ليس بروعتك غاليتي أسوم
لحظة الولادة :
فور ولادة الرأس ، يستدير طفلك ليجعل عنقه مستقيما وإذ به في مواجهة جنبك من جديد . مع حدوث التقلص التالي ، يلد كتفاه واحدا تلو الآخر في حين تبقى يداه ملتصقتين بجسمه . فور مرور الكتفين ، ينزلق ماتبقى من جسده بسرعة - عندها يمكنك أن تتنفسي الصعداء لأن طفلك ولد أخيرا .
جسدك الحامل :
التغيرات الداخلية :
منذ لحظة الإخصاب الأولى ، يبدأ جسدك بالتكيف لتأمين الغذاء الضروري لطفلك المتنامي وضمان نموه . مع أن بعض التغيرات التي تطرأ ظاهرة للعيان غير أن بعضها الآخر لايلاحظ على الفور .
غالبا مايبدأ ظهور أول أعراض الحمل في الفترة القريبة من تاريخ تفويت الدورة الشهرية لأول مرة . فتعانين من إيلام في ثدييك ، وتعب وغثيان . من المحتمل أن تسبب هذه التغيرات وغيرها الناتجة من الحمل تهيجا أو انزعاجا لكن معالجتها ممكنة في معظم الأحوال . في المقابل ، لايجب تجاهل أي انزعاج أو ألم خارج عن المألوف .
التغيرات الهرمونية :
يشهد الحمل نشاطا هرمونيا مكثفا . فيزداد إنتاج الهرمونات الموجودة ازديادا مفاجئا فيما تنتج هرمونات جديدة لتستجيب لحاجات الحمل الخاصة .
هرمون الحمل :
تفرز المشيمة المتنامية ، عندما تبدأ تعششها داخل الرحم ، موجهة الغدد التناسلية المشيمائية البشرية (hcg) أو هرمون الحمل . شاعت تسمية هرمون الحمل للدلالة على هذا الهرمون لأنه يرصد في اختبارات الحمل . هذا الهرمون مهم للغاية لأنه يفتعل نشاطا هرمونيا آخر يحول دون حدوث الحيض من جديد ويضمن استمرار الحمل . في المقابل ، يسبب هرمون الحمل بعض التأثيرات الملحوظة إذ يعتقد أنه مسؤول جزئيا عن أعراض الغثيان والقيئ - مايعرف بغثيان الصباح - التي تظهر في الفصل الأول من الحمل .
البروجسترون :
يمكن إيجاد هرمون البروجسترون عند النساء غير الحوامل لكن بمستويات أدنى بكثير . ينتجه المبيضان أولا ومن ثم المشيمة مابين الأسبوع الثامن والتاسع وهو يؤدي دورا مهما في ضمان استمرارية الحمل كما يحول دون أن ينقبض الرحم بقوة ويتعرض الجنين بالتالي للخطر .
إن النساء الحوامل اللواتي لجأن إلى إحدى التقنيات المساعدة للإخصاب ، كالإخصاب في المختبر أو حقن النطاف والبويضة في قناة الرحم ، يخضعن أيضا للعلاج بالبروجسترون يأي على شكل حبوب ، أو تحاميل ، أو هلام مهبلي أو حقن .
يحافظ هرمون البروجسترون على وظائف المشيمة ، ويقوي جدران الحوض استعدادا للمخاض ، كما يرخي بعض الأربطة والعضلات في جسدك . لكن الاسترخاء الناتج منه قد يسبب بعض التأثيرات الجانبية المزعجة .
يسبب البروجسترون تكاسل عضلات الأمعاء فينتج من ذلك أحيانا إمساك وشعور ((بالتخمة)) بعد تناول الطعام كما إنه يرخي المصرة ، وهي حلقة من العضلات تقع بين المريء والمعدة ، فيتأتى عن ذلك أحيانا حرقة في فؤاد المعدة . يساهم البروجسترون أيضا في توسع الأوردة فتظهر الدوالي .
للبروجسترون في المقابل دور مهم وهو تحضير ثدييك لعملية إنتاج الحليب . فهذا الهرمون يساهم في تحفيز جهاز الضخ في ثدييك ونموه وبالتالي توافر الحليب بحلول الفصل الثاني من الحمل . ويتأتى عن ذلك تأثيرات قد تشعرين بها في أوائل الحمل كاللإيلام في الثديين .
الأستروجين :
ترتفع مستويات هذا الهرمون أيضا في خلال الحمل . في أوائل الحمل ، يساهم الأستروجين في تحضير بطانة الرحم فيزداد عدد الأوعية الدموية والغدد الموجودة في الرحم . يساهم الأستروجين أيضا في إحداث زيادة في حجم الدم ماقد يسبب نزفا في اللثة والأنف . أما مفعوله الأبرز فهو إحمرار البشرة فيظهر على وجهك ((الوهج)) المألوف عند الحوامل .
الهرمونات الأساسية الأخرى :
يؤدي عدد من الهرمونات الأخرى ، إلى جانب هرمون الحمل ، والبروجسترون ، والأستروجين أدوارا محددة طوال فترة الحمل :
* محفز الإلبان البشري المشيمي (hcs أو hpl) :
هو الهرمون الذي يضبطه الأستروجين وتنتجه المشيمه بكميات كبيرة . أنه يؤدي دورا في نمو الطفل ويساعد ثدييك على تنمية الغدد الضرورية للرضاعة . إنه يقوم أيضا بتعبئة الدهون لكي تمدك بالطاقة اللازمة كما أنه يساهم في نمو طفلك .
* الكالسيتونين :
هو الهرمون الذي يحافظ على الكالسيوم ويعزز تخليق الفيتامين د (d) ، فتستقر معدلات الكالسيوم ومتانة العظام بالرغم من تزايد حاجة طفلك إلى الكالسيوم .
* الثيروكسين (ت4 وت3) :
هو الهرمون الضروري لضمان نمو جهاز طفلك العصبي المركزي . إنه يزيد استهلاكك للأكسجين ويساعد طفلك على معالجة البروتينات والكربوهيدرات . بالإضافة إلى ذلك ، يتفاعل هذا الهرمون مع هرمونات النمو لتنظيم نمو طفلك وتحفيزه .
* الريلاكسين :
هو الهرمون الذي يحث عنق الرحم وعضلات الحوض والأربطة والوصلات على الأسترخاء استعدادا للولادة .
* الأنسولين :
هو الهرمون الذي يساعد طفلك على تخزين الطعام ويضبط مستويات الغلوكوز . في حال أصبت بالسكري وفي حال كان وضعك الصحي غير مضبوط كما يلزم ، من الممكن أن ينمو طفلك أكثر من اللازم وأن يواجه يالتالي مشاكل في الحفاظ على توازن في مستويات الغلوكوز في دمه .
* الأوكسيتوسين :
هو الهرمون المتميز بمفعوله التراكمي الإيجابي فهو يفرز نتيجة تمدد عنق الرحم في أثناء المخاض ليحث بدورة الرحم على الإنقباض أكثر فأكثر .
نسجا على المنوال نفسه ، يفرز الأوكسيتوسين نتيجة إثارة الحلمتين في خلال الرضاعة فيسبب بدورة تدفق الحليب عند تفعيل منعكس در الحليب .
* الإيرثروبويتين :
هو الهرمون الذي تنتجه الكليتان وهو يزيد كتلة خلايا الدم الحمراء وحجم البلازما عن طريق احتباس الملح والمياه .
* البرولاكتين :
هو الهرمون الذي يحضر الثديين لعملية الإرضاع ويعزز نمو طفلك .
التغيرات في الدورة الدموية :
بعد الإخصاب بقليل ، تطرأ تغيرات جذرية في دورتك الدموية أبرزها : زيادة في حجم الدم الذي يجول في دورتك الدموية بنسبة 50 في المئة بحلول الأسبوع 30 . هذه الزيادة الكبيرة ضرورية لتمكن جسدك من تأمين الدم الكافي لطفلك المتنامي ، ورحمك المتوسع ، والمشيمة النامية .
بالرغم من هذه الزيادة في حجم الدم ، يعاني بعض النساء من انخفاض في عدد كريات الدم في خلال الحمل . ويعود سبب ذلك إلى أن فحص الدم يأخذ بعين الأعتبار عدد خلايا الدم نسبة إلى كمية بلازما الدم - وهو السائل الذي تسبح فيه خلايا الدم - وأن حجم بلازما الدم يميل إلى الأرتفاع فيتعدى عدد خلايا الدم . تسمى هذه الحالة ((فقر الدم التخفيفي)) . يمكن أن ينتج فقر الدم من نقص في الحديد أيضا وعندها قد يصف لك الطبيب المعالج مكملات الحديد .
من المحتمل أن تلاحظي أيضا تسرعا خفيفا في دقات قلبك وهذا عرض طبيعي لأنه يدل على أنك تتكيفين مع حالتك كامرأة حامل . لا أحد يعلم بالضبط سبب تسرع دقات قلب المرأة في أثناء الحمل لكن إحدى النظريات تعتبر أنها الوسيلة الوحيدة التي نستطيع من خلالها بأن نتأكد من أن حجم الدم الزائد يجري في كل أرجاء الجسد .
التغيرات في ضغط الدم :
يطرأ تغير آخر في دورتك الدموية وهو تغير ملحوظ ألا وهو التفاوت في ضغط الدم . في الواقع ، يسجل انخفاض في ضغط الدم عند بعض النساء في الفصل الأول من الحمل ليبلغ أدنى مستوياته في النصف الثاني من الحمل . يمكن أن يسبب انخفاض مفاجئ في ضغط الدم - عندما تنهضين بشكل مفاجئ في ضغط الدم - عندما تنهضين بشكل مفاجئ مثلا - دوخة أو حتى إغماء . لاداعي للقلق لكن عليك إبلاغ الطبيب المعالج بذلك .
قد يصاب عدد النساء بارتفاع في ضغط الدم علما أن هذه الحالة تأتي من دون أي أعراض وقد يلاحظها الطبيب المعالج في خلال فحص عام روتيني يقوم به ، وعندها سيقرر مراقبك عن كثب .
التغيرات في جهاز التنفس :
من المحتمل أن تشعري بضيق النفس في أواخر الحمل والسبب وراء ذلك هو طفلك المتنامي الذي يمنع رئتيك من التمدد بشكل تام . عند شعورك بضيق النفس ، عليك الجلوس والتنفس بشكل منتظم ودفع رئتيك صعودا ونزولا بشكل متعمد . لكن في حال تفاقمت حالة ضيق النفس أو تعرضت لألم مفجئ في الصدر ، راجعي الطبيب فورا .
التغيرات في الأستقلاب (الأيض) :
إذا شعرت بالجوع طوال الوقت ، أو في ساعة متأخرة من الليل خاصة ، أعلمي أن سببا فيزيواوجيا وراء ذلك . ففي خلال الحمل يستمد طفلك المتنامي الغلوكوز وغيرها من المواد الغذائية من دورتك الدموية ليلا ونهارا . نتيجة لذلك ، قد تنخفض مستويات السكر في دمك بين وجبات الطعام أو في خلال فترة النوم ، فتشعرين عندئذ بالجوع . في حال شعرت برغبة جامحة في تناول الطعام حاولي تناول عدة وجبات خفيفة صغيرة ومنتظمة بدلا من الأكتفاء بوجبات كبيرة وأقل عددا .
الصحة أولا :
مقدمات الارتعاج (الانسمام الحملي) : يحتمل أن تسبب مستويات عالية من البروجسترون تشوشا في الرؤية وصداعا في أثناء الحمل . في المقابل ، إذا عانيت من هذين العرضين بشكل دائم في المرحلة الأخيرة من الحمل ، استشيري الطبيب المعالج فورا ، لأنك قد تكونين مصابة بمقدمات الارتعاج وهي حالة قد تؤدي إلى الارتعاج الذي يعرض حياك للخطر .
بعد الخضوع للفحص بالأمواج فوق الصوتية (الإيكو) ، يمكن الحصولعلى صورة تشاركينها مع الآخرين فيسهل بذلك جعل طفلك أقرب إلى الحقيقة .
تحدثنا عن التغيرا الداخلية في جسد المرأة الحامل وسوف نكمل بمشيئة الله تعالى مع التغيرات الخارجية في جسد المرأة الحامل مع تمنياتي للجميع بالمتعة والفائدة
اختكم /اوراق الخريف