البويضات مبرمج جينيا كما أسلفت. ويدعى الموت المبرمج للخلايا. وهكذا فإن سن اليأس يحدده معياران : رصيد البويضات عند الانطلاق، وسرعة اختفاء هاته البويضات بعد ذلك يمكن رصد أولى الاختلالات البيولوجية لمرحلة ما قبل سن اليأس عند سن 38 سنة التي يمكن اعتبارها السن الفاصلة التي تشرع عندها الخصوبة في التراجع بشكل مثير.


ليس هناك طرق للوقاية من اضطرابات الحيض لأن في الغالب تكون أسباب وراثية، أو بسبب عدم توازن الهرمونات في الجسم، لكن من أجل الأخذ بالأسباب فيجب تجنب بعض الأشياء التي تعتبر أسباب ثانوية، للإصابة بالاضطرابات مثل النحافة الشديدة أو السمنة المفرطة وعدم ممارسة التمرينات الرياضية بكثرة وتناول نظام غذائي صحي ومفيد.

يفرز المبيضان عدة هرمونات: (1) الأستروجين الذي تتبدل معدلاته بشكل دوري خلال كل دورة شهرية مع ذروة إفراز في اليوم 14، وتراجع خلال 48 ساعة قبل العادة الشهرية.
(2) البروجيسترون : ويعني هرمون الحمل ويقوم بتهيئ بطانة الرحم لاستقبال الحمل كل شهر. وعندما لا يأتي هذا الجنين المنتظر ينخفض معدل هذا الهرمون فتسقط بطانة الرحم هاته فتقع إذن العادة الشهرية التي تتكرر كل شهر


يعمل المبيضان تحت إمرة الغدة النخامية التي توجد بالمخ وتخضع هاته بدورها لغدة أخرى تدعى الغدة الصنوبرية. وتتفاهم هذه الغدد بينها من خلال رسائل يوصلها الدم فتعدل إفرازاتها بشكل يضمن انتظام العادة الشهرية. بمرور السن ولأسباب نجهلها تبدأ البويضات في التمنع على الهرمون FSH الذي تفرزه الغدة النخامية. فتريد هذه الأخيرة مقاومة هذا التمرد بزيادة في إمدادات هذا الهرمون المنبه. مما يجعله يرتفع في الدم. وهذا الارتفاع هو أول العلامات الخفية لمرحلة ما قبل سن اليأس التي نرصدها بالمختبر. ولكن فرط الإفراز هذا يؤدي أيضا لأن تنمو بسرعة هذه البويضات مما ينقص من مدة الدورة الشهرية فيحدث ما نسميه عدم انتظام العادة الشهرية.


إن هذه البيوضات التي يراد لها أن تنضج بسرعة غير معتادة ستفرز كثيرا من الأستروجين مما يؤدي إلى مشاكل وأعراض تجمع تحت اسم متلازمة ما قبل العادة الشهرية التي تشكو منها النساء كثيرا خلال هذه المرحلة : انتفاخ الثديين... الخ. وبمرور الوقت يشيخ المبيض فينتهي به الأمر إلى عدم التبويض مع ما يعنيه ذلك من عدم إفراز هرمون البروجسترون فتظهر على المرأة أيضا علامات هذا النقص. أول علامة لمرحلة ما قبل سن اليأس هو حلول خريف الخصوبة لدى المرأة الذي تبدأ نذره الأولى مبكرا خلال حياة المرأة عند سن 30 سنة لكنه يتسارع بشكل فجائي بعد 38 سنة.


إقرأي أيضا: زيادة الوزن قبل الدورة الشهرية هل هو امر حقيقي؟

العوامل المساعدة في الاضطرابات

منها السمنة المفرطة وعدم انتظام الهرمونات و,جود هرمون الاستروجين بدون بروجستين.
اضطرابات الغدة الدرقية بالزيادة أو النقص تؤثر بشكل كبير على اضطرابات الهرمونات في جسم المرأة وتكون ظاهرة بشكل كبير كلما تخطت سن الأربعين من عمرها.
تكيسات المبيض وأورام الرحم تسببان النزيف و اضطرابات الهرمونات، ولكن عند عدم علاجها بشكل صحيح مع تخطي سن الأربعين قد تسبب ثخانة في جدار الرحم، والذي يسبب النزيف الذي قد لا يتم تشخيصه بشكل صحيح وقتها.
وتحدث أعراض للنزيف مثل نزول الدورة الشهرية بكثرة وطول مدتها و خروج تجلطات دم مع الدورة و تعب في الجسم تؤثر على الصحة النفسية، و مضاعفات النزيف أنه يؤثر على الصحة العامة ويسبب الأنيميا وخمول دائما.


إن هذا الانخفاض في الخصوبة يرتبط بشيخوخة البويضات وسنها أكثر من ارتباطه بالاختلالات الهرمونية. لكننا مع ذلك لا نستطيع تقييمه إلا من خلال قياس بعض الهرمونات في الدم في اليوم الثالث للدورة الشهرية. خلال مرحلة سن اليأس تتأثر الدورة الشهرية. فرويدا رويدا تقصر مدة العادة الشهرية على حساب مرحلة نمو البويضات التي تسبق التبويض والتي تصل في المعتاد ل 14 يوما عند الفتاة والشابة لكنها تبلغ فقط 12 يوما في 39 سنة. أي أن التبويض يتم في هذه السن في اليوم 12 وليس اليوم 14. ويتفاقم الأمر بين 40 و45 سنة إذ يقع هذا التبويض في اليوم 10. إن قصر الدورة الشهرية هذا يعد علامة فارقة لمرحلة ما قبل سن اليأس.

تخفيف اعراض انقطاع الطمث هناك طرق مختلفة منها الطبيعي بالعادات الصحية والأعشاب ومنها بالأدوية كالهرمونات البديلة، وتتمثل العادات الصحية باتباع نظام غذائي متوازن وشرب كميات كافية من المياه، والامتناع عن التدخين، وممارسة التمارين الرياضية والنوم لفترة كافية، كما يمكنك بعد استشارة الطبيب استخدام العلاج بالهرمونات الاستروجين والبروجسترون،


إقرأي أيضا: متلازمة ما قبل الدورة الشهرية أو الطمث وعلاقتها بارتفاع ضغط الدم