بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

من سنّ الشهر إلى الثلاثة أشهر
تكون وسيلة طفلك الوحيدة للتواصل هي البكاء. قد تعني صرخة حادة أنه يشعر بالجوع، بينما قد يعني النشيج والبكاء المتقطع أنه يحتاج إلى تغيير الحفاض. ومع تقدمه في العمر، يطلق العديد من الأصوات اللطيفة التي تجمع بين الغرغرة والتنهدات والهدهدة، ليصبح وكأنه ورشة صغيرة للأصوات. أما بالنسبة لقدرته على فهم اللغات، فيقول الخبراء اللغويون أن الأطفال الرضع قد يتمكنون بداية من الأسبوع الرابع من التمييز بين المقاطع المتشابهة مثل "ما" و "نا".
في سنّ الأربعة أشهر
يبدأ طفلك في هذه المرحلة بالمناغاة أو المكاغاة (أي الثرثرة) بحيث يجمع بين الحروف الساكنة والمتحركة (مثل "بابا" أو "يايا") وقد تخرج من بين شفتيه كلماته الأولى مثل "ماما" أو "بابا" بين الحين والآخر، وبالرغم من أن ذلك سيمنحك شعوراً بالسعادة الغامرة، إلا أن طفلك لن يكون قادراً حتى الآن على المطابقة ما بين الكلمة المنطوقة ومعناها، ويأتي هذا فيما بعد عند بلوغه العام الأول تقريباً.
ستبدو محاولة طفلك الكلام وكأنها أحد مونولوجات تيار الوعي بلغة أخرى، فهي عبارة عن كلمات لا حصر لها متشابكة مع بعضها البعض. يعتبر طفلك إصدار نغمات الكلمات لعبة بالنسبة إليه ويستمر في التجارب مستخدماً لسانه وأسنانه وحنكه (فكّه) وحباله الصوتية لإصدار كل أنواع الأصوات المضحكة. في هذه المرحلة، تكون أصوات المكاغاة أو الثرثرة واحدة بين الأطفال سواء أكنت تتحدثين في المنزل اللغة العربية أو الإنجليزية أو الفرنسية أو اليابانية. وقد تلاحظين أن لدى طفلك بعض الأصوات المفضّلة ("كا" أو "دا" على سبيل المثال) التي يكررها مرات ومرات عديدة لأنه يحب سماع صوتها ويحب أيضاً الشعور الذي تخلفه في فمه عند النطق بها.
من سنّ الستة إلى التسعة أشهر
عندما يصدر طفلك أصوات المكاغاة والنغمات، سيبدو لك وكأنه بدأ يعرف اللغة أكثر الآن لأنه يستعمل نغمات وأنماطاً مماثلة لتلك التي تستعملينها. ادعمي ثرثرة طفلك بالقراءة له.
من سنّ الإثني عشر شهراً إلى الشهر السابع عشر
يمكنه الآن استعمال كلمة أو أكثر ومعرفة معناها. كما يبدأ أيضاً بالتدرّب على التغيير في مقام الصوت رافعاً نبرة صوته عند توجيه سؤال، مثل قول "أوبه؟" عندما يريدك أن تحمليه على سبيل المثال. هو يدرك الآن أهمية الكلام ومدى قوته في التعبير عن حاجاته.
من الشهر الثامن عشر إلى الشهر الرابع والعشرين
قد تتضمن مفردات اللغة لديه الآن ما يقارب مئتي كلمة، يكون معظمها أسماء وليس أفعالاً. بين الشهرين الثامن عشر والعشرين، يتعلم الأطفال بمعدل عشر كلمات أو أكثر يومياً. بعض الأطفال يتعلمون كلمات جديدة كل تسعين دقيقة، لذا انتبهي إلى ما تنطقينه أمامه. قد يضم كلمتين معاً مكوناً بذلك جملة مثل "احمليني أنا". وعندما يتمّ العامين تقريباً، سوف يستخدم جملاً مكونة من ثلاث كلمات ويبدأ في التحدث عن نفسه - ماذا يحب وماذا يكره معبّراً عن رأيه ومشاعره. قد يسبّب له استخدام الضمائر بعض الحيرة فتجدينه يحاول التهرب من استعمالها، كأن يقول "الطفل يرمي" بدلاً من "أنا أرمي".
من الشهر الخامس والعشرين إلى الشهر السادس والثلاثين
سوف يجد طفلك صعوبة لفترة في ضبط معدل الصوت المناسب للاستعمال عندما يتحدث، ولكنه سرعان ما سيتعلم. كما سيفهم الضمائر أكثر من ذي قبل مثل: أنا، أنت وما إلى ذلك. وبين سن العامين والثلاثة أعوام، يزداد مخزونه اللغوي ليبلغ حوالى 300 كلمة. وسيضمّ الأسماء والأفعال معاً لتكوين جمل مفيدة لكن بسيطة مثل "أنا أذهب الآن".
وحين يتمّ عامه الثالث تقريباً، يصبح طفلك متحدثاً لبقاً أكثر. سيكون قادراً على تبادل أطراف الحديث بثبات ويستطيع أيضاً تعديل نبرة صوته وأنماط الحديث ومفردات اللغة وهو يتكلم مع الآخر. على سبيل المثال، سيستخدم كلمات بسيطة مع طفل آخر، إلا أنه سيستعمل كلمات أكثر تعقيداً معك. في هذه المرحلة، يكون كلامه مفهوماً تماماً تقريباً. يعرف كيف ينطق اسمه وعمره بطلاقة ويجيب فوراً حين يُسأل عنهما.
ماذا يأتي بعد ذلك؟
عندما يكبر طفلك، يصبح ثرثاراً كبيراً حتى أنك بالكاد تتذكرين الوقت عندما لم يكن يتكلم مطلقاً، وسوف تستمتعين بسماع حكاياته عن الألعاب التي أداها مع رفاقه والغذاء الذي تناوله صديقه اليوم وعن رأيه في إحدى شخصيات القصص التي تروينها له وعن أي شيء آخر يشغل تفكيره. كما يبدأ الآن في تعلم المهارة الأكثر تعقيداً وهي الكتابة.