السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه مشاركتي في مسابقة الموضوع المميز
قصه قصيره
لمن السعاده ؟؟
نشأت في قرية صغيره وبعيدة عن كل مايمت الى المدينة بصلة قرية محرومة من أبسط أساليب الحياة العادية ومتطلباتها وخدماتها لهذا كان نصيبي من التعليم معدوما ولم يكن في قريتنا مدرسة لتعليم الاطفال ولكن كان هنالك شيخا كبيرا في السن يعلم الاطفال القران الكريم فتعلمت القران وحفظته ولكن ما أن بلغت سن العاشرة من العمر حتى أمرت بالبقاء في البيت والعمل فيه وعدم الخروج نهائيا فقد كانت كل احلامي بعد بلوغي سن الخامسة عشر ان اتزوج لعلي اجد في هذا الرجل الذي يقال انه زوجي متنفسا من الحرمان الذي اعانيه وأخيرا طرق بابي شيخ كبير في السن لكنه يملك ثروة لابس بها وبه ثلاث زوجات وتزوجت به بعد اجباري على ذلك وقلت لعلي اجد الامان لكن لم يتغير شيئا فقد زاد حرماني حرمانا وتعبي تعبا والما فقد كان يحتاج الى رعاية كبيره وعناية وسهر فقد كنت اعمل طول النهار والليل في سبيل رعايته وكنت اذهب معه الى مضمد القرية الذي يشرف على علاجه وهكذا مرت الايام ثقيله وممله ولم اجد عند هذا الشيخ اي نوع من الحب والامان ...و فجأءه اختفى هذا المضمد من القرية ولايدري احد اين ذهب ؟؟ وبدءت حالة زوجي الصحيه تسوء فلم اجد احد يساعده وكان من المستحيل نقله للمدينه للعلاج وفي نفس الوقت كانت تضهر علي بوادر الحمل في الوقت الذي كانت حالة زوجي في تدهو مستمر يوما بعد يوم الى ان توفى وتركني وحيده وكان علي الرجوع الى بيت اهلي والتخلص من العذاب الذي تركه لي زوجي ثلاث زوجات واولادهم رجال في سن ال الخامسه عشر والعشرين رجال في غاية القسوة والانانية وعدت الى بيت اهلي .. وقررت التخلص من الجنين الذي في احشائي خوفا من ان تكون انثى واحملها في هذه الحياة مالم اتحمل ونسيت رحمة ربي فذهبت الى امرأه عجوز في القرية لتقوم باجهاضي ولكنها رفضت بعد ان عرفت السبب وطلبت مني ان اذهب معها الى القرية المجاورة وهي تبعد مسيرة ثلاث ايام فأن فيها شيخ كريم ومبارك يقرأءه على بطن المرأة الحامل فيخرج مولودها الى الدنيا سعيدا ؟؟ وشاع خبر هذا الشيخ في قريتنا والقرى المجاورة وكان عليا ان اذهب الى هذا الشيخ في حدود الشهر التاسع من الحمل وفرحت لعلي امنح طفلي السعاده التي حرمت منها وبدأت انتضر بفارغ الصبر وما ان وصلت الى الشهر التاسع حتى ذهب الى المرأة العجوز ورحلت معها الى القرية المجاورة لكي احصل على السعادة لطفلي ؟؟وكان الطريق متعبا وشاقا الامر الذي جعلني اصاب بالتعب وكلها في سبيل الحصول على السعاده !!!
وما أن وصلنا الى القرية حتى سالنا عن الشيخ ذهبنا اليه لكي يقرأعلي الحجاب الذي يمنح طفلي السعاده وكانت المفاجأة !!! فاذا بهذا الشيخ الذي شاع خبره الذي يمنح السعاده فأذا به هو المضمد الذي كان يعالج زوجي وكان وقتها قد ترك قريتنا ورحل وأختفى عن الانظار بسبب قضية شرف يطلب بها فهرب وجاء الى هذه القريه وادعى بأنه رجل صالح من اولياء الله فهذه افضل مهنه رجل في منصف لعمر وسط ناس يخيم الجهل على عقولهم وعرفني الرجل وعرفته لكني لم انطق بكلمة امام المرأة العجوز وبدا الرجل قراءة الحجاب وكان الخوف بادئ على وجهه من أن يفتضح امره وبعد قراءة الحجاب طلب من المرأة العجوز الخروج من المكان لان الارواح سوف تحضر والمطلوب ان تجد صاحب الشأن فقط فخرجت المرأة على الفور وبدأ يتحدث لي وقال بصوت منخفض " ارجوك أن لاتخبري احدا فانا هنا منذ اكثر من سنة اعيش في القرية بيم هؤلاء البسطاء بعد ان هربت من قضية شرف ولا اريد ان يعرف احد ولا تصدقي ان احدا يمنح السعاده غير الله قومي توكلي على الله وصلي وطلبي من الله اسعاد طفلك وان يسهل امرك وقال ان الله سبحانه وتعالة قال في كتابه العزيز بسم الله الرحمن الرحيم "يعز من يشاء ويذل من يشاء بيده الخير وهو على كل شيء قدير " صدق الله العظيم
خرجت من عند الشيخ والدموع في عيني وصليت وتوسلت الى الله ان يعوضني عما فات وان يسعد طفلي وبعد ان اكملت الصلاة والدعاء احسست بألم الولاده وقامت المرأة العجوز بمساعدتي ووضعت طفله جميلة اسميتها "جواهر" وكانت في غاية الجمال عندما رأتها العجوز قالت تبارك الخالق فيما خلق بعد مرور ثلاثة ايام على الولاده قررت انا والعجوز العوده الى قريتنا وقطعت عهدا على نفسي ان اعمل ليل نهار من أجل سعادة صغيرتي وأن اعوضها ما حرمت منه وبدءت العمل في الخياطة وفي كل عمل يدر عليا بالمال الحلال وبدأت جواهر تكبر وكانت قد فتحت اول مدرسه لتعليم الاطفال في القريه والتحقت بها جواهر وأكملت المرحلة الابتدائيه والمتوسطه والثانويه ووصلت الكلية وكانت قريتنا في هذه الفتره اي حوالي الخمسة والعشرين عاما قد دخلتها الكثير من الخدمات الامر الذي سهل عليا حلمي وهو التحاق جواهر في الكليه ودخلت ابنتي الكلية والتقت بشاب من القرية المجاورة وبعدما تخرجت جاء هذا الشاب خاطبا فكتملت فرحتي بخطبة جواهر وبعد خطوبتها كنت قد بدأت اقص عليها حكاية المرأة العجوز وبحثي عن السعاده لها وكيف ان الله تعالى استجاب دعائي في تلك اللية ووهب ابنتي السعاده التي حرمت منها فضحكت جواهر وقالت :- نعم أن الخير كله بيد الله سبحانه وتعالى الا ان الناس مالم يغيروا انفسهم فهم لم يحصلو على السعاده فأن تطور المجتمع والتقدم وفتح المجال أمام المرأة للدراسة واحترام رأيها في الاختيار هو الذي يمنح السعادة لها فالله سبحانه وتعالى يعطي الفرص اما كيفية استغلالها قد تركها سبحانه وتعالى لهم وقالت ان الرجل في القرية يربط بين التعليم والشرف وأن اكثر بنات القرية هن سجينات البيت لكي يستطيعوا ان يسيطروا عليهن دون مناقشة او اعتراض وهذا مايجعل حياتها كلها الما وشقاءا لان المرأة اذا تعلمت طالبت بجميع حقوقها وأحست بالظلم الذي يفرضه العالم عليها وهذا سبب شقاءك انتي والنسوة سابقا ... وعندما اكملت جواهر حديثها ضحكت لانني لم افهم من كلامها شيء فأ نا أمرأة بسيطه ولكنني تذكرت الاية الكريمة التي قالها لي الرجل في القرية قبل خمسة وعشرين عاما
بسم الله الرحمن الرحيم "يعز من يشاء ويذل من يشاء بيده الخير وهو على كل شيء قدير"
صدق الله العظيم .
دمتم في أمان الله