"حِين تقرأ القرآن، وﻻيهتزّ قلبك*!"
حينَ تقرأ القرآن، وﻻ يهتزّ قلبك! ترتّل وتتغنى، تُغنُّ وتُشمّ وتمدُّ ستًا، وﻻ شيء يمتدّ بداخلك!
ﻻ شيء..
يلهجُ لسانك بالوحي، وقلبك يتسكّع في أزقّة الحياة*!!
تقرأ ( إنَّ الله اشترى من المؤمنين أنفسهم )، وقلبك هناك.. في السّوق، يبيع ويشتري، ﻻ يلتفتُ إلى المُربحة العظيمة التي يقرؤها !!
تقرأ ( وجوهٌ يومئذ ناضِرة * إلى ربها ناظرة )
وعيناك الصغيرتان تحدّقان في شاشة الهاتف. تصلك رسالة قصيرة، فتفتحها سريعًا، ( وجوهٌ يومئذ ناضـ .. ) !! وتقف شفتاك عن إكمال اﻵية لتقرأ الرسالة !! وغيرك يقرؤها فيبكي أيامًا !!
تقرأ ( فإذا نُقر في الناقور ) وﻻ يرجّ الخوف قلبَك أو "ينقره"
حتى !!
تقرأ ( إنّ لدينا أنكالًا وجحيمًا * وطعامًا ذا غُصّة وعذابًا أليمًا ) وأنتَ تبتسم وتضحك. وبعضُ السّلف لما قُرئت عليه مكث ثﻼثة أيام ﻻ يأكل*!!
تقرأ ( إنَّ الله معنا ) وتستوحِش*!!
تقرأ ( ومن يتوكّل على الله فهو حَسبه ) ثم تركن لبَشر !!
تقرأ ( وهو الذي جعَل الليل والنّهار خِلفة ) وتضيّع وقتك*!!
تقرأ ( يوم ﻻ ينفع مالٌ وﻻ بنون * إﻻ من أتى الله بقلبٍ سليم ) وقلبك خراااب، ما نظرت فيه يومًا وﻻ طبّبته !!
تقرأ ( إنَّ هذا القرآن يهدي للتي هي أقوَم ) وأنت تقرأه ليل نهار، تختم كل أسبوع، وﻻ هداكَ وﻻ كفاك ! ﻷنك كنتَ تُجريه على لسانك إجراءً !!
تقرأ ( إن هوَ إﻻ ذكرٌ وقرآن مبين * ليُنذر من كان حيًا )
وأنتَ تقرؤه وﻻ ينذرك، ثم ﻻ تخافُ أن يكون قلبك ميتًا*!!
تُقابل حافظًا فما تعلم أنه حافظ إﻻ إذا قِيل لك، ﻷنه ﻻ شيء فيه يوحي بذلك !!
تدخل مدرسة "تحفيظ" فما تجدُ فيها شيئًا من آداب حملة القرآن ، وتُجالس حفظة فتجد معظم حديثهم عن مسلسل كذا، وقصّة كذا، وأغنية كذا، ورواية كذا !!
أين القرآن الذي في صدوركم ؟!!!
المشكلة تكمُن في أننا نعزِل القرآن عن الحياة؛ فﻼ نحن نعمل بما أُنزل له، وﻻ نأتمر وننتهي به. ثم نسأل: لماذا ﻻ نهتدي بهدايات القرآن ؟!!
ولماذا مجتمع الصحابة يختلف عنّا ونحن ندينُ بذات الدين، ونقرأ ذات القرآن ؟!!!!