بعد الولادة قد يحتاج صغير الحجم إلى البقاء في العناية المركزة
ارتفاع ضغط الدم وتسمم الحمل يدلان على عدم إمكانية نمو الجنين والحاجة إلى التوليد المبكر
نمو الجنين ذو طابع وراثي
د.محمد بن حسن عدار
يعتمد نمو الجنين أثناء الحمل على العديد من العوامل أهمها العوامل الوراثية مثل حجمي الأم والأب وعدم وجود عيوب خلقية في الجنين، ثم يأتي بعد ذلك في الأهمية كمية الدم المغذي للجنين عن طريق المشيمة والحبل السري، وهذا بالتالي يعتمد على خلو الأم من الأمراض المزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض الكلى بالإضافة إلى عدم وجود عدوى أو التهابات أو أمراض خلل المناعة.
يستدل الأطباء على سلامة نمو الجنين بواسطة المتابعة للحامل من ناحية وزنها ونمو حجم قعر الرحم أثناء الحمل وأخذ قياسات محيط البطن والرأس وطول عظم الفخذ للجنين بواسطة الموجات فوق الصوتية وقياس حجم السائل الأمنيوسي بالإضافة إلى فحص موجات الدوبلر لقياس سرعة جريان الدم في الحبل السري. عند وجود أي شك في عدم سلامة الجنين أو صغر حجمه يجب اعادة هذه القياسات مرة كل اسبوعين على الأقل حتى يمكن الحكم عليها ثم وضعها على الرسم البياني المخصص للقياسات المأخوذة ومتابعته إذا كان النمو يتماشى مع الخط الطبيعي لعمر الحمل. يعتبر أي قياس من 2,5 من الانحراف الطبيعي لعمر الحمل تأخر في النمو. كما انه غالباً ما يصاحب تأخر نمو الجنين قلة السائل الأمنيوسي المحيط بالجنين خصوصاً في الحالات التي يصاحبها ارتفاع في ضغط الدم لدى الحامل أو مشاكل الكلى المزمنة. من المهم أيضاً ملاحظة عدم وجود أي عيوب خلقية لدى الجنين خصوصاً في الكليتين والتي غالباً ما يصاحبها نقص شديد في السائل الأمنيوسي.
يؤدي نقص السائل الأمنيوسي حول الجنين إلى عدم المقدرة على اكتشاف جميع العيوب الخلقية بواسطة الموجات فوق الصوتية وصعوبة الرؤية، حيث أن وجود كمية كافية من السائل حول الجنين مهمة لوضوح الرؤية بواسطة الفحص بالموجات فوق الصوتية.
أما بالنسبة للحوامل اللواتي يعانين من ارتفاع ضغط الدم أو تسمم الحمل فانه من المهم التأكد من خلو البول من البروتين أو الزلال وإجراء فحص الدم لقياس نسبة حمض اليوريك لأن ارتفاع نسبة هذا الحمض في الدم أثناء الحمل يدل على عدم امكانية نمو الجنين وإلى الحاجة إلى توليد الحامل بشكل مبكر أحياناً حتى لا يتأثر الجنين ويختنق داخل الرحم نتيجة نقص الدم المغذي له.
أما بعد الولادة، فإن الجنين صغير الحجم قد يحتاج إلى البقاء في العناية المركزة لحديثي الولادة خصوصاً إذا كان عمر الحمل وقت الولادة أقل من 37 أسبوعاً (أي قبل دخول الشهر التاسع من الحمل)، أما إذا تعدى الحمل الاسبوع 37، فقد لا يحتاج الوليد إلى الدخول إلى العناية المركزة، ولكنه يحتاج إلى عناية خاصة لحمايته بصفة خاصة من انخفاض درجة الحرارة والبرد، حيث إن جسمه لا يحتوي على كمية كافية من الدهون التي تحميه من ذلك، كما انه يحتاج إلى عناية غذائية خاصة حتى يتمكن من النمو بشكل جيد، وقد يستغرق الأمر ستة أشهر أو أكثر قبل أن يتمكن من اللحاق بأقرانه من نفس العمر من ناحية الوزن. أما بالنسبة لنسبة الذكاء فانها لا تتأثر بصغر حجم الجنين إذا كان خالياً من العيوب الخلقية ولم يتعرض لأي اختناق أثناء الحمل والولادة ويمكن الاستدلال على ذلك بواسطة تخطيط قلب الجنين وفحص موجات الدوبلر لقياس سرعة جريان الدم في الحبل السري.
أما بالنسبة للحامل التي أنجبت في السابق طفلا صغير الحجم عن أقرانه فعليها اجراء الفحوصات قبل الحمل مرة أخرى للتأكد من سلامة وظائف الكليتين لديها وضغط الدم وعدم وجود أي أمراض مزمنة لديها بالإضافة إلى علاج أي التهابات.
يعتبر استخدام عقار الاسبرين من بداية الحمل من أهم الأمور التي يجب على مثل هذه الحامل اتباعها لانه يساعد على زيادة نمو حجم الجنين في المرات التالية، ولكن من المهم إيقاف استخدامه إذا كان لديها موانع لذلك، كما انه يجب التوقف عن استخدامه بعد نهاية الشهر السابع من الحمل أو قبل الولادة على الأقل بثلاثة أيام لانه قد يؤدي إلى حدوث نزيف أثناء الولادة قد يهدد حياة الأم. كما أنه يجب معرفة انه لا توجد عيوب خلقية تذكر مصاحبة لاستخدام الأسبرين أثناء الحمل، ولكن على الحوامل اللواتي يعانين من نزوح أو نزول المشيمة أو انفصال المشيمة عدم استخدامه تفادياً لحدوث النزيف أثناء الحمل.