الدفء
استخدم الناس الدفء منذ زمن طويل لإرخاء العضلات المتوترة ويمكن اللجوء إليه أيضاً لتخفيف آلام المخاض. عليك تدفئة ظهرك وبطنك أو منطقة الأربية (أصل الفخذ من الداخل) باستخدام كيس القمح (يباع في الصيدليات) أو قطعة قماش بعد وضعها في الماء الساخن وعصرها جيداً.
لا تنسي أن التدليك (المساج) يدفّئ الجسم أيضاً. لو تمّ تدليك ظهرك، سوف يدفأ جلدك ويتمّ تحفيز جسمك على إفراز مسكنات الألم الطبيعية. حين يبدأ رأس طفلك بالبروز أثناء الولادة، فإن وضع فانيلا (نسيج أو قماش ناعم) دافئة على النسيج الفاصل بين الجزء الخلفي من المهبل والدبر (المؤخرة) أو الضغط على هذا النسيج قد يجعلك تشعرين بالراحة جرّاء التمدد.
التنفس
يعدّ تركيزك على التنفس وسيلة رائعة لتجاوز كل انقباضة. خذي نفساً عميقاً في بداية الانقباضة، واسترخي عند الزفير (إخراج الهواء). ثم قومي بالشهيق (إدخال الهواء) عن طريق الأنف، والزفير عن طريق الفم مع إبقاء خديك وفمك مسترخيين تماماً.
لا تقلقي كثيراً حول مدى عمق تنفسك، عليك فقط الحفاظ على إيقاع سليم ومستمر. خذي شهيقاً عن طريق الأنف، ثم ازفري ببطء عبر الفم. كرري ذلك مرة ثانية ومرة ثالثة. ركّزي بأقصى طاقتك على التنفس أثناء زيادة حدة الانقباضة وحين تخفّ. وعندما تنتهي الانقباضة، عليك الاسترخاء.
الراحة
في بداية المخاض والولادة، أفضل ما يمكنك القيام به لإعداد نفسك لتحمّل الألم هو الحفاظ على طاقتك من خلال الراحة. اتخذي أكثر وضعية مريحة بالنسبة لك وأنت في السرير أو على الكرسي. دسّي (أدخلي) الوسائد حولك من كل الجهات.
في وقت لاحق، ستجدين أنه من الأسهل كثيراً تحمّل الانقباضات المؤلمة إذا لم تستنفدي قواك في استعجال المخاض في أوله.
تغيير الوضعية
ما لم تكوني متعبة فعلاً، حاولي تجنب الاستلقاء على ظهرك إذا وجدت أن الانقباضات منتظمة ومؤلمة. سيكون المخاض والولادة أبطأ إذا استلقيت، وكلما طال المخاض والولادة زاد تعبك. حاولي البقاء مستقيمة، ولكن اختاري أي وضعية تريحك أكثر.
في حال أتيح لك ذلك، يمكنك أن:
تقفي وتتكئي على السرير.
تجثي (تركعي) على ركبتيك وتتكئي على مقعد أحد الكراسي.
تجثي على ركبة واحدة وترفعي الساق الأخرى لتوفير مزيد من المساحة في أسفل الحوض حتى يتسنى للطفل الخروج.
تعتمدي على يديك ورجليك وكأنك تحبين، فمن شأن هذا أن يساعدك على تخفيف آلام الظهر.
تجلسي لفترة من الوقت على كرسي، ثم تنهضي وتتمشين.
تهزي وركيك قدر المستطاع ليتحرك الطفل.
التدليك (الماساج)
قد يساعدك التدليك على التعامل مع ألم المخاض والولادة، كما يمكن أن يعين في التخفيف من القلق. أخبري ممرضة التوليد بالموضع الذي ترغبين في تدليكه. ربما ترغبين في أن يكون التدليك عند أقصى أسفل الظهر أثناء الانقباضات، أو عند كتفيك ما بين الانقباضات للاسترخاء.
يعتبر التدليك الذي يبدأ ببطء هو الأفضل. أما التدليك السريع والقوي، فسيجعلك تشعرين بالخوف بدل الاسترخاء! سوف يساعد الضغط الشديد على تحفيز الجسم على إفراز الإندورفين، وهو هرمون يشعرك بالتحسّن ويجعل التدليك تجربة إيجابية.
مهارات ممرضات التوليد
سوف تتواجد ممرضة توليد عطوفة ومتخصصة تُعلِمك بما يجري طيلة الوقت. إذا كنتِ تريدين استخدام مسكّنات الألم الطبيعية للتعامل مع الانقباضات، فستساعدك هي، كما ستدعمك إذا اخترتإبرة الإيبيدورال.
أفضل عشر نصائح بشأن مسكّنات الألم الطبيعية
1 : تنفسي بانتظام واسترخي أثناء الزفير
2: التأوه والأنين: يعدّ إصدار هذه الأصوات وسيلة ناجعة لمواجهة الألم!
3: تخيّلي أن طفلك يتحرك إلى أسفل عبر الحوض مع كل انقباضة
4: النوم: خذي قيلولة بين الانقباضات إن استطعت
5: الحركة لإراحة نفسك قدر الإمكان
6: ارقدي في كومة كبيرة من الوسائد أو كيس ضخم ليّن
7: هزّي حوضك في حركة دائرية وإلى الخلف وإلى الأمام مع كل انقباضة
8: تنهدي بلطف مع كل نَفَس
9: امشي لتخفيف الآلام والأوجاع ولتحفيز التقلصات
10: تذكري أن طفلك سيكون بين يديك عمّا قريب.
2/بيثيدين
ما هو البيثيدين؟
بيثيدين هو مسّكن للألم، كما أنه مضاد للتشنجات يساعدك على الاسترخاء. وهو عقار يحتوي على الأفيون في أحد مشتقاته (مصدره الأفيون أو الخشخاش)، لذا فهو شبيه بالمورفين. يجب أن تتوفر العقارات المضادة للألم خلال عملية الولادة، منها البيثيدين والديامورفين.
تستطيع طبيبتك أن تصف لك أو تعطيك حقنة البيثيدين لتخفيف الألم. وغالباً ما يتمّ مزجها مع دواء آخر للتحكّم بالغثيان (اللعيان أو اللوعة) والتقيؤ لأن البيثيدين يسبّب الغثيان عموماً.
كما يمكن إعطاؤه عبر الوريد في الذراع. وفي هذه الحالة، سيتمّ إدخال أنبوب رفيع في وريد الذراع بحيث يكون طرفه الآخر موصولاً بمضخة تتحكّم بجرعات البيثيدين.
متى يجب أن أحصل على البيثيدين؟
تأخذين البيثيدين خلال المرحلة الأولى من المخاض، عندما يكون عنق الرحم قد انفتح بعدما كان مغلقاً بقوة وحتى اتساعه 10 سم، وذلك قبل أن تبدئي بالدفع. لا يجب أن تحصلي على البيثيدين لو اعتقدت طبيبتك أن الرحم ما زال منغلقاً لأنه قد لا يكون جيداً بالنسبة لطفلك.
ما هي فوائد البيثيدين؟
يحتاج وقتاً قصيراً ليبدأ بأخذ مفعوله.
قد يساعدك على الاسترخاء.
لن يبطّئ عملية الولادة إذا كنت قد بدأت بالمخاض.
ربما يساهم في تجنّب اللجوء إلى حقنة الإيبيدورال لو شعرت أنك تستطيعين تحمّل الانقباضات القوية.
ما هي مضار البيثيدين؟
يسكّن الألم لفترة محدودة من الوقت فقط.
يشعر شخص واحد من أصل ثلاثة بالانزعاج وعدم الراحة من العقارات التي تحتوي في تركيبتها على الأفيون مثل البيثيدين.
قد يتسبّب لك بالنعاس.
قد يسبّب لك الشعور بالغثيان (اللعيان أو اللوعة) أو التقيؤ (الاستفراغ)، حتى لو كنت قد تناولت دواء مضاداً للغثيان.
قد يُشعرك بالدوار (الدوخة) أو من المحتمل أن تشعري بالبهجة أو، على العكس من ذلك، بالاكتئاب.
يتسرّب إلى المشيمة وربما يؤثر على تنفس طفلك ويجعله يشعر بالنعاس لبضعة أيام، خاصة إذا تسارعت ولادتك أكثر من المتوقع وولد طفلك في غضون ساعتين من تناولك الدواء.
هل من نصائح أو اقتراحات مفيدة في هذا الشأن؟
اطلبي فحصاً للمهبل دائماً لمعرفة مدى اتساع عنق الرحم لديك قبل أخذ البيثيدين. فلو كنت قد وصلت إلى مرحلة متقدمة أكثر مما كنت تظنين، ربما ستقررين عدم الرغبة في الحصول على هذا العقار.
إذا كنت تعرفين أن الأدوية تؤثر عليك بشدة، اطلبي تخفيف جرعات البيثيدين.
يستغرق الدواء حوالي عشرين دقيقة ليأخذ مفعوله، لذا قومي بتقنيات التنفس للاسترخاء كي تساعدك قبل أن يبدأ تأثير العقار.
بعد الولادة، كوني صبورة مع طفلك (ومع نفسك). ستحتاجين بضعة أيام كي يتخلص جسمك من البيثيدين. ولو منحت مولودك الجديد بعض الوقت، سيتمكن من إتقان عملية الرضاعة الطبيعية!
3/التخدير النخاعي أو الشوكي (التخدير النصفي)
ما هو التخدير النخاعي أو الشوكي (التخدير النصفي)؟
التخدير النصفي هو عبارة عن حقنة واحدة مسكّنة للألم وذات مفعول أسرع من الإيبيدورال . ستقوم طبيبة التخدير بإعطائك مخدّراً موضعياً في أسفل ظهرك داخل السوائل المحيطة بأعصاب العمود الفقري، وذلك باستخدام إبرة رفيعة جداً.
كيف يعمل التخدير النصفي؟
يعمل التخدير النصفي على تخدير الأعصاب الموصولة بالرحم وعنق الرحم بحيث لا تشعرين بعدها بالانقباضات، حتى أنك تستطيعين الخضوع لعملية قيصرية إذا لزم الأمر.
متى يتمّ استخدام التخدير النصفي؟
يمكنك أخذ تخدير نصفي خلال المرحلة الأولى من المخاض كجزء من حقنة الإيبيدورال والتخدير النصفي المشتركة (CSE). ويطلق على التخدير النصفي الذي يستخدم في هذا النوع من التخدير المشترك (CSEs) التخدير النخاعي المصغّر وتُستخدم فيه جرعة منخفضة من الأدوية المسكنة.
تُعطى الجرعة الكاملة من التخدير النصفي فقط في غرفة التخدير أو غرفة العمليات. ويمكن استخدامها إذا لم تكوني قد أخذت إيبيدورال بالفعل، أو إذا تطلب الأمر جرعة زائدة من حقنة الإيبيدورال التي أعطيت لك.
قد يستخدم الأطباء في بعض الأحيان التخدير النصفي أثناء الولادة المُعانة (التي تستخدم فيها أدوات مثل ملقط الجراحة أو الجفت) إذا كان لديهم مخاوف من أن طفلك لن يكون قادراً على الولادة بشكل طبيعي، وأنه يحتاج إلى الولادة في غضون وقت قصير بعملية قيصرية.
فيما عدا ذلك، ستخضعين للتخدير النصفي إذا:
كنت تخضعين لولادة قيصرية طارئة أو مخطط لها.
كنت تريدين الحصول على مسكن لآلام القطب (الغرز) بعد ولادة طفلك.
كنت تحتاجين إلى إزالة المشيمة يدوياً إذا كنت تعانين من المشيمة العالقة.
ما هي فوائد التخدير النصفي؟
يوفر هذا النوع من التخدير تخفيفاً سريعاً للألم لأنه يعمل في خلال خمس أو 10 دقائق، وهو أسرع مقارنة بالإيبيدورال. على عكس الإيبيدورال، يمكن أن يُعطى في حقنة واحدة ولا حاجة لإبقاء أنبوب في ظهرك.
ما هي أضراره؟
معظم الأضرار هي نفسها التي تحتوي عليها حقنة الإيبيدورال. وتشمل الأضرار الإضافية للتخدير النصفي ما يلي:
مفعوله قصير المدى. يستمر التخدير النخاعي المصغّر ما بين 60 إلى 90 دقيقة، بينما تستمر الجرعة الكاملة منه حوالي ساعتين.
لا يمكن أن يُعطى أكثر من مرة. على عكس الإيبيدورال، لا يمكن إعادة أو زيادة جرعة التخدير النصفي.
قد يجعلك تشعرين بحكّة (حكاك أو هرش)، لا سيما في المناطق الحساسة مثل الأنف والشفتين. ويمكن أن تسبّب العقاقير المستخدمة في التخدير النصفي المشترك مع الإيبيدورال، مثل الفنتانيل، الشعور بالحكّة خاصة إذا تم اعطاؤها في جرعات عالية.
هناك احتمال ضئيل بأن تصابي بصداع شديد. تتسبّب الطريقة التي يتم بها إعطاء التخدير النصفي في أن تثقب الإبرة الكيس المملوء بالسائل والذي يحمي الحبل (النخاع) الشوكي. إذا تسرّب بعض من هذا السائل قد تصابين بصداع شديد. يعتمد هذا الاحتمال على حجم ونوع الإبرة المستخدمة في التخدير النصفي، لكن في المتوسط يظهر الصداع في حالة واحدة من اصل 500. يعتبر حدوث هذا الثقب بشكل عَرَضي أكثر شيوعاً عند استخدام حقنة الإيبيدورال (بمعدل واحد في كل 100 حالة).
هل من نصائح مفيدة؟
حافظي على ثباتك فدر الإمكان أثناء أخذ الحقنة. ستكونين مستلقية على جانبك أو جالسة على جانب السرير وسيطلب منك أن تنحني. ركزي على التنفس بعمق وبإيقاعٍ متساوٍ. أخرجي النّفس ببطء وأرخي كتفيك. حفاظي على التواصل البصري مع زوجك أو مرافقتك في الولادة.
إذا شعرت بألم أو وخز في ساقيك، أخبري طبيبة التخدير بذلك على الفور، ولكن حاولي ألا تتحركي. فقد يكون ذلك علامة على حدوث تلف في العصب ويتطلب الأمر تغيير وضعية الإبرة.
قد يستغرق زوال الشعور بالخدر في الجزء الأسفل من جسمك أربع ساعات (أو حتى لفترة أطول في حالة استخدام جرعة كاملة من التخدير النصفي). قد تشعرين ببعض الوخز في جلدك مع عودة الإحساس به، وهذا يعتبر أمراً طبيعياً.
لا يستطيع كل شخص أخذ تخدير نصفي. تحدثي إلى طبيبتك إذا كنت تعتقدين أن لديك حالة طبية قد تؤثر على إمكانية خضوعك له.
مراحل الولادة
تنقسم الولادة إلى ثلاث مراحل:
• المرحلة الأولى في الوضع تظهر نتيجتها على عنق الرحم، فيتّسع إلى حدود 10 سنتيمترات بحيث يستطيع الطفل أن يولد.
• في المرحلة الثانية، تلِدين الطفل.
• وفي المرحلة الثالثة، تخرجين المشيمة التي لطالما غذّت جنينك.
المرحلة المبكرة من الولادة (المرحلة الأولى)
ماذا يحدث في المرحلة المبكرة من الولادة؟
تسمى المرحلة المبكرة فترة الكمون أو ما قبل الولادة، وفيها يبدأ الرحم بالانقباض بانتظام. تصبح الانقباضات أكثر إيلاماً على عكس انقباضات براكستون هيكس التي تميّزت بأنها غير منتظمة وغير مؤلمة. يختلف إيقاع ووتيرة الولادة من سيدة إلى أخرى. هناك نساء لا يشعرن بالانقباضات المبكرة بالرغم من أن عنق الرحم يكون قد اتسع عدة سنتيمترات، فلا يدركن أنهن قد دخلن مرحلة الوضع. ما أن يبدأ عنق الرحم بالاتساع حتى يغيّر الجنين وضعيته متجهاً في حوضك إلى الأمام. هنا يتسع عنق الرحم ويصير أكثر رقة. لو تحسّست أنفك ستجدينه صلباً وعضلياً، وشفتيك ناعمتين ومطاطيتين. إذ يحدث أن يبدأ عنق الرحم بأن يكون صلباً مثل أنفك ثم يصير ناعماً ومطاطياً مثل شفتيك.
ماذا يمكنني أن أفعل؟
على الأرجح أنك ستكونين قادرة على المشي في أرجاء المنزل، ومشاهدة التلفزيون أو أخذ حمام دافئ. عليك الاسترخاء قدر المستطاع، ولو لم تشعري بالإنهاك، تناولي عدة وجبات خفيفة تحتوي على أطعمة غنية بالكاربوهيدرات، مثل الخبز، والبطاطا، والمعكرونة، والزبيب. لو أحسست بالتعب الشديد من الانقباضات، جرّبي التدليك أو أساليب أخرى للاسترخاء أو خذي حماماً دافئاً أو حاولي تغيير وضعيات جسمك حتى تعثري على الوضعية الأنسب التي تشعرك بالراحة.
مرحلة الولادة النشطة (المرحلة الثانية)
ماذا يحدث خلال مرحلة الولادة النشطة؟
يصف الأطباء وممرضات التوليد الحامل بأنها في مرحلة الوضع، عندما يتسع عنق الرحم ثلاثة أو أربعة سنتيمترات. سوف تزداد حدة الانقباضات وتصبح أكثر تقارباً. ومع مرور الوقت، ستشعرين بحدوث الانقباضة كل ثلاث أو أربع دقائق، فيما تستمر الانقباضة بين 60 إلى 90 ثانية، وتكون على قدر كبير من الحدة.
ماذا يمكنني أن أفعل؟
عليك أن تتجهي إلى المستشفى لو شعرت أنت وزوجك بأنك ستجدين الراحة أكثر مما لو بقيت في المنزل. إذا كنت راغبة في ولادة طفلك في البيت، اتصلي بالطبيب عندما تشعرين بالقلق، وتدركين أن الانقباضات تتوالى وتتقارب. أصغي إلى ما يشعر به جسمك وإلى الوضعيات التي تمنحك راحة أكبر. واسألي نفسك إن كنت تحسين بالحاجة إلى الطعام والشراب كي تتزودي بالطاقة، أو تريدين قضاء حاجتك، أو تحتاجين مزيداً من المعلومات من طبيبك للاطمئنان.
كما تفيد في هذه الحالة أيضاً تمرينات التنفس وأساليب الاسترخاء، ويتوجب على زوجك أن يذكرك بكيفية استخدامها. خذي حماماً دافئاً لأن الماء الدافئ يخفّف آلام الوضع.
في بعض الحالات، يتوقف عنق الرحم عن الاتساع أو يتباطأ لدى بعض السيدات الحوامل. حاولي تغيير وضعيتك، كأن تتمشي في أروقة المستشفى أو تطلبي من زوجك تدليكك كي تسترخي. كما يساعد البكاء أحياناً على استرخاء الجسم والتخفيف من التوتر والانفعال. لو لم يكن السائل الأمنيوسي قد تسرب منك بعد، قد يقوم الطبيب بذلك كي يسرع عملية الولادة بأن يقص كيس الماء المحيط بالجنين. استعدي لهذه المرحلة لأن الانقباضات قد تزيد حدة وألماً بعد نزول المياه.
لو شعرت أن جميع الخطوات التي يمكنك القيام بها في هذه الحالة، لم تساهم في إعانتك على تحمّل الانقباضات، عليك الحصول على حقنة الإيبيدورال المسكنة والمهدئة للألم.
ماذا يحدث في المرحلة الانتقالية؟
خلال المرحلة الانتقالية، يتّسع عنق الرحم بين ثمانية إلى عشرة سنتيمترات. وربما تستمر مدة الانقباضات بين دقيقة ودقيقة ونصف، وتحدث كل دقيقتين أو ثلاث. قد تشعرين بالرجفة، والرعشة، والرغبة في التقيؤ (أو لا تشعرين بأيّ من هذه الحالات). تصف الكثير من السيدات هذه المرحلة بأنها مجهدة ومؤلمة جداً.
ماذا يمكنني أن أفعل؟
اصبري قليلاً وتذكري أنك على وشك الانتهاء من الولادة. حاولي أن تسترخي قدر الإمكان بين كل انقباضة وأخرى. أثناء الانقباضات، جربي الوضعية الجسدية التي تريحك وتلائمك، وحافظي على وتيرة التنفس ذاتها (مع استنشاق الهواء من الأنف وإخراجه من الفم ببطء). ولو شعرت بالحاجة إلى الصراخ بصوت عالٍ، لا تترددي في التنفيس عن الضغط الذي تتعرضين له.
مرحلة الولادة النشطة (المرحلة الثانية)
كيف يولد طفلي؟
عندما يتسع عنق الرحم عشرة سنتيمترات، تبدأ المرحلة الثانية من الولادة والتي تكون مليئة بالجهد والإثارة. في هذه المرحلة، يدفع الرحم الجنين إلى المرور عبر المهبل (ويسمى أيضاً قناة الولادة) وبالتالي إلى العالم الخارجي حيث تلتقين بطفلك لأول مرة بعد طول انتظار. في هذه الفترة، يسيطر جوّ من الهدوء عادة في نهاية المرحلة الأولى عندما تتوقف الانقباضات ويغدو بإمكانك الاستراحة قليلاً أنت وطفلك. وحين تعاودك الانقباضات، ستشعرين برأس طفلك يضغط ما بين رجليك. مع كل انقباضة ودفعة، سينزل طفلك قليلاً إلى أسفل الحوض وما يلبث أن يرتفع مرة ثانية بعد انتهاء الانقباضة. لا تشعري بالإحباط طالما أن الجنين يتحرك باتجاه الأسفل مع كل انقباضة مما يعني أن عملية الوضع تسير على خطها الطبيعي. عندما يصل رأس طفلك إلى أسفل الحوض وتحسّين بسخونة ولسعة، سيبشّرك طبيبك أن رأس المولود قد ظهر، وربما يطلب منك الطبيب حين يبدأ رأس طفلك بالخروج أن تتوقفي عن الدفع وتتنفسي بهدوء بهدف أن يولد الطفل بيسر وعلى مهل ولتجنب تمزق أغشية المهبل ومنطقة العجان.
كم من الوقت تستغرق هذه المرحلة؟
إذا لم تكن هذه ولادتك الأولى، قد تستغرق هذه المرحلة بين خمس إلى عشر دقائق، أما إذا كنت تلدين للمرة الأولى، فربما تحتاجين لساعات لإنهاء ذلك.
ماذا يمكنني أن أفعل؟
أصغي إلى لغة جسدك وادفعي حين تشعرين برغبة قوية في ذلك. حاولي ألا تكتمي نَفَسك وأنت تدفعين، وواظبي على الأمر أطول وقت ممكن. ادفعي مرة أخرى وسوف تلاحظين أنك قادرة على الدفع بقوة أكبر مع حدوث كل انقباضة. وظّفي عامل الجاذبية لصالحك؛ قفي واجثي على ركبتيك واجلسي القرفصاء. إن شعرت بالتعب وأردت التمدد فلتفعلي ذلك مستندة إلى جانبك الأيسر. من شأن هذا الوضع أن يعطي طفلك مساحة أكبر مما لو كنت تجلسين على الفراش لأنك حينها لا تدفعين العصعص إلى الأمام.
إن كنت قد أخذت إيبيدورال، انتبهي إلى طبيبك الذي سوف يخبرك متى تبدئين بالدفع، وقد لا يفعل ذلك حتى يتمكن من رؤية رأس الطفل.
خروج المشيمة من الرحم (المرحلة الثالثة)
ماذا يحدث في المرحلة الثالثة من الوضع؟
في المرحلة الثالثة، ستخرجين المشيمة، وهو الجزء الذي كان طفلك يعتمد عليه للحصول على المواد الغذائية ويأخذ منه الفضلات وهو في بطنك. بعد ولادة طفلك، تعاودك الانقباضات لفترة لا تتجاوز بضعة دقائق وتكون أقل حدة وقوة. تدفع هذه الانقباضات المشيمة للانفصال عن جدار الرحم والنزول إلى عمق الرحم، وفي الغالب الأعمّ أنك ستشعرين بالرغبة في الدفع. تمرّ المشيمة مصحوبة بكيس الماء الخالي خارج فتحة المهبل. يفحص طبيبك المشيمة والأغشية ليتأكد من أنها خرجت بالكامل من الرحم، وسيتحسّس طبيبك بطنك للتأكد من أن رحمك ينقبض بشدة كي يتوقف النزيف من جدار الرحم وهو المكان الذي كانت المشيمة ملتصقة به.
كم من الوقت تستغرق هذه المرحلة؟
في العادة، يستغرق إخراج المشيمة بين خمس إلى خمس عشرة دقيقة وربما تستمر ساعة كاملة. وهذا يعتمد على طريقة خروج المشيمة إن كانت طبيعية أو بمساعدة الطبيب. تندهش العديد من النساء لسهولة خروج المشيمة مقارنة بخروج الطفل. قد تودين إلقاء نظرة على هذا الجزء الذي كان دعامة طفلك خلال فترة الحمل.
ماذا يمكنني أن أفعل؟
قد لا تشعرين بالمرحلة الثالثة لأنك ستحولين كل انتباهك إلى المولود الجديد. وستفرز رؤية طفلك واحتضانه ومحاولة إرضاعه طبيعياً هرمونات ستساعد المشيمة على الانفصال.
الآن وقد انتهت تجربة الوضع، قد ترتعدين بسبب الأدرينالين والتغييرات التي يقوم بها الجسم للتكيّف، أو قد تكونين مفعمة بالحيوية وقادرة على حمل طفلك. تواجه بعض السيدات صعوبة في توجيه الاهتمام إلى طفلهن بعد تجربة الولادة الطويلة، أو إذا كنت من اللواتي أخذن بيثيدين أو حقنة مسكنة. لا يوجد ما يعيب غريزة الأمومة لدى هذه الفئة من السيدات، لأنهن مرهقات وحسب، ويحتجن إلى مزيد من الوقت للراحة. بعد أخذ قسط من الراحة، يمكنك أن تستمتعي بالتعرّف إلى وليدك. تشعر الكثير من السيدات بالجوع بعد الولادة، فيما ترغب أخريات في التحدث مع الأهل والأصدقاء عبر الهاتف وإخبارهم بالأنباء السعيدة.
تأملي طفلك بإعجاب، عدّي أصابع يديه وقدميه، ضمّيه قريباً من جسدك حتى يتلامس جلدكما. إن كنت متعبة، يستطيع زوجك حمل الطفل وضمّه إلى صدره. إن كنت ستقومين بالرضاعة الطبيعية، باشري على الفور وسيساعدك طبيبك على ذلك. لا تقلقي لو وجدت طفلك غير مهتم بالرضاعة في البداية. سوف يحفّزك على الرضاعة بمجرد أن يلمسك ويحكّ أنفه في جلدك.
يتبع >>