![](http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1403214852_585.gif)
"زوجي يجلس بالساعات امام الكومبيوتر حتى شعرت أنه ضرتي" ، "اكتشفت أن زوجي يخونني مع فتاة عبر غرف الدردشة" ، "الفيس بوك يتسبب في طلاق زوجين" .. جمل وأخبار كثيرا ما سمعناها في الآونة الأخيرة بعد ان أصبح الكومبيوتر والانترنت في معظم البيوت العربية ، وبدلا من يستخدمه الإنسان في العلم والفائدة طوعه كثيرون في سبل محرمة هدمت استقرار البيوت وهزت أعمدتها، فما السبيل لصيانة البيت المسلم من الخيانة الإلكترونية؟
تقول (ا . م) ربة منزل : " لاحظت جلوس زوجي بالساعات على الانترنت وانشغاله الشديد بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" ، ولم أعبأ بالأمر كثيرا لأنني أعرف أنه يهوي الكتابة ويحب التواصل مع الناس، لاسيما وأنني أنا ايضا ادخل على هذا الموقع كثيرا" .
وبمرور الأيام لاحظت أنه يضيف العديد من السيدات والبنات الى صفحته الخاصة ويكثر التعليق عندهن وهن أيضا يعلقون في صفحته ويستخدمن الدعابة معه ، وعندما عاتبته في هذا انفعل مستنكرا اني اشك في اخلاصه، وأن الأمر لا يعدو نقاشات عابرة.
وتكمل :" الى أن جلست على الحاسب ذات مرة ووجدته قد نسي حسابه على الفيس بوك مفتوحًا ففتحت رسائله وكانت الصدمة ، أنه يحاور فتيات ويغازل احداهن ويصرح لها بحبه !!!".
صارحته حينها وطالبته بتحديد موقفه ، فلم ينف ما حدث وقال انه مجرد استرسال في الحديث مع الفتاة ساقه اليه الشيطان ، وانه حريص على زواجنا ، ووعدني بحذفها من صداقاته ، ووجدت نفسي مضطرة لأن أصدقه حفاظا على بيتي وحماية لمستقبل ابنائي".
وتسطرد قائلة :" منذ هذا الحادث وبدأت دوامات الشك تساورني واصبحت اشك في كل تصرفاته وكل مرة يجلس في على الشبكة العنكبوتية احس أنه يخونني ".
أما (هـ . ح) موظفة، فأجابت بحزن شديد عندما سألناها عن الخيانة الإلكترونية للأزواج قائلة : " مللت خيانة زوجي ولم أعد أتابعه خشية أن أكتشف خيانة جديدة تعكر حياتي وتكدر نفسيتي ، فلقد خانني مرارا وتكرارا مع الفتيات اللاتي يقوم بمحادثات معهن ، وجربت معه كل أنواع النقاش والخلاف والغضب ، ووعدني كثيرا انه لن يفعل ذلك ، ولكن كل مرة يعود ويحادثهن بشكل غير لائق ، حتى مللت خيانته ومللت مراقبته وأصبحت أقول لنفسي سأعيش من أجل أبنائي لأن الخائن لايستحق مني اي شئ".
وتقول ( م. م) : موظفة " زوجي مزدوج المعايير فهو يتحدث الى الفتيات عبر مواقع التواصل وعبر الهاتف، بينما يحذرني أن أضيف أي رجل في حسابي الالكتروني على هذه المواقع ، وأحيانا يحدثني عمن تكلم معها وعن الصداقات التي كونها عبر هذه المواقع وينسى ان لي قلبا ومشاعر تحس بالغيرة وتستنكر فعله وحينما اعاتبه في هذا لا ينتهي الخلاف بيننا حتى أنني آثرت الصمت وعدم التحدث في هذا الأمر".
أما (ر. ط) وهي موظفة فحسمت موقفها بالقول : " منذ بداية زواجنا رفضت دخول الحاسب الآلي منزلنا ورفضت اقتناءه لأني علمت بالكثير من المفاسد التي يجلبها والتي قد تؤدي إلى خراب البيوت ، وأحمد الله ان زوجي مشغول بعمله ولا يفتح غرف الدردشة أو مواقع التواصل ".
لذة وقتية
يقول دكتور جاسم المطوع الخبير بالعلاقات الأسرية : " لو أن الخيانة الزوجية تؤدي إلى السعادة الحقيقية، والإشباع والرضا، فإن خبراء عديدين سينبرون حتما للدفاع عنها ولدعوة الأزواج لاغتنام كل فرصة سانحة، أما وأن معظم الذين يخونون زوجاتهم يشعرون بآلام في أعماق وجدانهم وضمائرهم، ويواجهون وخز الضمير، ويعيشون القلق من احتمال انكشافهم، وتطغى عليهم أوجاع الشعور بالذنب، فإن ذلك يعدّ درساً لكل من تسوّل له نفسه".
ويؤكد المطوع : " لعل من جرّب الخيانة يعلم أن ما حصل عليه ليس سوى لذة عابرة لا تساوي مقدار الخوف والقلق الكبيرين المصاحبين لها، ومن المؤكد أن الخائن لزوجته يستصعب النوم وهو يراجع نفسه ويسأل نفسه "كيف فعلت هذا؟".
ويخاطب كل زوج يفكر بالخيانة قائلا: "تخيّل ماذا سيكون موقفك لو أن الطرف الآخر كشف أمرك. من المؤكد أن الحياة ستنفجر في وجهك، وكثيراً ما انتهت علاقات زوجية إلى القتل بسبب اقتراف أحد الزوجين جرم الخيانة. ثم إنه ما من شيء يجلب الخيانة مثل الخيانة نفسها، بمعنى أنه في حال عرفت الزوجة عن زوجها الخائن، فإنها ربما تسوّل لها نفسها الرد عليه بالأسلوب نفسه".
الفراغ والمغامرة
من جهتها، ترى الأخصائية الاجتماعية فوزية علاجي، أن من الأسباب المؤدية للخيانة الالكترونية، "عدم تفهم الزوج أو الزوجة لاحتياجات شريكه الجنسية و مقابلة صراحته معه بالنسبة للأمور الجنسية بتهكم وسخرية أو باللامبالاة فيأتي اللجوء إلى الخيانة عبر الانترنت، باسم مستعار ".
وتؤكد علاجي خطورة "الفراغ بمعناه الحقيقي وبمعناه النفسي"، كسبب رئيسي للخيانة الزوجية، وتضيف: "في بعض الحالات يكون الفراغ نفسي بتجاهل الطرف الآخر له فالفرد بطبيعته يحب أن يكون جزءا من جماعة يتجاذب معهم أطراف الحديث والزيارات و ويشاركهم الاهتمامات والهوايات، ولا ننسى أن من مميزات التعارف على الإنترنت أن الشخص يستطيع اختيار الشخص الذي يتناسب مع أهوائه ورغباته الشخصية بسهولة".
كذلك ترى أن "متعة المغامرة" سبب مؤدي للخيانة، وتقول "إذا لم يوجد جديد في حياة الزوج أو الزوجة فقد يلجأ أحدهما لخوض المغامرة فيعتبرها في البداية مجرد لعبة مسلية ما تلبث أن تصبح جزءا من حياة الإنسان، جزء يملئ وقته وعقله وقلبه".
وتؤكد الدكتورة فوزية أن هناك الكثير من الأسباب الأخرى، التي تبرر للشخص إقامة علاقات غير مشروعة، مثل إقناع نفسه أن شخصيته عبر الإنترنت غير معروفة، وأن علاقاته هي علاقات عابرة ولن تؤثر على شريك حياته، كما يوهم نفسه أن هذه العلاقات "غير محرمة شرعاً"، وقد ترى بعض السيدات أن العلاقات عبر الإنترنت هي لمجرد "رد الصاع للزوج الذي له علاقات نسائية عبر الإنترنت"!
الميثاق الغليظ
وما من محصن للقلوب والبيوت خير من الرباط المقدس والـ"ميثاق الغليظ" الذي أقره الله تعالى حتى جعل الطلاق أبغض الحلال عنده ، فالميثاق الغليظ ليس مجرد ورقة يكتبها الزوجان عند المأذون .
يقول الله تعالى { وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا فَلا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا * وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا } فكذلك أخذ الله على الأزواج ميثاقا غليظا بالعقد .
ولكن يظل السؤال ماذا تفعل الزوجة اذا اكتشفت خيانة زوجها ؟
كيف يمكن للزوجة أن تحل هذه المشكلة دون تخريب أسرتها، ودون تفكيك هذا الميثاق الغليظ ؟
إليك أختي بعض النصائح :
أولا: إذا تكرر الأمر وتأكدتِ صارحي زوجك باكتشافك خيانته ذكريه بالله وعقوبة الله تعالى العاجلة والآجلة، وليكن ذلك بأسلوب يجمع بين عتابك له وحرصك على العلاقة بينكما وأشعريه بإشفاقك عليه، واتركي له مساحة تحفظ ماء وجهه امامك حتى لا تضطريه للمكابرة والتمادى في خطأه.
ثانيا: إذا تأكدت من شخصية تلك المرأة التي يخونك معها فكلميها وذكريها بالله تعالى وأخبريها بأنها تهدم بيتا مسلما، ومن فعل ذلك كان حرياً بعقوبة الله تعالى، وهدديها بإخبار أهلها زوجها إن هي استمرت على ذلك.
ثالثا : قفي مع نفسك وقفة مصارحة واسأليها ما الذي جعل زوجك يخونك؟، وحاولي ان تعالجي مواطن التقصير فهل اهملت التزين له وحسن ملاعبته ومعاشرته أو هل افتقد فيك العقل الذي يرتكن اليه ويستشيره أو انشغلت عنه بماديات الحياة ومتطلبات المنزل؟
رابعا: المعاصي والذنوب من أكبر أسباب المصائب والمشاكل التي تقع في حياة الإنسان، قال تعالى {وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير}، فراجعي علاقتك بربك وأدائك لأوامره سبحانه، فقد يكون ما أصابك بسبب تقصيرك في ذلك.
5- عليك بالدعاء خاصة في أوقات الإجابة، فهو نعم المعين، وهو الجواد الذي لا يرد سائلاً.