بداية الحمل والتغيرات الحامل أثناء الحمل

يحتاج الجنين إلى أن تصل إليه مؤثرات جسمية وانفعالية صحية عن طريق الأم، وتؤثر الحالة النفسية للأم ـ بطريق غير مباشر ـ على نمو الجنين، فالخوف والغضب والتوتر والقلق عند الأم يستثير الجهاز العصبي الذاتي، وينعكس أثر ذلك في النواحي العضوية، مما يؤدي إلى اضطراب إفراز الغدد، وتغير التركيب الكيميائي للدم، مما يؤثر بدوره على نمو الجنين، ويلاحظ أيضاً أن التوتر الشديد يؤدي إلى مخاض أصعب، وأطول.
وقد ينعكس اتجاه الأم الحامل نحو حملها على حالتها الانفعالية في أثناء الحمل، ويُلاحظ أن المرأة التي تكره حملها، ولا ترغب فيه تكون أكثر ميلاً إلى الاضطراب الانفعالي، وأن الاتجاه السالب نحو الحمل يصاحبه عادة الغثيان، والتقيؤ، هذا إلى جانب أن الانفعال والاضطراب، وعدم النضج الانفعالي والصراع بين الزوجين، وسوء التوافق بينهما يرتبط بعدم التوافق مع الحمل، وظهور بعض الاضطرابات النفسية عند الأم، وربما يبدو ذلك بصورة واضحة في حالات الحمل غير الشرعي ومحاولات التخلص منه.
ويشير إلى غذاء الأم الحامل الذي يجب ـ برأيه ـ أن يكون متنوعاً حرصاً على صحتها وصحة جنينها، فالأم هي مصدر الغذاء الوحيد للجنين، وتؤكد البحوث أن نقص غذاء الأم ـ خاصة البروتين ـ ونقص الفيتامينات ـ خاصة فيتامين (ب) المركب يؤدي إلى تعب الحامل، ونقص جسمي لدى الجنين كالكساح أو البلاجرا، وفقر الدم والهزال، كما يؤدي إلى ضعف الجهازين العصبي والعقلي، والإصابة بالاضطرابات النفسية.
والغذاء المتكامل يحتوي على بروتين نباتي "العدس، الفول، اللوبيا، الفاصوليا"، أو حيواني "اللحوم بأنواعها، السمك بأنواعه، البيض"، الخضراوات الطازجة والفاكهة والحبوب والنشويات "الأرز والمكرونة والخبز" واللبن أو بدائله كما لابد أن يحتوي على اللون الأخضر الطازج كالجرجير أو البقدونس واللون الأحمر، كالطماطم، واللون الأصفر كالجزر، فالتنوع في الغذاء، له تأثيره إيجابياً على صحة الأم، والجنين.
اضطرابات الحمـل
وقد تحدث في أثناء الحمل اضطرابات مثل: الإصابة والنزيف، أو تسمم الدم في حالة التعرض لأول أكسيد الكربون والرصاص، أو زيادة جرعات بعض الأدوية، وهذا يؤدي إلى نتائج خطيرة في نمو الجنين، وقد تؤثر الولادة العسرة وإصابات الولادة في حالة الطفل العقلية والجسمية، ومثل ذلك بعض حالات الولادة الذي يستخدم فيه الآلات، وأخطاء التوليد، وقلة الأكسجين أو انقطاعه والنزيف في المخ.
كل هذا قد يؤدي إلى تلف في الجهاز العصبي المركزي تكون له نتائج سيئة على النواحي العقلية، والحركية مثل: الضعف العقلي والصرع. وفي حالات الولادة غير الناضجة أو المبتسرة يأتي الطفل ناقص الوزن، مما يجعل هناك احتمال تعرضه لخلل عصبي، ويلاحظ عند هؤلاء الأطفال المبتسرين صعوبات كلامية، ونقص التآزر الحركي، وتطرف النشاط إما بالزيادة أو النقصان، وصعوبات في ضبط عملية الإخراج.
ويلاحظ أيضاً وجود بعض الصعوبات الاجتماعية والانفعالية الذي يحيط بالطفل المبتسر، مما قد يؤدي به إلى شدة القابلية للتشتت وعدم التركيز وغير ذلك من الأعراض، كذلك تؤثر المحاولات المتكررة الفاشلة للإجهاض تأثيراً خطيراً على نمو الجنين. وأيضاً التعرض للأمراض الفيروسية والإشعاع، والإفراط في تناول العقاقير.