طهارة الملائكة !!
طهارة الملائكة
أحاط بعض الناس عملية الطهارة “الطهور” بشيء من التقديس والتعظيم، فهي ليست عملية جراحية عادية لإزالة قطعة من الجلد من الذكر، ولكنهم جعلوا لها طقوسا وعادات فالطفل يرتدي في يوم الطهارة لبسا خاصا دائما ما يكون ابيض اللون عليه بعض النقوش التي تدفع عين الحسود.
ويتفاوت الاحتفال حسب المستوى المادي والاجتماعي ومن الناس من يختار أوقاتا مباركة من السنة كأن يكون القمر بدرا ويذبحوا الذبائح لهذه المناسبة السعيدة ومنهم من يكتفي بتوزيع الحلوى والشموع.
وفي بعض الأحيان يسأل الأهالي عن قطعة الجلد التي تزال من الطهارة لتعلقها على ثوب الطفل أو ذراعه بعد ربطها وتتركها تجف، بل ان بعض الامهات تسأل عن قطعة شاس مبللة بدم الطفل حتى تتمكن من الانجاب في المرات المقبلة.
ومع أن هذه الخرافات قلت كثيرا هذه الأيام، إلا أنها لا تزال موجودة وخاصة المناطق الريفية والأماكن النائية.
ومن ضمن الاعتقادات القديمة بقدسية عملية الختان كان يظن بعض الناس ان هناك بعض الاطفال تقوم الملائكة بطهارتهم وهم في بطون امهاتهم وهم لا يعلمون ان هذه حالة مرضية خلقية تكون فيها فتحة التبول في غير مكانها الطبيعي. فقد تكون الفتحة بعيدة عن المكان المعتاد وقد يؤثر هذا بالتالي في
قدرة هذا الطفل على الانجاب فيما بعد، ويحتاج الطفل في هذه الحالة الى تدخل جراحي في السنة الاولى من عمره لتصحح فتحة التبول فإذا وجدت الأم وليدها وبه هذه الحالة فيجب ألا تجرى له عملية الختان ويجب عرضه على جراح الاطفال، فقد يحتاج فيما بعد الى هذه القطعة من الجلد للعملية.
ويستحسن أن يجري التدخل الجراي عند سن السنتين.
وهذه الحالة ليست من الحالات النادرة فإن نسبة حدوثها تصل الى حالة بين كل 300 ولادة بل انه قد لوحظ انها في ازدياد واضح هذه الأيام بدون ان يعرف سبب ذلك.
وفي بعض الاحيان تكون هذه الحالة وراثية كأن يكون الأب أو أحد أقاربه قد عانى من هذه المشكلة أو يكون اثنان من الاخوة عندهم نفس المشكلة وخاصة إذا كان الاخوان توأماً.
ومن الاعتقادات الخاطئة ما يعتقده بعض الناس عن موعد الطهارة، وان جرح الشتاء افضل من الصيف، وان الروائح والعطور لها تأثير في جرح الطهارة أو أي جرح آخر.
فمن المؤكد ان عملية الختان يمكن اجراؤها في أي وقت وفي أي سن ولكن الأفضل إجراؤها في الاربعين يوما الاولى من حياة الطفل لأن ذلك يقلل من نسبة شعوره بالألم. كما أنه لم يثبت ان هناك تأثيرا في سرعة التجلط، والتئام الجرح في أي سن من حياة الطفل. ومع ذلك فإنه من الافضل عند الاشتباه ان يتم عمل تحليل لمعرفة سرعة النزف والتجلط عند الطفل لاستبعاد أي حالة من حالات عيوب التجلط مثل مرض الهيموفيليا.
ويحتاج الطفل الى تخدير كلي إذا كان عمره عند الختان أكثر من ستة شهور، تفاديا للألم
منقول