الاستغفار
• الغفَّار: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعنى الغفار: المتجاوز عن الذنوب، الساتر للعيوب، إلى ما لا يُحصى، مع كَمال القدرة والانتقام.
• قال تعالى: ﴿ وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى ﴾ [طه: 82].
•*الاستغفار: هو اعتِراف صريح من العبد بتقصيره وحاجته إلى مَعونة ربِّه، مع النَّدم على ما فعله مخالفًا لشَرع الله عز وجل، عازمًا على أداء المظالم إلى أهلها والاستقامة على ذلك ما بقي من عمره؛ وذلك واجب على كلِّ مسلم.
*
•*عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: كنَّا نعدُّ لرسول الله صلى الله عليه وسلَّم في المجلس الواحد مائة مرَّةٍ: ((ربِّ اغفر لي، وتُب علي، إنَّك أنت التوابُ الرَّحيمُ))؛ (رواه أبو داود، والترمذي، وقال: حديث صحيح).
•*عن أمِّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: "طوبى لِمن وَجد في صحيفته استغفارًا كثيرًا".
*
•*يقول سيد رحمه الله: "توبة تنصح القلب وتخلِّصه، ثمَّ لا تغشه ولا تخدعه، توبة عن الذَّنب والمعصية، تبدأ بالندم على ما كان، وتنتهي بالعمل الصالح والطاعة، فهي حينئذٍ تنصح القلب وتخلصه من رواسب المعاصي وعكارها، وتحضُّه على العمـل الصالح بعدها، التوبـة التي تظلُّ تُذكِّر القلـب بعدها وتنصحه، فلا يعود إلى الذنوب".
*
•*قال ابن حجر: "وقال القرطبي: الاستغفار هو الذي ثبت معناه في القلب مقارنًا للِّسان؛ لينحلَّ به عقد الإصرار ويحصل معه الندم، لا مَن قال: أستغفر اللهَ بلسانه، وقلبه مُصِرٌّ على تلك المعصية، فهذا الذي استغفاره يحتاج إلى الاستغفار".
*
•*قال ابن القيم رحمه الله تعالى: وقلت لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى يومًا: سئل بعض أهل العلم: أيما أنفع للعبد: التسبيح أو الاستغفار؟ فقال: إذا كان الثوب نقيًّا فالبخور وماء الورد أنفع له، وإن كان دنسًا فالصابون والماء الحار أنفع له.
*
•*وقال أبو موسى: "كان لنا أمانان، ذهب أحدهما - وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم - وبقي الاستغفار معنا، فإن ذهب هلكنا".
*
•*قال الفضيل بن عياض: "استغفار بلا إقلاعٍ توبةُ الكذَّابين".
•*وقال ابن القيم: "في بعض الآثار يقول إبليس: (أهلكتُ بني آدم بالذنوب، وأهلكوني بالاستغفار وبـ لا إله إلا الله)".
*
•*قال الحسن: أكثِروا من الاستغفار في بيوتكم، وعلى موائدكم، وفي طُرقكم، وفي أسواقكم، وفي مجالسكم أينما كنتم؛ فإنَّكم ما تدرون متى تنزل المغفرة.
*
•*قال أبو المنهال: ما جاور عبد في قبره من جارٍ أحَب من الاستغفار.
اللهمَّ اغفر لنا وارحمنا، وعافنا واهدنا وارزقنا.