قال باحِثون إنَّه كلَّما تعرَّضت المرأةُ في أثناء الحمل إلى المزيد من نزلات البرد، وغيرها من أشكال العدوى الفيروسيَّة، كان صغيرُها أكثرَ ميلاً إلى الإصابة بالرَّبو.
اشتملت الدراسةُ على 513 امرأة حاملاً في ألمانيا وعلى 526 من أطفالهنَّ؛ حيث ملأت الأمَّهاتُ استماراتٍ في أثناء الحمل، ثُمَّ عندما بلغ صغارهنَّ الشهرَ الثالث من العُمر فالعام الأول من العُمر؛ ثمَّ كلَّ سنة إلى أن بلغَ الصغارُ العامَ الخامس من العُمر.
خلُصَ الباحثون إلى أنَّ مُستوى تعرُّض الأمَّهات إلى أنواع العدوى الفيروسيَّة والبكتيريا في أثناء الحمل يُؤثِّرُ في بيئة الرَّحم؛ ولهذا يُواجه الصغارُ خطرَ الإصابة بالرَّبو والحساسيَّة في الطُفولة.
قال الدكتور ميتش غريسون: "إضافةً إلى خطر الإصابة بالرَّبو، يُواجه نفسُ الأطفال الذين تعرَّضوا مُبكِّراً إلى مواد تُثيرُ الحساسيَّة، مثل غُبار المنزل وما يتساقط عن فراء الحيوانات الأليفة، زيادةً في احتمال المعاناة من التحسُّس عندَ بلوغ العام الخامس من العُمر".
"عندما فحصنا العَوالقَ الدقيقة في الغُبار الموجود على المفارش التي تستعملها الأمَّهاتُ وصغارهنَّ، وجدنا أنَّ الصغارَ الذين تعرَّضوا بشكلٍ شديد إلى عوالق الغُبار الدَّقيقة، لكن مع تعرُّض مُنخفض إلى البكتيريا، كانوا أكثرَ ميلاً للإصابة بالحساسيَّة تجاه عوالق الغُبار، بالمُقارنة مع الصغار الذين تعرَّضوا بشكلٍ قليل إلى تلك العوالق، لكن مع تماسّ أعلى مع البكتيريا".
من بين العائلات التي اشتملت عليها الدراسةُ، كانت نسبةُ 61 في المائة من الآباء تُعاني من الرَّبو وحُمَّى القشِّ (نوع من حساسية الأنف) أو الإكزيمة.
قال الدكتور ميخائيل فوغس، رئيسُ الكلِّية الأمريكيَّة للحساسيَّة والربو وعلم المناعة: "نحن نعلم أنَّ الجنينَ يُمكن أن يُصابَ بالحساسيَّة والرَّبو داخل الرَّحم، نظراً إلى أنَّ علمَ الوراثة يُمارس دوراً في هذين المرضين".
"لكن، تُبيِّنُ دراستُنا كيف يُمكن أن يبدأَ تأثيرُ البيئة، التي تعيش ضمنَها الأمُّ خلال الحمل، في الصغير قبلَ ولادته".